أريئيل…مستوطنة تسلب حياة 18 تجمعا سكانيا في سلفيت

لا تتوقف جرافات المستوطنين، في توسعة مستوطنة “أريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة، والمستوطنة الوحيدة التي يوجد فيها جامعة تضم قرابة عشرين ألف طالب جامعي، حيث الغدد السرطانية التابعة لها تمتد وتنتشر كل يوم، وساعة بساعة؛ سالبة بذلك حياة ثمانية عشر تجمعا سكانيا في سلفيت.
ويعود تاريخ تأسيس مستوطنة “أريئيل” إلى (17-8-1978)، عشية توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر و(إسرائيل)، وأنشئت وقتها بتوجيهات وزير الزراعة “الإسرائيلي” في حينه “أريئيل شارون”، على قمة الجبل المطل على مدينة سلفيت، وبدأت بمائة مبنى مؤقت على مساحة 500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت، أخذت في الاتساع لاحقا؛ إلى أن وصلت الآن إلى عشرات الكيلومترات المربعة.
ويتنقل المزارع أحمد حسن (70 عاما) من سلفيت بخطى متثاقلة؛ مشبعة بالهموم والأحزان، بين أشجار زيتونه الواقعة بين الجدار ومستوطنة “اريئيل”، الذي يعزل حقله بالكامل ولا يسمح له بدخوله إلا في أوقات قصيرة جدا طوال العام، ويبكي حالها؛ بعدما جُرِّف جزء منها وبقي جزء آخر، حيث كانت الشجرة الواحدة منها تدر عليه قرابة 40 لترا من الزيت؛ والآن بالكاد تغطي ما يصرف عليها.
ويتذكر حسن تصريحات “نتنياهو” التي قال فيها بأنه في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين ينبغي أن تبقي سيطرة “إسرائيل” على “اريئيل” والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية؛ قائلا:” “نتنياهو” وسياساته التوسعية، وعبر مستوطنة “أريئيل”، يريد سلبنا حياتنا كلها، ولا يريد أن يرى أي فلسطيني في سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية؛ وإلا كيف نفهم تصريحاته على غير هذه الوجهة؟!”
وتربط مستوطنة “أريئيل” – قرابة 50 ألف مستوطن – مع عمق دولة الاحتلال بـ شارع يطلق عليه اسم “عابر السامرة”، ولا تبعد المستوطنة عن ما يسمى “الخط الأخضر” سوى عدة كيلومترات، ولتوفير الخدمات لسكانها وزوارها من المستوطنين؛ أقيم قرب “أريئيل” فندق سياحي ومحطة محروقات، وتتبع لها منطقة صناعية استيطانية.
وكان قد صرح إيهود باراك سابقا “أن مستوطنة “أريئيل” هي واحدة من إحدى أربع كتل “استيطانية” ستظلُّ ضمن “الأراضي الإسرائيلية” في كل اتفاق حل دائم يتوصل إليه مع الفلسطينيين”.
ويؤكد الباحث الدكتور خالد معالي أن مستوطني “اريئيل” يسلبون ما تبقى من حياة لسلفيت وقراها؛ عبر سلب مياهها، وحفر المزيد من الآبار الارتوازية في منطقة واد عبد الرحمن شمال سلفيت وداخل الجدار، كما يسلبونها حقول الزيتون الخضراء، ويبنون مكانها شققا ووحدات استيطانية، ويجرفون التربة ويسلبونها، كما ويجرفون ويقتلعون الحجارة لاستخدامها في رصف الطرق أو عمليات البناء، ويمنعون أصحاب مقالع الحجارة الحمراء الغنية والثمينة، غرب سلفيت من قلعها أو الاستفادة منها.
ولفت معالي إلى أن مواصلة الزحف الاستيطاني لمستوطنة “اريئيل” وبقية مستوطنات الضفة الغربية؛ يفرض ويكرس وقائع على الأرض تشير إلى تمسك الاحتلال بالضفة وتحويلها إلى كانتونات لاحقا؛ يفصلها عن بعضها الجدار والحواجز في مقتل للدولة الفلسطينية التي هي هدف موحد لكل الفلسطينيين، معربا عن خشيته من اختفاء منازل القرى والبلدات بين مصانع ومنازل ومنشآت المستوطنين الضخمة خلال السنين القادمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...