الخميس 09/مايو/2024

ربع الشعب الفلسطيني جرّب مرارة الاعتقال في سجون لم يشهد العالم مثيلاً لها

ربع الشعب الفلسطيني جرّب مرارة الاعتقال في سجون لم يشهد العالم مثيلاً لها

لن تجد بيناً في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا وكان فيه أحد أفراد العائلة، إن لم لكن جميعهم، قد جرّبوا مرارة الاعتقال والخطف على يد الاحتلال الصهيوني.
فقد كشف تقرير إحصائي أصدرته وزارة شؤون الأسرى، بأن 25 في المائة من الشعب الفلسطينيين (نحو 800 ألف إنسان)، اعتقلتهم السلطات الصهيونية منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967.
وأكد عبد الناصر فروانة معد البحث، أن الكيان اعتقل حوالي ربع المواطنين في الأراضي المحتلة، ولم تعد هنالك عائلة واحدة لم يعتقل منها شخص أو أكثر، وهناك من أعتقل عدة مرات.
وهذا يدلل على كبر حجم الاعتقال من قبل الاحتلال، الذي بلغ في بعض البيوت أن يكون خمسة من أفراد أسرة واحدة معتقلين، مثل عائلة وادي من خان يونس حيث اعتقل خمسة أخوة في العام 1990 دفعة واحدة، وأحيانا الأب والأم والأخوات في السجن.
هنالك قصص كثيرة عن عائلات بأكملها مكثت في السجن لتتمكن سلطات الاحتلال من الضغط على الابن أو الأب، وأحياناً تطال العائلة مثل الأسير إبراهيم حامد القائد في كتائب القسام، من رام الله، فقد عمدت سلطات الاحتلال على اعتقال العشرات من عائلته وبلدته، وتعرضت بلدة سلواد لعشرات المرات من الدهم والاعتقال للعشرات من الشباب وهم يبحثون عن حامد.

معتقلات بدائل للمشانق
ويضيف التقرير، أن أغلب العائلات يتم اعتقال أبنائهم بتهمة انتماء أحدهم إلى المقاومة لهم، واعتقال الجيران والأصدقاء لنفس السبب، موضحا أن هناك حوالي 10500 معتقل فلسطيني وعربي، موزعين على أكثر من 30 معتقلا صهيونياً، في حين تشير إحصاءات أخرى إلى أن العدد ارتفع ليصل إلى 12 ألف معتقل.
وأشار التقرير، إلى أن هؤلاء المعتقلين يعانون ظروفا قاسية وأوضاعاً لا إنسانية، ومعاملة قاسية، وذلك لافتقار تلك المعتقلات التي يقبعون فيها إلى أدنى شروط الحياة الآدمية، لأنها تتناقض بشكل فاضح مع أبسط حقوق الإنسان وأدنى حقوق المعتقل، فهي معتقلات قلما شهدها العالم.
وذكر الباحث فروانة في تقريره، بأن الأوضاع المتردية التي يعيشها المعتقلون، ازدادت تأزما واستفحالا بشكل عام خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في عام 2000، وهذه السجون مُعدة كبدائل للمشانق، ففيها تجري أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي والحرمان من كل شيء، موضحا بأن ما رآه العالم من صور عما حدث في أبو غريب، فإنه يحدث منذ سنوات وعلى مدار اللحظة في المعتقلات الصهيونية.

 50 ألف عملية اعتقال
وتشير معطيات الهيئات التي تعنى بمتابعة شؤون الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية أن أكثر من خمسين ألف عملية اعتقال جرت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الحالية.
فقبل أن تبدأ انتفاضة الأقصى؛ بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني حوالي 1500 أسير فلسطيني في كافة سجون الاحتلال؛ والآن يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال 10500 أسير موزعين على عدد من السجون الصهيونية يقدر بحوالي ثلاثون سجناً ما بين سجون مركزية وخيام ومراكز تحقيق، وكذلك سجون سرية كشف عنها مؤخرا مثل السجن السري الذي يحمل رقم (1391)، ومنهم 120 امرأة، 400 طفل دون سن الثامنة عشرة.
إلا أن الأرقام في ازدياد مضطرد، لا سيما وأن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط قبل أربعة أشهر، أكثر من ألفي فلسطيني، بينهم وزراء ونواب ومسؤولين حكوميين.

أطفال ونساء خلف القضبان
ولم تستثن قوات الاحتلال الأطفال والنساء من عملية الخطف؛ فقد اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى أكثر من 500 مواطنة بقيَّ منهن حتى الآن قرابة 120 أسيرة، حيث وضعت ثلاث أسيرات، كل منهن مولودها داخل الأسر خلال انتفاضة الأقصى، كما وتقبع الآن مع المعتقلة عطاف عليان في سجن تلموند ابنتها عائشة الهودلي البالغة من العمر قرابة عامين، مع الإشارة إلى أن عليان رهن الاعتقال الإداري.
وتعشن الأسيرات في ظروف قاسية ويتعرضن لمعاملة لا إنسانية ومهينة، وتفتيشات استفزازية، وكثيراً ما يخضن اضرابات عن الطعام كشكل من أشكال النضال للحصول على حقوقهن المسلوبة أو لأجل كرامتهن التي تنتهك يومياً من قبل السجانين والسجانات.
أما بشأن الأطفال؛ فقد اعتقل الاحتلال أكثر من خمسة آلاف فلسطين منذ بداية انتفاضة الأقصى، قرابة 400 طفل منهم لا زالوا في الأسر، وأكثر من خمسة وتسعين في المائة من هؤلاء الأطفال يتعرضون للتعذيب بأشكاله المختلفة، وخاصة وضع الكيس في الرأس والشبح والضرب، وهناك المئات اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن 18 داخل السجن ولا يزالون في الأسر.
وهؤلاء الأطفال لا يحظون بمعاملة خاصة كونهم أطفال؛ بل ومحرومون من أبسط حقوق الطفولة والتي تنص عليها اتفاقية الطفل، وهذا يشكل انتهاك واضح للقانون الدولي الذي يعطي الأطفال الحق في عدم عزلهم عن أهلهم، والاتصال الدائم بهم ولكن الاحتلال يمنعهم من زيارات ذويهم بحجج أمنية واهية.

تعذيب مستمر في المعتقلات الصهيونية
وفيما يتصل بالتعذيب في السجون والمعتقلات الصهيونية، أكد فروانة أن الكيان الصهيوني هو الوحيد في العالم الذي جعلت من التعذيب، المحظور والمحرم دولياً، بكل أشكاله الجسدية والنفسية، قانوناً، وشرعته في مؤسساتها العسكرية والقضائية ومنحته الغطاء القانوني، ويكافئ من يمارسه.
ولهذا ابتدعت أجهزتها الأمنية أكثر من سبعين شكلاً جسدياً ونفسياً منها الضرب، الوضع في الثلاجة، الشبح، الهز العنيف، الوقوف فترة طويلة، الحرمان من النوم، الحرمان من الأكل، العزل، الضغط على الخصيتين، تكسير الضلوع، الضرب على الجروح، اعتقال الأقارب وتعذيبهم أمام المعتقل، البصق في الوجه، التكبيل على شكل موزة، الضرب على المعدة وعلى مؤخرة الرأس، وغيرها الكثير.
وليس كل من تعرض للتعذيب نجا من الموت، ليحدثنا عما تعرض له، كما ليس كل من نجا لديه القدرة على الحديث، و لكن هناك الكثير مِمَن نَجوا تحدثوا وبمرارة عما تعرضوا له، وهناك من لا زالوا متأثرين من ذلك رغم مرور سنوات طوال على تحررهم.
والأبشع من ذلك؛ وحسب ما كشفت عنه صحيفة /هآرتس/ الصهيونية، قبل أشهر، بأن المحققين الصهاينة يستمتعون بتعذيب الأسرى، وأن كل فلسطيني أصبح عدواً، وأن أسباب هذه التصرفات اللاإنسانية مع الأسرى هو شعور المحقق والجندي انه لن يحاسب على أفعاله وأنه سيحظى بإسناد من رفاقه وقادته، ولم يسبق وأن قدم أي مسؤول صهيوني للمحاكمة والمسائلة عن جرائم حرب ارتكبت في أقبية التحقيق والسجون لأن القانون الصهيوني أعطى الحماية للمحققين ولم يسمح بملاحقتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...