الخميس 09/مايو/2024

وقائع مهرجان البيعة للأقصى وفلسطين في الخليل بمشاركة 70 ألف مواطن

وقائع مهرجان البيعة للأقصى وفلسطين في الخليل بمشاركة 70 ألف مواطن

استجاب نحو سبعين ألف مواطن فلسطيني، إلى الدعوة التي وجهتها الحركة الإسلامية للمشاركة في المهرجان الحاشد الذي نظمته في ساحة الحسبة الجديدة في مدينة خليل الرحمن، والذي حمل عنوان “البيعة للأقصى وفلسطين”.

وقد فاجأ الحضور الكبير للجماهير الفلسطينية في المهرجان المقام عصر الجمعة (27/10)، الكثيرين ممن راهنوا على تراجع حركة حماس، بعد الحصار الذي فُرض على الحكومة الفلسطينية منذ تشكيلها للحكومة قبل نحو ثمانية شهور.

وردّد المشاركون في المهرجان بين الحين والآخر عبارات البيعة والتأييد للحكومة الفلسطينية، والعهد على التمسك بالثوابت والحفاظ على المسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات العبث بالوحدة الفلسطينية، ورفض كل المؤامرات الهادفة إلى النيل من قيم وثابت هذا الشعب.

هنية: نرفض التنازل والاعتراف

وفي كلمته للمحتشدين؛ خاطبهم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، بكلمة هاتفية حيّى فيها المشاركين في المهرجان، والتزامهم بالمنهج وتمسكهم بالحقوق والثوابت وحماية المشروع الذي ضحوا من أجله.

وقال هنية مخاطباً الجماهير “تقفون هذه الوقفة العظيمة لتجددوا العهد والبيعة، ولتُعلو الهامات في وجه أولئك الذين يريدون لهذه الهامات أن تُطأطئ، ولتصرخوا لا وألف لا للتنازل عن حقوقنا وثوابتنا، أو إعطاء الدنية في ديننا أو قضيتنا الفلسطينية”.

كما حيّى هنية “أهل الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين المباركة، والذين رحلوا من أجل كرامتنا، ومن أجل أرضنا وقدسنا وأقصانا، ومن أجل حقوقنا وثوابتنا”، مؤكدا البيعة “لعهدة الشهداء الأبرياء الذين رحلوا من أجل كرامتنا وعزتنا ووطنيتا، وأرضنا المباركة”.

وأرسل رئيس الوزراء بالتحية إلى “الأسرى في سجون الاحتلال ولأسرى الخليل، أولئك القادة والجنود الذين تغص بهم معتقلات الاحتلال، وعلى رأسهم رمز الشرعية الفلسطينية الأخ الدكتور عزيز الدويك”.

وأكد هنية ثقته الكبيرة بالنصر والعزة مصداقا لقوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليُمَكِننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً)، وأضاف “لا تخفى عليكم المؤامرات ولا تخفى عليكم أهداف الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني، إنهم يريدون منا أن نتنازل وأن نعترف وأن نرفع الغطاء عن المقاومة للاحتلال”.

لا لرفع الغطاء عن المقاومة

وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني قوله “لا اعتراف بشرعية الاحتلال، ولا رفع للغطاء عن المقاومة الشرعية ضد المحتل، ولا يمكن أن نضع كل الأوراق في سلة الأمريكيين وفي سلة التجويع، فخياراتنا متعددة، ونحن انطلقنا على رؤية ومنهج وبرنامج سياسي، وعلى هذا الأساس نسير”، واستدرك قائلاً “نعم ندرك أنّ هناك آلاماً وهناك تحديات، ولكن أيها الأعزاء: من يَخْشَ صعود الجبال يَعِش أبد الدهر بين الحُفر”.

وشدّد إسماعيل هنية على أنّ “فلسطين قضية مقدسة ومباركة، وشعبها مبارك، ومن يريد أن يتحمل مسؤولية القيادة في فلسطين، ومن يريد أن يحمل أمانة فلسطين؛ فإما أن يكون على مستواها، وإما أن يتنحى جانباً، ونحن آلينا على أنفسنا أن نكون على مستوى القضية وعلى مستوى التحديات والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، ولن نتنحى بإذن الله وسنسير رافعي اللواء حاملين الأمانة حتى نحرر الأرض ونستعيد القدس ونتحرر المسجد الأقصى المبارك”.

وقال هنية مضيفاً “خيارات كثيرة مطروحة على الساحة الفلسطينية اليوم، وقنوات كثيرة تتحرك وآراء تطرح، ومقالات تكتب، ولكني أقول لكم إنّ كل الخيارات والتحركات ليس لها إلا هدف واحد هو إخراج هذه الحركة من المشهد السياسي تحت مبررات واهية متعددة”، مؤكدا أنّ “الكثير من الأطراف لا تريد لهذا المشروع أن ينجح، ولا لهذه المسيرة أن تتواصل، ولا يريدون لهذه الديمقراطية التي عبّر عنها الشعب الفلسطيني ومن خلالها أن يجري تعميمها على المنطقة”.

وأكد هنية التمسك بالحقوق واحترام إرادة الشعب والالتزام بالأمانة التي حملناها، من خلال عطاءات الشهداء والأسرى والجرحى والعذابات والمقدسات في مسجد الأقصى وفي المسجد الإبراهيمي كذلك.

نريد حكومة وحدة ولا نريد حكومة أمريكية

وأكد هنية أنه مع “حكومة وحدة وطنية، ولكن على أساس فلسطين وعلى أساس وطني، وفي منشأ وطني، وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها أبناء الشعب الفلسطيني، لا حكومة على مقاسات أمريكية وأوروبية تريد أن تنتزع منا المواقف، وتريد أن تُذهِب عنا الهيبة، وتريد أن تدخلنا في دهاليز العمل السياسي الذي أرهق الشعب الفلسطيني”.

وتابع رئيس الوزراء “مواقفنا واضحة وخطواتنا ثابتة؛ نحن نريد دولة ونريد عودة اللاجئين ونريد الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وإزالة الجدار وإنهاء المستوطنات، والكرامة للشعب الفلسطيني”، وأضاف “من هنا فإنني أقول لكم يا أهلنا في الخليل، من هنا من أرض غزة، من مهرجانكم العظيم، وأكررها من قلب الخليل الصامدة: لن تسقط القلاع ولن تُختَرق الحصون ولن يسرقوا منا المواقف”.

وأكد هنية “وحدة شعبنا الفلسطيني، وصون الدم الفلسطيني، واعتبار الحوار اللغة التي يجب أن تكون أمام محاولات العبث والتخريب والاغتيالات والقتل والتدمير الممنهج، فهي محاولات عبثية لن تحقق لأصحابها الأغراض والأهداف لأنّ وعي الشعب الفلسطيني أعمق، ولأنّ هذه الحكومة بشرعيتها المتعددة راسخة وثابتة”.

وجدد إسماعيل هنية التزامه “والتزام الحكومة بالحقوق والثوابت، وعهدة الشهداء وعذابات الأسرى والجرحى كذلك”.

زمان تُقلب فيه الحقائق

ومن جهته؛ أكد متحدث باسم الحركة الإسلامية أنّ “الذي يبايع الله لا يمكن أن يذلّه الله”، معتبراً ضخامة الحشد في المهرجان بأنها دليل على مدى التصاق الحركة الإسلامية ووقوفها إلى جانب الشعب وهمومه.

وأضاف المتحدث مخاطباً الجماهير “تقف الحركة الإسلامية اليوم لتكون معكم في هذا الزمان الذي قُلبت فيه الحقائق، والذي يكذّب فيه الصادق ويخوّن فيه الأمين، جاءت إليكم لتقول: يا أهل الإيمان بعد شهر رمضان وبعد عيد الفطر نحن أمامكم ومعكم إلى أن نلقى وجه الله، نحن معكم بقيادة زرعت الإيمان في نفوس هذا الشعب، نحن معكم بقادة ساروا على نهج الكتاب والسنة. من أجل ذلك ها هم يدفعون الثمن، هاهم يدفعون الضريبة، ها هي تدفع هي ضريبة محبتكم إليهم والانجرار لدينهم دين الحق”.

وأبرق المتحدث بالتحية إلى رئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس المجلس التشريعي المعتقل الدكتور عزيز الدويك، و”كل شريف سار على طريقهم وتحمّل الحصار من أجل الله ومن أجل القابعين في السجون الذين ضحوا من أجل أن تبقى رايات الشعب خفاقة وحقوقنا مصان”.

وقال المتحدث مخاطباً “أهل الشهداء والأسرى وأهل القيادة الحقيقية للشعب الحقيقي: إننا على الطريق التي رسمتها دماء الشهداء، ولن نرضى غير القرآن دستوراً وغير الحق طريقاً مهما كلفنا ذلك؛ ففلسطين أغلى علينا من الذهب، والقدس أغلى علينا من الدينار، والأقصى أغلى علينا من الدولار، واللاجئون أغلى علينا من اليورو، وحقوق أمتنا أغلى علينا من ملء الأرض ذهباً وفضة”.

دعوة للمشاركة في حكومة الوحدة

وتابع المتحدث قائلاً “إنّ تشديدنا على قيام حكومة وحدة وطنية يأتي في السياق الطبيعي لنهجنا، وضمن الضرورة القياسية لتوزيع شبكة العمل في خدمة الشعب، ونحن على ثقة تامة أنّ جهة واحدة لا تقدر على قيادة الشعب في هذه الظروف الصعبة بالذات”، وقال “أيدينا ممدودة للجميع لليمين واليسار والوسط للعمل معاً للإنجاز حكومة الوحدة، ونرى في الوقت نفسه أنّ الشعارات التي تُطرح هنا أو هناك هي محاولات يائسة للالتفاف على خيار الشعب ومصادرة حقوقه”.

وأكد المتحدث أنّ الحركة الإسلامية لن تسمح السماح “لثلة من الخونة المندسين أن يعبثوا بأمن المواطن ومؤسساته”، وقال “سيتم الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه التطاول على الشعب الفلسطيني ورموزه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...