المغراقة .. جزيرة معزولة في الشتاء بعد أن دمر الاحتلال جسورها

هذه القرية، التي ذاقت الويلات، وتجرعت مرارة الاحتلال، لا سيما وقد كانت تقترب من ما كان يسمى بمستعمرة “نتساريم”؛ كان سكانها قبيل اندحار قوات الاحتلال منها، ينامون على صوت أزيز الطائرات وأصوات المدافع والرشاشات.
وعقب انسحاب الاحتلال من المستعمرة استبشر سكانها بالفرج وبزوال المعاناة، لكن على ما يبدو أن أشباح الاحتلال لا زالت تطاردهم، حيث ازدادت معاناتهم في أعقاب قصف قوات الاحتلال للجسور التي تصل القرية بالمناطق المجاورة لها، ما حوّلها إلى أشبه ما يكون بجزيرة معزولة.
قصف المنفذ الوحيد للقرية
وعبر أبو محمد عن استهجانه لممارسات قوات الاحتلال التي قامت مؤخرا بقصف جسر سكة الحديد التاريخي، وهو المنفذ الوحيد للقرية في حالة فيضان الوادي بالمناطق المجاورة لها.
وطالب أبو محمد جميع الجهات المختصة والدول المانحة، بأن تأخذ بعين الاعتبار المشكلة الحقيقة التي يعاني منها طلاب المغراقة، الذي يغادرون يومياً القرية من أجل الجلوس على مقاعد الدراسة في مخيمي البريج والنصيرات.
وتخلو قرية المغراقة من المدارس التعليمية، وفي كل صباح يتوجه ما يزيد عن ألف طالب من القرية إلى المدارس بالمناطق المجاورة من خلال طرق مغبرة صيفاً وموحلة شتاء.
تلوث المياه بالصرف الصحي
ولفت الوالد الفلسطيني الانتباه إلى أنه قام وأبناؤه بخلع أحذيتهم والكشف عن سيقانهم حتى عبروا الوادي واستطاعوا الوصول لمخيم البريج الذي يدرس أطفاله بمدارسه، بعد أن قطعوا شوط من المعاناة من خلال السير بالطرق الموحلة والمياه الملوثة.
وتساءل سكان القرية عن دور جهاز الدفاع المدني، وأطقمه المدربة وإمكانياته المتوفرة، واتهم أحد المواطنين قيادات الجهاز بالتقصير، وقال والغضب يبدو على وجهه “ألا تعرف قيادات هذا الجهاز أن فصل الشتاء قد حل علينا، لماذا لم تحضر نفسها لهذا الفصل، أم أنهم ينتظرون النثريات من السيد الرئيس أم هم غير مؤهلين لقيادة هذا الجهاز الهام”.
لا يوجد ممر آمن
وقال أبو هويشل “أطفالنا وطلابنا في حالة يرثى لها، وذلك خلال توجههم إلى مدارسهم في مخيم البريج للاجئين، فلا يوجد ممر آمن ومعبد للأطفال أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المدارس”، منوها إلى أنّ الأطفال اضطروا إلى خلع أحذيتهم حتى يجتازوا وادي غزة.
وحذر أبو هويشل من التأثير السلبي على صحة الأطفال من التلوث الناجم عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار في وادي غزة نتيجة فتح هذه المياه من بلدية غزة، مطالباً الجهات المعنية بضرورة الإسراع في إعمار الجسر، وهو المنفذ الوحيد للقرية وحلقة الوصل بالمخيمات المجاورة لها، وذلك من أجل حل المشكلة التي باتت تشكل هاجس لسكان المغراقة في فصل الشتاء.
ومع ازدياد هذه المعاناة يأمل سكان المغراقة بأن يتم الإسراع بحل هذه المشكلة التي توقعوها منذ أن تعرضت الجسور لقصف من الطائرات الحربية الصهيونية، وحذروا مرارا الجهات المعنية من حدوثها خلال فصل الشتاء، دون جدوى.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...