نبش المقابر وسلب جثامين الشهداء .. جريمة إسرائيلية متكررة في غزة

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام

من قتل النساء والأطفال والشيوخ وكل كائن حي في غزة، إلى نبش القبور وسلب جثامين الشهداء، تتعدد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وكشف المكتب الإعلامي الحكومي، عن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على نبش 1100 قبر في مقبرة حي التفاح شرق مدينة غزة.

اقرأ أيضًا: الاحتلال ينبش 1100 قبر في غزة ويسرق 150 من جثامين الشهداء

وقال المكتب في بيان له: إن آليات الاحتلال جرفت القبور وأخرجت جثامين الشهداء والأموات منها، وداستها، وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر.

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على 12 مقبرة على الأقل في قطاع غزة عبر تعمد تجريفها، ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.

Israeli bulldozers ruthlessly dig and destroyed al-Batish Cemetery, meant for emergencies. Bodies, including my cousin's, buried recently, are now scattered. It's devastating not being able to locate my cousin and friends. The disrespect for the deceased is beyond comprehension. pic.twitter.com/d4p1lJgSyb

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) January 5, 2024

وعاين الفريق الميداني للمرصد -وفق بيانه- يوم أمس الجمعة، تعرض مقبرة (البطش) شرقي مدينة غزة إلى عمليات تجريف واسعة شملت نبش القبور والدوس بالآليات العسكرية على جثامين القتلى فيها وتقطيع بعضها.

شهادات مؤلمة

وقال سكان في محيط منطقة المقبرة إنها استُحدثت في 22 أكتوبر/تشرين أول الماضي بغرض دفن العشرات من الشهداء مجهولي الهوية بعد تكدسهم لأيام في حينه داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة.

وذكر السكان أن مقبرة (البطش) استقبلت لاحقًا عددًا كبيرًا من الشهداء والأموات بسبب عدم تمكن ذويهم من الوصول إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة ودفنهم في المقابر الرئيسية، قبل أن تتعرض لاقتحام من جيش الاحتلال الأسبوع الماضي بآليات وجرافات عسكرية.

جرائم الاحتلال تطال الأحياء والأموات والتنكيل بهم
هذا فعل الجبناء منعدمي الإنسانية pic.twitter.com/PHN5OgRopo

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) January 6, 2024

ولوحظ في المقبرة بعد اقتحامها تجريفها بالكامل ونبش القبور حد استخراج أغلب الجثامين منها وتقطيعها وتشويهها ونهب عدد منها، بما في ذلك بعض الشواهد التي وضعت للاستدلال على هوية من دفن فيها.

وقالت السيدة “نور ناصر” من سكان مدينة غزة ونزحت إلى مناطق جنوبي القطاع، إن شقيقها الشهيد “محمد (في العشرينيات من عمره) دُفن في مقبرة “البطش” وهو بحالة أشلاء متقطعة، لكنهم صدموا لاحقًا بتعرض المقبرة لعمليات تجريف وعدم تبقي أي أشلاء لشقيقها. وأضافت “ناصر”: “الجيش الإسرائيلي لم يكتف بقتل شقيقي بل إنه ذهب حد حرمان العائلة من مجرد زيارته داخل قبر.”

وفي حادثة أخرى، داهم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، وقال أهالي الحي إنه سرق ما يزيد عن 150 جثمانا لشهداء دفنوا حديثًا منها.

مقبرة بيت حانون

وفي 25 ديسمبر/كانون أول الماضي، تلقى المرصد الأورومتوسطي أيضا عدة إفادات بتجريف الجيش الإسرائيلي مقبرة (بيت حانون) شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها.

وقال “محمد أبو عواد” من بلدة بيت حانون لفريق الأورومتوسطي إنهم تفاجؤوا بآثار اقتحام الجيش الإسرائيلي مقبرة البلدة وهدم القبور بالآليات العسكرية وتدمير المقبرة بالكامل.

وذكر “أبو عواد” أنهم رصدوا عمليات حفر نفذها الجيش الإسرائيلي في قبور محددة داخل المقبرة، وإخراج جثامين الشهداء ممن دفنوا حديثًا وسلبها، في وقت اختلطت ما تبقى من الجثامين ببعضها البعض بحيث يصعب التعرف على أي منها، جراء عمليات التجريف والحفر.

مقبرة الشيخ شعبان

وفي المدة من 17 إلى 20 ديسمبر/كانون أول الماضي، داهم الجيش الإسرائيلي مقبرة (الشيخ شعبان) في منطقة ميدان فلسطين بمدينة غزة وجرف عشرات القبور فيها ودهس جثامين القتلى والموتى.

تجريف مقابر في خانيونس

وفي 20 ديسمبر/كانون أول الماضي، عاين فريق الأورومتوسطي عمليات تدمير وتخريب واسعة مارسها الجيش الإسرائيلي في مقبرة تبعد حوالي 1.7 كيلومتر شرقي الجزء الأوسط من خان يونس جنوبي قطاع غزة، شملت نبش القبور في مساحة تبلغ حوالي 2,500 متر مربع.

مقبرة الفالوجا

ومطلع الشهر ذاته، جرى الكشف عن مداهمة الجيش الإسرائيلي مقبرة (الفالوجا) في جباليا شمالي قطاع غزة وإحداث دمار كبير فيها ظهر للعيان بعد تراجع الآليات العسكرية عنها، تضمنت تخريب قبور وشواهد منها وسلب بعض الجثامين منها.

هجمات على مقابر غوة

ووثق المرصد الأورومتوسطي هجمات إسرائيلية طالت مقابر (علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء/المقبرة الشرقية) و(المقبرة التونسية)، إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) وجميعها تقع في مدينة غزة، إلى جانب مقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أدى إلى تخريب وتحطيم عشرات القبور فيها والاعتداء على كرامة الشهداء ودون مراعاة لحرمة المقابر والموتى.

وأدت الهجمات المتكررة إلى إحداث حفر كبيرة داخل تلك المقابر بحيث ابتلعت بداخلها عشرات القبور، وتناثر بسببها رفات الموتى واختفى بعضها، فضلُا عن تضرر عشرات القبور المجاورة لها بشكل بليغ.

مقابر جماعية

وسبق أن وثق المرصد الأورومتوسطي إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن قتلى الهجمات العسكرية، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة والاستهداف الإسرائيلي المستمر للمقابر ومحيطها.

وكانت عائلات في قطاع غزة لجأت لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، وصل عددها إلى أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العوائل المستهدفة.

وشدد الأورومتوسطي على أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي لم يسلم منها حتى الموتى وسط تواطؤ دولي مستهجن.