الخميس 09/مايو/2024

حالة تضامنية ضد تكميم الأفواه إثر الاعتداء على إذاعة فلسطينية بغزة

حالة تضامنية ضد تكميم الأفواه إثر الاعتداء على إذاعة فلسطينية بغزة
لم يكن الاعتداء على إذاعة محلية فلسطينية في غزة هو الحدث الأول من نوعه الذي يطال مؤسسة إعلامية فلسطينية، فمثل هذه الاعتداءات تكررت وتواترت في الآونة الأخيرة.

وما بات واضحاً حسب ما يلاحظ الراصدون؛ أنها اعتداءات تحمل واحداً من توقيعين اثنين؛ أولهما توقيع الاحتلال الصهيوني الذي طالما قصف إذاعات محلية ومؤسسات إعلامية فلسطينية أو داهمها وعاث فيها تخريباً؛ وثانيهما توقيع العنف الداخلي الرامي لما يسميه المتابعون “تكميم الأفواه”، والذي يتصل هذه المرة بوضوح بأحد الأجهزة الأمنية، ليس سوى “الأمن الوقائي”.

اعتصام تضامني وتنديدي

وقد اعتصم صباح الخميس (2/11) عشرات الصحفيين والإعلاميين وممثلي عدد من المؤسسات الإعلامية، والفصائل الفلسطينية وأعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمام مبنى إذاعة “صوت الشعب”، التابعة للجبهة، تنديداً بقيام مسلحين بمهاجمة مقر الإذاعة في مدينة غزة، وتعرّض أربعة من العاملين بالإذاعة واثنين من ضيوف برامجها للإصابة، جراء إطلاق النار عليهم من قبل المعتدين.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها عبارات منها “حرية العمل الإعلامي ضمان للانتصار”، و”لا للبلطجة المسلحة”، و”يداً بيد للتصدي لتكميم الأفواه”.

وألقى ذو الفقار سويرجو، نائب رئيس مجلس إدارة الإذاعة المعتدى عليها، كلمة استنكر فيها جريمة الاعتداء الذي قال المهاجمون إنه جاء على خلفية نشر خبر يتعلق باستبدال مهمام العميد رشيد أبو شباك من منصبه على رأس جهاز الأمن الوقائي، وهو النبأ ذاته الذي بثته وكالات أنباء مختلفة.

ودعا سويرجو وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام إلى “وضع حد لعصابات الزعرنة التي تعتدي على الممتلكات العامة والخاصة خدمة لمسؤول أو جهاز”، وقال “إننا لن نقبل بأقل من أن يُقدّم المجرمون للقانون، ومحاكمتهم حتى يكونوا عبرة لكل من تسوِّل له نفسه بالاعتداء والتطاول على حرية الرأي والتعبير”.

بيان الإذاعة المستهدفة

ومن جانبها؛ طالبت إذاعة صوت الشعب في بيان لها، وزارة الداخلية بوضع حد “لعصابات البلطجة والزعرنة التي تعتدي على الممتلكات العامة والخاصة”، داعية جميع العاملين في لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية إلى “تحمّل مسؤولياتهم الوطنية في وقف حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعيشها الساحة الفلسطينية”.

وأضاف البيان “لا يوجد مخلوق على هذه الأرض يستطيع إسكات صوت الشعب الذي لم يستطيع الاحتلال إسكاته”. 

تضامن وزارة الإعلام الفلسطينية

وبدورها؛ استنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية “الاعتداء الآثم الذي تعرضت له إذاعة صوت الشعب من قبل مجموعة مسلحة عابثة لا مسؤولة”، مما أدى إلى المساس بالمكان وتدمير محتوياته، وإصابة العديد من الأفراد المتواجدين في مقر الإذاعة.

واعتبر الدكتور حسن أبو حشيش، وكيل مساعد وزارة الإعلام، هذا الاعتداء بأنه “جريمة ليست بجديدة ضد الحركة الصحفية الفلسطينية، بل امتداد لحالة الفوضى والفلتان الأمني المخطط لها من قبل جهات لا تروق لهذا الشعب الاستقرار”، مشيراً إلى أنّ هذا الاعتداء يأتي في ظل الهجمة العسكرية الصهيونية في “شمال قطاع غزة الصامد، وخاصة بلدة بيت حانون، والذي من المفترض أن تتوحد كل الجهود الاعلامية لتكون صوتاً وجهداً إعلاميًّا فاضحاً للمؤامرة على هذا الشعب وداعماً لصموده وصبره مقاومته”.

وأكد المسؤول بوزارة الإعلام، “خلوّ المعتدين من روح الانتماء والوطنية والمسؤولية، ورفضه المطلق والواضح لكل هذه الممارسات”، معرباً عن التضامن الكامل مع “الزملاء العاملين في إذاعة صوت الشعب والوقوف بجانبهم”، وحثهم على “الاستمرار في نقل الحقيقة بكل موضوعية وحيادية”.

كما طالب الدكتور أبو حشيش، وزارة الداخلية الفلسطينية بضرورة التدخل الفوري وفرض الحماية لكل المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، والضرب بيد من حديد وتطبيق القانون ضد العابثين، وأهاب بكل الإذاعات المحلية والصحفيين بأن “تتعاون وتتكاتف، وتعمل على دعوة الجماهير لرص الصفوف وبث روح التوحد ونبذ الفرقة”.

الجبهة الشعبية تحذر من سياسة تكميم الأفواه

واعتبرت الدكتورة مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أنّ الاعتداء على الإذاعة يأتي في سياق “سياسة تكميم الأفواه والحد من حرية الإعلام”، مطالبة وزارة الداخلية بالعمل الجاد اتجاه هذه الانتهاكات وأمثالها على وسائل والقائمين بالإعلام، وقالت “سنعمل جاهدين للدفاع عن الديمقراطية التي دفع ثمنها عدد من الشهداء والأسرى”.

حركة حماس: جهات عدائية تهدف إلى كتم الحقيقة

كما أدان، فوزي برهوم، الناطق باسم حركة “حماس”، والذي شارك أيضاً في الاعتصام، الاعتداء الذي اعتبره يهدف إلى الحدّ من حرية عمل وسائل الإعلام، والذي يعمل على تشويه سمعة الشعب الفلسطيني حضارة وثقافة، معتبراً أنّ هذا الاعتداء “ليس من عقيدة الشعب الفلسطيني؛ إنما عمل نجم عن جهات عدائية تهدف إلى كتم الحقيقة”.

وأكد برهوم ضرورة إنزال “العقاب الرادع بكل تسول له نفسه الاعتداء على أمن الوطن والمواطن الفلسطيني أو ضيف أجنبي”، حسب ما جاء في كلمته.

كتلة الصحفي الفلسطيني: أعمال إرهابية ضد حرية الكلمة

ومن جهته؛ استنكر عماد الإفرنجي، رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني، الاعتداء وإطلاق النار على العاملين بالإذاعة، معتبراً أنّ هذا العمل يأتي “ضمن سياق الأعمال الإرهابية التي تستهدف حرية الكلمة والرأي والتعبير، الذي يعكس صورة غير حضارية عن الشعب الفلسطيني واحترامه للصحافة والإعلام”، كما قال.

وأعرب الإفرنجي عن “تضامن الكتلة الكامل مع العاملين في إذاعة صوت الشعب، إدارة وعاملين وصحافيين، ووقوفها إلى جانبهم”، ورأى “أنّ التساهل والتقصير من قبل الجهات والأجهزة المعنية في حماية أمن المواطن والوطن وعدم وضع حد لحالات سابقة؛ شجّع هذه العناصر المارقة على الاعتداء على المؤسسات ووسائل الإعلام بما يهدد بمستقبل أسود لحرية الصحافة والرأي الفلسطيني”، حسب تحذيره.

ودعا عماد الإفرنجي رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حماية الصحافة والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، مطالباً وزارة الداخلية والأمن الوطني والأجهزة الأمنية المعنية بتحمّل مسؤولياتها في ملاحقة المجرمين واعتقالهم وتقديمهم لمحاكمة عادلة وعلنية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات