الخميس 09/مايو/2024

الخليل .. ربع مليون من أبنائها تم اعتقالهم منذ بدء الاحتلال الصهيوني

الخليل .. ربع مليون من أبنائها تم اعتقالهم منذ بدء الاحتلال الصهيوني
تزايدت في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، في الآونة الأخيرة وبصورة يومية، حملات الاعتقال والاختطاف التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين، كجزء من الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية والمدنية.

وتشكل محافظة الخليل، وحسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني، أعلى نسبة من المعتقلين بين محافظات الوطن، مما جعل الخليل توصف بأنها المدينة “المنكوبة اعتقالياً”.

وقال أمجد النجار، مدير نادي الأسير في الخليل، إن أعداد المعتقلين في محافظة الخليل فاق خلال عام واحد عدد المعتقلين في الضفة، مشيرًا إلى هناك هجمة شرسة على المحافظة، وذلك لوضع مدينة الخليل الخاص المقسمة إلى قسمين H1 و H2، وازدياد الحواجز.

ووصف النجار حملات الاعتقال في الخليل بأنها غير عادية وهستيرية، موضحاً أنه تم اعتقال، ومنذ بداية العام الجاري، أكثر من 863 معتقلا، من ضمنهم 14 فتاة منهم ثلاث أمهات، بالإضافة إلى 83 طفلا دون السن القانوني.

97 معتقلاً إدارياً

ولفت النجار الانتباه إلى ارتفاع وتيرة الاعتقالات الإدارية بشكل غير عادي في محافظة الخليل، موضحاً أنه يوجد أكثر من 97 معتقلاً إدارياً من المحافظة، منهم من تم تجديد الاعتقال الإداري له لأكثر من مرة، مثل الأسير محمود عيسى المسالمة (46 عاماً)، والذي تم تجديد الاعتقال الإداري له سبع مرات على التوالي.

15 في المائة من معتقلي الخليل .. أشقاء

ونوه مدير نادي الأسير الفلسطيني إلى ظاهرة اعتقال الأشقاء، مشيراً إلى أنّ هناك حملة اعتقالات ضد الأشقاء في محافظة الخليل بالجملة، موضحاً أنّ ما نسبته 15 في المائة من معتقلي الخليل هم أشقاء، كعائلة الأسير بدران جابر المعتقل هو وأربعه من أبنائه، وأسرة محمد أبو سرور وهو والد شهيدين ومعتقل هو وأبنائه، بحيث لم يبقَ في المنزل إلا طفلته الصغيرة.

وأشار النجار إلى أنه تم اعتقال أكثر من ربع مليون مواطن في محافظة الخليل منذ بداية الاحتلال عام 1967، وما يقارب 25 ألف أسير خلال انتفاضة الأقصى، تبقى منهم 2700 معتقلاً، وهي أعلى نسبة على المستوى الفلسطيني العام.

45 أسيرة خليلية

ويوضح النجار هنا أيضاً أنّ أعلى نسبة من النساء المعتقلات في الضفة الغربية هنّ من محافظة الخليل، موضحاً أنه تم اعتقال 45 أسيرة منذ بداية انتفاضة الأقصى، بقيت منهن 22 أسيرة موزعات على سجون الاحتلال.

ويرى مدير نادي الأسير أنّ تزايد أعداد المعتقلين في الخليل هو نتيجة استخدام أساليب غير قانونية في انتزاع الاعتراف من المعتقلين، من خلال غرف ما يسمى “العصافير” أو من خلال استخدام أسلوب الضغط النفسي والجسدي مع المعتقلين.

انعكاسات مستقبلية

من جانبه؛ قال فهمي شاهين، الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إنّ سياسة الاعتقالات التي تنتهجها قوات الاحتلال منذ عام 1967، والظروف التي يُوضع فيها المعتقلون والمعاملة التي يتلقونها؛ تتعارض كلياً مع القانون الدولي الإنساني و”قواعد السلوك” المفترضة من أي سلطة احتلال، وخاصة ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وحقوقهم في الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أنّ قوات الاحتلال لا تعامل حتى رجال المقاومة المعتقلين معاملة أسرى الحرب.

وأوضح شاهين أنّ تصعيد عمليات الاعتقال، بما في ذلك حملة الاعتقال المتزايدة في محافظة الخليل، والتي تجري بصورة يومية وعشوائية، وتشمل أعمالاً مختلفة بما في ذلك أطفال دون السن الثامنة عشر من العمر، والعديد من الفتيات الذين يجرى اعتقالهن من منازلهن أو على الحواجز العسكرية أثناء تنقلهن، تجرى على الشبه، كما أنّ هناك معتقلين جرى إعادة اعتقالهم بعد أسابيع من الإفراج عنهم.

ويرى الباحث في حقوق الإنسان أنّ الطابع العام لأغلب هذه الاعتقالات هو سياسي، في إطار تشديد العقوبات على الشعب الفلسطيني وإرهاب أبنائه، موضحاً أنّ الاعتقال له تأثير نفسي وسيكون له انعكاسات مستقبلية، حيث أنّ عملية الاعتقالات لا تعطي فرصة للمعتقل ولا لذويه لالتقاط أنفاسهم، والحصول على بعض الاستقرار الأسرى، خاصة فيما يتعلق بمواطنين تتكرر حالات اعتقالهم دون أي مبرر، فقط لمجرد الرأي السياسي أو العضوية في إحدى الجمعيات الخيرية أو لإلقاء خطبة جماهيرية.

وبالتالي، كما يرى شاهين، وفي كل الأحوال؛ فإنّ عائلات المعتقلين عندما تفقد أحد أبنائها أو رب الأسرة، وهما في الغالب أصحاب الدخل في العائلة؛ فإنّ الأمر يؤدي إلى تدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية لعائلة المعتقل، وفقدانها الاستقرار الاجتماعي وزيادة مسؤولياتها اتجاه المعتقل، مما يضيف أعباء زائدة على الأسرة، وخاصة على الزوجة التي يُعتقل زوجها، عدا عن تداعيات أخرى لها علاقة بفقدان العمل والتعليم وغيرها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...