أعياد الفلسطينيين ممزوجة بالدماء .. وبيوتهم تحتضن ذاكرة الشهداء والأسرى

يأبى الصهاينة أن يتركوا مجالاً لكي يفرح المواطنون الفلسطينيون، حتى في أعيادهم الدينية، فقد أصبح بيت فلسطيني يحوي ذاكرة شهيد، أو يضم جريحاً، أو يتوق إلى معتقل أسير في سجون الاحتلال. كما لا يجد العديد من الفلسطينيين مأوى يستقبلون فيه أقاربهم في هذا العيد، بعد أن دمّر الاحتلال منازلهم وسواها بالأرض.
وتعد المجزرة الأخيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، والتي ارتقى فيها أكثر من سبعة شهداء ونحو ثلاثين جريحاً، معظمهم من عائلة واحدة، في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة)؛ دليلاً واضحاً على سعي الاحتلال إلى إراقة الدم الفلسطيني في أي مناسبة كانت.
أما شهر رمضان المبارك الذي ودعه الشعب الفلسطيني؛ فلم يكن في فلسطين شهراً عادياً، حيث عاش الفلسطينيون فيه فصولاً صعبة، في ظل عمليات الاجتياح والقتل والاعتقالات. بل لوحظ تعمّد الاحتلال زيادة عملياته العدوانية ضد الفلسطينيين خلاله، في محاولة منه للضغط عليهم للانقلاب على الحكومة الفلسطينية، التي انتخبوها.
وفي ظل سقوط العديد من الشهداء والجرحى؛ باتت العيد في فلسطين يوماً عادياً تغيب فيه مظاهر الاحتفال إلاّ من الشعائر الدينية. ومع ذلك؛ يحرص المواطنون الفلسطينيون كل عام على أن يبتكروا أسلوباً خاصا للاحتفال، فالعيد في فلسطين مهمة وطنية ودينية يجب أن تنجح، ويجب أن يستخرج الناس فيه الفرح من صلب الأحزان.
ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وسلسلة من المجازر الصهيونية ترتكب بحق المواطنين الفلسطينيين، في أيامهم العادية وأعيادهم، علاوة على عمليات الخطف التي يمارسها الاحتلال، والذي يزج حالياً بأكثر من عشرة آلاف فلسطيني خلف قضبانه.
فقد أظهر تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) من سنة 2000 وحتى الآن بلغ 4450 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى الخمسين ألفاً.
وأوضح التقرير أنّ عدد الشهداء الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بلغ 847 شهيداً، فيما تركزت أعداد الشهداء في الفئة العمرية من 18 وحتى 29 سنة، حيث بلغ عددهم في هذه الفئة 2427 شهيداً، بينما بلغ عدد الشهداء في الفئة العمرية من 30 وحتى 49 سنة 829 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الذين زادت أعمارهم عن 50 سنة 245 شهيداً.
وفي مسيرة الشهداء والجرحى والأسرى والمتضررين؛ تبقى فلسطين حاضرة في الأيام كافة، وهي أكثر حضوراً في أيام العيد التي باتت تلخيصاً لحالة العدوان والصراع والمقاومة بالنسبة لقضية لا تنطفئ.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...