المنسق بالضفة.. الدور المسموم الذي عززه النهج الخاطئ
باتت صفحة “المنسق” على فيسبوك من أكثر الصفحات متابعة بعدما أصبحت أدواره متعددة، من الأمن إلى الاقتصاد فالسياسة فالحياة الاجتماعية، وأخيرا يلعب دور الواعظ الديني، بالتوازي مع حالة من الجهل في التعاطي معها أو مثيلاتها.
المنسق هو أحد قادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، يشرف على مفاصل الحياة في الضفة الغربية، ولو سألت أي مواطن أيهما أقوى وأكثر تأثيرا في مفاصل حياة الناس “المنسق” أم رئيس الوزراء لكان الجواب “المنسق”.
ويظهر المنسق بصورة مستمرة في مناسبات عامة مع قيادات أمنية وسياسية من السلطة والحكومة في الضفة الغربية، فتارة يفتتحون مشروعا اقتصاديا أو يوسعون معبرا أو ينظمون جولة في مناطق زراعية،، أو يناقشون أمورا مرتبطة بتوليد الطاقة والكهرباء والمياه وغيرها.
تعاظم دور المنسق في السنوات الأخيرة حين قررت حكومة الاحتلال التعامل مباشرة مع المواطنين لقضاء حاجاتهم من خلال الإدارات المدنية للاحتلال في كل محافظة في الضفة الغربية، حتى إن “المنسق” ينظم زيارات أحيانا للأسواق داخل المدن كما فعل في بيت لحم وجنين وأريحا ورام الله وغيرها بتنسيق وتعاون رسمي.
تناقض واضح
وبتناقض كبير أصدرت وزارة الشئون المدنية قبل أيام تحذيرا من التعامل مع “المنسق” وطالبت المواطنين بعدم التعامل مباشرة معه والتعامل من خلال دوائر الارتباط في الشئون المدنية.
كان واضحا أن ذلك جاء متأخرا جدا ومتناقضا، وليس نابعا من مبدأ رفض التعامل مع “المنسق” بل بعد أن أصبح المنسق يخبر المواطنين بأنه لا داعي لتوجههم إلى الارتباط، متجاوزا أدواره التقليدية، وينصحهم بتقديم طلباتهم له مباشرة.
مصادر كثيرة أشارت لمراسلنا إلى أن سياسات السلطة الخاطئة هي من عززت ظاهرة “المنسق” بالضفة، والذي يرى نفسه اليوم الآمر الناهي لدرجة أنه قد يرفع سماعة تلفونه ليتحدث لمواطنين في قضايا تافهة.
مصدر أشار لمراسلنا إلى أنه وفي الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الشئون المدنية قرارا بمنع التعامل مع “المنسق” كانت ذات الوزارة قد رتبت له زيارات ميدانية في عدد من المدن في الضفة ما يجعل القرار متناقضا إلى حد كبير.
وتقول المصادر إن من استسهل أن يظهر بصور مشتركة مع “المنسق” وهو يفتتح المشاريع وينظم الجولات؛ عليه ألا يستغرب حين يتجاوزه هذا “المنسق” ويبني على تلك اللقاءات علاقات مباشرة سهلت تغلغله وتنفيذ مخططاته.
وتشير المصادر لمراسلنا إلى أن “المنسق” يرفع سماعة هاتفه ليكلم شخصية قيادية أو أحد الوجهاء أو الكتاب أو التجار ليسأله عن قضية ما قد تكون موقفا أو مناسبة أو حتى مشروعا يقوم به ولم يعد بحاجة لا إلى وزارة شئون مدنية ولا إلى أي تنسيق أمني؛ وكل ذلك نتيجة طبيعية لتراكم سياسات خاطئة أظهرت لنا شكلا جديدا من أشكال الاحتلال اسمه “المنسق”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الإعلامي الحكومي: منع إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة يكشف “الوجه الإجرامي” للاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أنّ منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة "يكشف بشاعة الوجه...
القسام تفجر حقل ألغام بقوة إسرائيلية وتبث مشاهد استهداف جنود ومروحية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم السبت تفجير حقل ألغام بقوة عسكرية إسرائيلية جنوب غرب مدينة...
استشهاد الفتى سلطان خطاطبة برصاص الاحتلال في بيت فوريك
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد فتى فلسطيني، مساء اليوم السبت، وأصيب مواطنان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات عنيفة في بلدة بيت...
أكسيوس: رغم إنفاق مليار دولار.. واشنطن فشلت بوقف هجمات أنصار الله
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد موقع "أكسيوس"، اليوم السبت، عن تقرير استخباري أميركي أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها فشلوا في وقف هجمات جماعة...
واشنطن بوست: حياة سكان غزة في الخيام جحيم مع ارتفاع درجات الحرارة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنّ حياة مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، الذين يسكنون الخيام، أصبحت أكثر صعوبة مع...
القوات الأمريكية تقرر نقل الرصيف العائم بغزة إلى ميناء أسدود “مؤقتاً”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، أنها قررت مجدداً نقل الرصيف العائم بشكل مؤقت من موقعه على شاطئ قطاع غزة...
سرايا القدس تبث مقتطفات من حياة أسير إسرائيلي قتل بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مقتطفات من حياة الأسير الإسرائيلي إلعاد كتسير مع وحدات التأمين...