الخميس 09/مايو/2024

المغراقة .. جزيرة معزولة في الشتاء بعد أن دمر الاحتلال جسورها

المغراقة .. جزيرة معزولة في الشتاء بعد أن دمر الاحتلال جسورها
جاءت أمطار فصل الشتاء هذا العام، لتضع عائقاً أمام حركة التنقل لأهالي سكان قرية المغراقة، الواقعة إلى الشمال من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والمحاذية لوادي غزة الذي يفيض في فصل الشتاء.

هذه القرية، التي ذاقت الويلات، وتجرعت مرارة الاحتلال، لا سيما وقد كانت تقترب من ما كان يسمى بمستعمرة “نتساريم”؛ كان سكانها قبيل اندحار قوات الاحتلال منها، ينامون على صوت أزيز الطائرات وأصوات المدافع والرشاشات.

وعقب انسحاب الاحتلال من المستعمرة استبشر سكانها بالفرج وبزوال المعاناة، لكن على ما يبدو أن أشباح الاحتلال لا زالت تطاردهم، حيث ازدادت معاناتهم في أعقاب قصف قوات الاحتلال للجسور التي تصل القرية بالمناطق المجاورة لها، ما حوّلها إلى أشبه ما يكون بجزيرة معزولة.

قصف المنفذ الوحيد للقرية

وتجسّد معاناة أبي محمد، وهو أب لخمسة تلاميذ، حكاية كل فلسطيني في تلك القرية، بعد أن وجد نفسه عاجزاً عن إيصالهم إلى مدارسهم، نتيجة الطرق الموحلة التي نتجت عن الأمطار الغزيرة خلال اليومين الماضيين، والأدهى من ذلك ارتفاع منسوب المياه بالوادي (وادي غزة) الذي يفصل القرية عن المناطق المجاورة لها.

وعبر أبو محمد عن استهجانه لممارسات قوات الاحتلال التي قامت مؤخرا بقصف جسر سكة الحديد التاريخي، وهو المنفذ الوحيد للقرية في حالة فيضان الوادي بالمناطق المجاورة لها.

وطالب أبو محمد جميع الجهات المختصة والدول المانحة، بأن تأخذ بعين الاعتبار المشكلة الحقيقة التي يعاني منها طلاب المغراقة، الذي يغادرون يومياً القرية من أجل الجلوس على مقاعد الدراسة في مخيمي البريج والنصيرات.

وتخلو قرية المغراقة من المدارس التعليمية، وفي كل صباح يتوجه ما يزيد عن ألف طالب من القرية إلى المدارس بالمناطق المجاورة من خلال طرق مغبرة صيفاً وموحلة شتاء.

تلوث المياه بالصرف الصحي

ويوضح أبو محمد أنه اضطر إلى أن يغيِّب أبناءه عن المدرسة، في اليوم الأول للأمطار، حفاظاً على سلامتهم، أما في اليوم التالي، فقد اضطر هو وأبنائه إلى المخاطرة والمجازفة وقطع الوادي الذي تلوثت مياهه بمياه الصرف الصحي.

ولفت الوالد الفلسطيني الانتباه إلى أنه قام وأبناؤه بخلع أحذيتهم والكشف عن سيقانهم حتى عبروا الوادي واستطاعوا الوصول لمخيم البريج الذي يدرس أطفاله بمدارسه، بعد أن قطعوا شوط من المعاناة من خلال السير بالطرق الموحلة والمياه الملوثة.

وتساءل سكان القرية عن دور جهاز الدفاع المدني، وأطقمه المدربة وإمكانياته المتوفرة، واتهم أحد المواطنين قيادات الجهاز بالتقصير، وقال والغضب يبدو على وجهه “ألا تعرف قيادات هذا الجهاز أن فصل الشتاء قد حل علينا، لماذا لم تحضر نفسها لهذا الفصل، أم أنهم ينتظرون النثريات من السيد الرئيس أم هم غير مؤهلين لقيادة هذا الجهاز الهام”.

لا يوجد ممر آمن

من جانبه ناشد يوسف أبو هويشل، رئيس بلدية المغراقة، الجهات المعنية من وزارة الحكم المحلي، أو الأشغال العامة ووكالة الغوث الدولية والمؤسسات الدولية الخيرية، بضرورة العمل الجاد من أجل وقف معاناة سكان القرية، جراء هدم الجسور التي تعرضت للقصف الصهيوني وبالتحديد جسر سكة الحديد (86) الواصل بين قرية المغراقة والمناطق المجاورة.

وقال أبو هويشل “أطفالنا وطلابنا في حالة يرثى لها، وذلك خلال توجههم إلى مدارسهم في مخيم البريج للاجئين، فلا يوجد ممر آمن ومعبد للأطفال أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المدارس”، منوها إلى أنّ الأطفال اضطروا إلى خلع أحذيتهم حتى يجتازوا وادي غزة.

وحذر أبو هويشل من التأثير السلبي على صحة الأطفال من التلوث الناجم عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار في وادي غزة نتيجة فتح هذه المياه من بلدية غزة، مطالباً الجهات المعنية بضرورة الإسراع في إعمار الجسر، وهو المنفذ الوحيد للقرية وحلقة الوصل بالمخيمات المجاورة لها، وذلك من أجل حل المشكلة التي باتت تشكل هاجس لسكان المغراقة في فصل الشتاء.

ومع ازدياد هذه المعاناة يأمل سكان المغراقة بأن يتم الإسراع بحل هذه المشكلة التي توقعوها منذ أن تعرضت الجسور لقصف من الطائرات الحربية الصهيونية، وحذروا مرارا الجهات المعنية من حدوثها خلال فصل الشتاء، دون جدوى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات