عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

أريئيل…مستوطنة تسلب حياة 18 تجمعا سكانيا في سلفيت

أريئيل…مستوطنة تسلب حياة 18 تجمعا سكانيا في سلفيت

لا تتوقف جرافات المستوطنين، في توسعة مستوطنة “أريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة، والمستوطنة الوحيدة التي يوجد فيها جامعة تضم قرابة عشرين ألف طالب جامعي، حيث الغدد السرطانية التابعة لها تمتد وتنتشر كل يوم، وساعة بساعة؛ سالبة بذلك حياة ثمانية عشر تجمعا سكانيا في سلفيت.

ويعود تاريخ تأسيس مستوطنة “أريئيل” إلى (17-8-1978)، عشية توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر و(إسرائيل)، وأنشئت وقتها بتوجيهات وزير الزراعة “الإسرائيلي” في حينه “أريئيل شارون”، على قمة الجبل المطل على مدينة سلفيت، وبدأت بمائة مبنى مؤقت على مساحة 500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت، أخذت في الاتساع لاحقا؛ إلى أن وصلت الآن إلى عشرات الكيلومترات المربعة.

ويتنقل المزارع أحمد حسن (70 عاما) من سلفيت بخطى متثاقلة؛ مشبعة بالهموم والأحزان، بين أشجار زيتونه الواقعة بين الجدار ومستوطنة “اريئيل”، الذي يعزل حقله بالكامل ولا يسمح له بدخوله إلا في أوقات قصيرة جدا طوال العام، ويبكي حالها؛ بعدما جُرِّف جزء  منها وبقي جزء آخر، حيث كانت الشجرة الواحدة منها تدر عليه قرابة 40 لترا من الزيت؛ والآن بالكاد تغطي ما يصرف عليها.

ويتذكر حسن تصريحات “نتنياهو” التي قال فيها بأنه في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين ينبغي أن تبقي سيطرة “إسرائيل” على “اريئيل” والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية؛ قائلا:” “نتنياهو” وسياساته التوسعية، وعبر مستوطنة “أريئيل”، يريد سلبنا حياتنا كلها، ولا يريد أن يرى أي فلسطيني في سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية؛ وإلا كيف نفهم تصريحاته على غير هذه الوجهة؟!”

وتربط مستوطنة “أريئيل” – قرابة 50 ألف مستوطن – مع عمق دولة الاحتلال بـ شارع يطلق عليه اسم “عابر السامرة”، ولا تبعد المستوطنة عن ما يسمى “الخط الأخضر” سوى عدة كيلومترات، ولتوفير الخدمات لسكانها وزوارها من المستوطنين؛ أقيم قرب “أريئيل” فندق سياحي ومحطة محروقات، وتتبع لها منطقة صناعية استيطانية.

وكان قد صرح إيهود باراك سابقا “أن مستوطنة “أريئيل” هي واحدة من إحدى أربع كتل “استيطانية” ستظلُّ ضمن “الأراضي الإسرائيلية” في كل اتفاق حل دائم يتوصل إليه مع الفلسطينيين”.

ويؤكد الباحث الدكتور خالد معالي أن مستوطني “اريئيل” يسلبون ما تبقى من حياة لسلفيت وقراها؛ عبر سلب مياهها، وحفر المزيد من الآبار الارتوازية في  منطقة واد عبد الرحمن شمال سلفيت وداخل الجدار، كما يسلبونها حقول الزيتون الخضراء، ويبنون مكانها شققا ووحدات استيطانية، ويجرفون التربة ويسلبونها، كما ويجرفون ويقتلعون الحجارة لاستخدامها في رصف الطرق أو عمليات البناء، ويمنعون أصحاب مقالع الحجارة الحمراء الغنية والثمينة، غرب سلفيت من قلعها  أو الاستفادة منها.

ولفت معالي إلى أن مواصلة الزحف الاستيطاني لمستوطنة “اريئيل” وبقية مستوطنات الضفة الغربية؛  يفرض ويكرس وقائع على الأرض تشير إلى تمسك الاحتلال بالضفة وتحويلها إلى كانتونات لاحقا؛  يفصلها عن بعضها الجدار والحواجز في مقتل للدولة الفلسطينية التي هي هدف موحد لكل الفلسطينيين، معربا عن خشيته من اختفاء منازل القرى والبلدات بين مصانع ومنازل ومنشآت المستوطنين الضخمة خلال  السنين القادمة.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات