الجمعة 10/مايو/2024

أعياد الفلسطينيين ممزوجة بالدماء .. وبيوتهم تحتضن ذاكرة الشهداء والأسرى

أعياد الفلسطينيين ممزوجة بالدماء .. وبيوتهم تحتضن ذاكرة الشهداء والأسرى

يأبى الصهاينة أن يتركوا مجالاً لكي يفرح المواطنون الفلسطينيون، حتى في أعيادهم الدينية، فقد أصبح بيت فلسطيني يحوي ذاكرة شهيد، أو يضم جريحاً، أو يتوق إلى معتقل أسير في سجون الاحتلال. كما لا يجد العديد من الفلسطينيين مأوى يستقبلون فيه أقاربهم في هذا العيد، بعد أن دمّر الاحتلال منازلهم وسواها بالأرض.

وتعد المجزرة الأخيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، والتي ارتقى فيها أكثر من سبعة شهداء ونحو ثلاثين جريحاً، معظمهم من عائلة واحدة، في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة)؛ دليلاً واضحاً على سعي الاحتلال إلى إراقة الدم الفلسطيني في أي مناسبة كانت.

أما شهر رمضان المبارك الذي ودعه الشعب الفلسطيني؛ فلم يكن في فلسطين شهراً عادياً، حيث عاش الفلسطينيون فيه فصولاً صعبة، في ظل عمليات الاجتياح والقتل والاعتقالات. بل لوحظ تعمّد الاحتلال زيادة عملياته العدوانية ضد الفلسطينيين خلاله، في محاولة منه للضغط عليهم للانقلاب على الحكومة الفلسطينية، التي انتخبوها.

وفي ظل سقوط العديد من الشهداء والجرحى؛ باتت العيد في فلسطين يوماً عادياً تغيب فيه مظاهر الاحتفال إلاّ من الشعائر الدينية. ومع ذلك؛ يحرص المواطنون الفلسطينيون كل عام على أن يبتكروا أسلوباً خاصا للاحتفال، فالعيد في فلسطين مهمة وطنية ودينية يجب أن تنجح، ويجب أن يستخرج الناس فيه الفرح من صلب الأحزان.

ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وسلسلة من المجازر الصهيونية ترتكب بحق المواطنين الفلسطينيين، في أيامهم العادية وأعيادهم، علاوة على عمليات الخطف التي يمارسها الاحتلال، والذي يزج حالياً بأكثر من عشرة آلاف فلسطيني خلف قضبانه.

فقد أظهر تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) من سنة 2000 وحتى الآن بلغ 4450 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى الخمسين ألفاً.

وأوضح التقرير أنّ عدد الشهداء الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بلغ 847 شهيداً، فيما تركزت أعداد الشهداء في الفئة العمرية من 18 وحتى 29 سنة، حيث بلغ عددهم في هذه الفئة 2427 شهيداً، بينما بلغ عدد الشهداء في الفئة العمرية من 30 وحتى 49 سنة 829 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الذين زادت أعمارهم عن 50 سنة 245 شهيداً.

وفي مسيرة الشهداء والجرحى والأسرى والمتضررين؛ تبقى فلسطين حاضرة في الأيام كافة، وهي أكثر حضوراً في أيام العيد التي باتت تلخيصاً لحالة العدوان والصراع والمقاومة بالنسبة لقضية لا تنطفئ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات