ماذا يمكن لحاملة طائرات أن تفعل في المعركة على أرض فلسطين؟
قرار الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات إلى شرق البحر المتوسط له أكثر من دلالة أهمها:
أولاً: أن الولايات المتحدة ليس لديها ما يمكن أن تقدمه حقاً لتعديل الهزيمة الصهيونية المذلة؛ ولذلك قررت أن ترسل أكبر حاملات طائراتها وأحدثها كإشارة معنوية؛ فالصهاينة لا تنقصهم القوة الجوية بل إنهم ليس لديهم غيرها في المعركة حتى الآن.
عملياً حروب القوى غير المتناظرة كالتي تشنها المقاومة الفلسطينية بقوات غير تقليدية على جيش نظامي حديث كجيش الاحتلال تكمن معظم حلوله بالنسبة للجيش النظامي في الاستخبارات والاستحكامات وتوظيف التكنولوجيا المتفوقة لمباغتة القوة الصغيرة الأقل تطوراً، وتدريب الجنود والكتائب على ظروف حرب العصابات؛ وكل هذه العناصر كان الكيان الصهيوني يفاخر بأنه المختبر العالمي لتطويرها وإنتاجها ومد دول العالم بها؛ وكلها كُسرت تماماً في الضربة الأولى من المعركة؛ فلا يوجد عملياً لدى الولايات المتحدة مساعدة طارئة تغير موازين القوى يمكن تقديمها؛ خصوصاً بمخازن سلاح شبه فارغة بسبب إمداد أوكرانيا بكل أنواع السلاح على مدى عام ونصف.
ثانياً: هي محاولة ردع تجاه إيران من استثمار فراغ القوة الناشئ بتدخل مباشر أو غير مباشر؛ وهي القطب الثاني في الإقليم الذي ينافس الكيان الصهيوني على قيادة المنطقة ويقع في قلب هواجسه الوجودية، وهو الداعم العسكري الأكبر لقوى المقاومة.
الثالثة: هي أن تحريك حاملة الطائرات من غرب المتوسط إلى شرقه يشكل أيضاً رسالة يقظة موجهة لروسيا ضمن منافسة الأقطاب العالمية؛ ويمكن أن يقرأ باعتباره تكيفاً أمريكياً مع جبهة جديدة مُني حليفها فيها بخسارة غير متوقعة قد تفتح لروسيا ثغرة يمكن استغلالها.
أما التجربة التاريخية فتقول إن الأسطول الأمريكي لطالما كان يرافق كل الحروب الصهيونية بقِطع استراتيجية ليضمن بقاء ميدان الحرب بأكمله تحت نطاق السيطرة الأمريكية، بما يضمن عدم تدخل أي قوة أخرى ويسمح بالتدخل لمواجهة المفاجآت؛ ولم يكن هذا يروق للصهاينة دوماً إذ بادروا إلى إغراق سفينة التجسس ليبرتي عام 1967 ضمن عمليات الحرب كإشارة للأمريكان بأنهم غير راغبين بالالتزام بأي سقوف محدودة للعدوان؛ لكن هذا لم يمنع أن يتحول هذا الحضور في مناسبة أخرى إلى أداة تفاوض في خدمة الصهاينة والتمهيد لنظام سياسي تابع لهم كما جرت المحاولة في لبنان صيف عام 1982 عبر قوات متعددة الجنسيات بقيادة البحرية الأمريكية؛ انتهت إلى الفشل الذريع والانسحاب بكرامة ممرغة بعد تفجير مزدوج قتل 241 من مشاة البحرية الأمريكية و 57 من البحرية الفرنسية.
باختصار؛ أمريكا سبق أن فعلت كل ما بوسعها بالفعل؛ وما تضيفه اليوم هو رسائل تضامن من جهة وتحسُّب من استثمار إيران ثم روسيا للفرصة الناشئة من جهة أخرى، رسائل ليست مضمونة النتيجة أيضاً في عالمٍ يمر بمرحلة تحولٍ كبرى كالتي نعيشها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...