الإثنين 13/مايو/2024

بيت حانون…إبداع مقاومة.. وكشف زيف.. وضرورة التوحد

د. حسن محمد أبو حشيش

رغم كثرة الأحداث السياسية وتزاحم الذكريات التاريخية الأليمة  وطغيان التطورات الميدانية المحزنة إلا أن القلم يرفض بالكلية أن يُسطر بأحباره غير الملحمة البطولية على أرض شمال قطاع وخاصة بلدة بيت حانون العصية على الانكسار فمن حق أهلنا هناك أن نكتب عنهم وهم يكابدون الأهوال ويدفعون ضريبة التصدي عن حياض البوابة الشمالية للقطاع إنهم مازالوا يدفعون من دمائهم وأموالهم وأمنهم وأرضهم ثمنا للكرامة والحرية والصبر والصمود.

إن هذا العدوان الصهيوني جاوز كل الأعراف حيث أرادوه أكثر ضراوة وإرهابا وفتكا إنه سلوك ينم عن فاشية وعدوانية وفي نفس الوقت عن غباء سياسي وعسكري ويكشف عن رسوب متكرر في الامتحان وعدم الرغبة أو عدم المقدرة على الاستفادة من الأخطاء والتجارب ففي كل مرة يدخل جيش العدو ويتمكن من فعل كل شيء لا أخلاقي وبعيدا عن الشجاعة ولكنه يحقق عجزا جديدا ومتكررا في النيل من الكرامة والصمود والمقاومة بل وتتمكن المقاومة قي كل مرة من تحقيق المزيد من المفاجأة في أدائها رغم بدائية الأدوات والإمكانيات المملوكة الأمر الذي يعزز حالة التخبط المعاشة في صفوف الاحتلالوإمعانه في الغرق بوحل الحماقة والفشل في قراءة الواقع بشكل دقيق والوقوع في شرك الأهواء والمزاجات والرغبة في تحقيق الذات الدموية ولو على حساب كل شيء   بما في ذلك مصلحة( شعبه وأمنه وكيانه ) .

جاءت هذه الملحمة الجديدة لتعزز مكانة المقاومة وفلسفتها وثقافة الصمود ومعانيها بعد أن تجرأ عليها من لا يؤمنون بها وبات التندر واللمز والغمز شيمة سلوكهم وبعد أن تطاولوا بدون وجه حق على رجالاتها ورموزها ضمن حملة نفسية وإعلامية مبرمجة ومخطط لها… بالفعل فلقد أخرست المقاومة في القطاع الصامد وجنوبه وشماله وخاصة بيت حانون البطلة هذه الألسن وأعادت أصحابها إلى جحورهم ونكست لواءاتهم وأطفأت نيرانهم  وأخمدت طبولهم.وكشفت زيف أولئك الذين استعرضوا بالسلاح في الشوارع والمؤسسات والوزارات والبنوك وأمام وسائل الإعلام ودفعت المواطن كي يتساءل عن دور أبطال الفضائيات والموجات المفتوحة غير المتزنة وغير المنصفة ؟! وعن ثمن آلاف الذخيرة التي أطلقت في الهواء  ؟! وعن الفرق البطلة التي كانت تجوب مدن ومخيمات الضفة والقطاع تحرق وتقتل وتخطف وتعربد وتشوه صورة البندقية والنضال الفلسطيني بل وتشوه الفصائل التي تتستر باسمها ؟! أين هؤلاء جميعا في صد العدوان أو في فتح جبهات أخرى تخفيفا عن الأهل في بيت حانون ؟!

ولا يمكن أن نمر بكلماتنا دون الوقوف بكل الإجلال على دور المرأة الفلسطينية في بيت حانون وفي شمال قطاع غزة  بل وفي مدينة غزة بأكملها حين تحدت بعقيدتها الإسلامية وانتمائها وعقلها وعاطفتها الحصار لإنقاذ عشرات المجاهدين المحاصرين في قلب بيت حانون وقدمت الشهداء والجرحى في لوحة مقاومة جديدة لتشير إلى تطور الفكر المقاوم لدى المرأة الفلسطينية واستعدادها لتقديم النفس بعد أن قدمت الولد والأخ والأب والزوج ولتسمح لنا أخواتنا أن نخص بالتحية نائبات المجلس التشريعي عن كتلة حماس وأعضاء قوائم  حماس في بلديات شمال القطاع واللواتي خططن وقدن هذا السلوك الجماهيري الناصع دون أن نغفل دور كل النساء في كافة المواقع والأعمار.

إن هذه الجريمة الصهيونية الجديدة على قطاعنا الحبيب وشماله الصامد وهذا التفاني في المقاومة والصمود اعتبرها هدية من السماء أرسلها لنا الله رغم قسوتها ودمويتها من أجل الإسراع في ترتيب أوضاعنا الداخلية بعيدا عن الاشتراطات الإسرائيلية والأمريكية وخاصة بعد أن باركت الإدارة الأمريكية الإرهاب الصهيوني القائم وإنجاز التفاهم على حكومة الوحدة وإنهاء حالة الإضراب الذي يتم في ظلام دون فائدة تعود على الموظف ولا على الحكومة ولا على مصالح الناس وبات الإدراك أكثر وجوبا في التعرف على أبعاد المؤامرة وفي التعرف على أن قواعد اللعبة السياسية الفلسطينية قد تغيرت وأن العجلة تتقدم ولا تتراجع فكفى نطحا للصخر وكفى وضع الرؤوس في التراب وكفى مكابرة إن دماء الشهداء والجرحى تتطلب شجاعة موقف ولملمة الصف الوطني المخلص على القواسم المشتركة المتفق عليها والتعامل مع الحصار بروح الفريق الواحد لا بروح الفرقاء وبلسان عربي فلسطيني لا بألسنة عربية أجنبية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....