الثلاثاء 21/مايو/2024

المنسق بالضفة.. الدور المسموم الذي عززه النهج الخاطئ

المنسق بالضفة.. الدور المسموم الذي عززه النهج الخاطئ

باتت صفحة “المنسق” على فيسبوك من أكثر الصفحات متابعة بعدما أصبحت أدواره متعددة، من الأمن إلى الاقتصاد فالسياسة فالحياة الاجتماعية، وأخيرا يلعب دور الواعظ الديني، بالتوازي مع حالة من الجهل في التعاطي معها أو مثيلاتها.

المنسق هو أحد قادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، يشرف على مفاصل الحياة في الضفة الغربية، ولو سألت أي مواطن أيهما أقوى وأكثر تأثيرا في مفاصل حياة الناس “المنسق” أم رئيس الوزراء لكان الجواب “المنسق”.

ويظهر المنسق بصورة مستمرة في مناسبات عامة مع قيادات أمنية وسياسية من السلطة والحكومة في الضفة الغربية، فتارة يفتتحون مشروعا اقتصاديا أو يوسعون معبرا أو ينظمون جولة في مناطق زراعية،، أو يناقشون أمورا مرتبطة بتوليد الطاقة والكهرباء والمياه وغيرها.

تعاظم دور المنسق في السنوات الأخيرة حين قررت حكومة الاحتلال التعامل مباشرة مع المواطنين لقضاء حاجاتهم من خلال الإدارات المدنية للاحتلال في كل محافظة في الضفة الغربية، حتى إن “المنسق” ينظم زيارات أحيانا للأسواق داخل المدن كما فعل في بيت لحم وجنين وأريحا ورام الله وغيرها بتنسيق وتعاون رسمي.

تناقض واضح
وبتناقض كبير أصدرت وزارة الشئون المدنية قبل أيام تحذيرا من التعامل مع “المنسق” وطالبت المواطنين بعدم التعامل مباشرة معه والتعامل من خلال دوائر الارتباط في الشئون المدنية.

كان واضحا أن ذلك جاء متأخرا جدا ومتناقضا، وليس نابعا من مبدأ رفض التعامل مع “المنسق” بل بعد أن أصبح المنسق يخبر المواطنين بأنه لا داعي لتوجههم إلى الارتباط، متجاوزا أدواره التقليدية، وينصحهم بتقديم طلباتهم له مباشرة.

مصادر كثيرة أشارت لمراسلنا إلى أن سياسات السلطة الخاطئة هي من عززت ظاهرة “المنسق” بالضفة، والذي يرى نفسه اليوم الآمر الناهي لدرجة أنه قد يرفع سماعة تلفونه ليتحدث لمواطنين في قضايا تافهة.

مصدر أشار لمراسلنا إلى أنه وفي الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الشئون المدنية قرارا بمنع التعامل مع “المنسق” كانت ذات الوزارة قد رتبت له زيارات ميدانية في عدد من المدن في الضفة ما يجعل القرار متناقضا إلى حد كبير.

وتقول المصادر إن من استسهل أن يظهر بصور مشتركة مع “المنسق” وهو يفتتح المشاريع وينظم الجولات؛ عليه ألا يستغرب حين يتجاوزه هذا “المنسق” ويبني على تلك اللقاءات علاقات مباشرة سهلت تغلغله وتنفيذ مخططاته.

وتشير المصادر لمراسلنا إلى أن “المنسق” يرفع سماعة هاتفه ليكلم شخصية قيادية أو أحد الوجهاء أو الكتاب أو التجار ليسأله عن قضية ما قد تكون موقفا أو مناسبة أو حتى مشروعا يقوم به ولم يعد بحاجة لا إلى وزارة شئون مدنية ولا إلى أي تنسيق أمني؛ وكل ذلك نتيجة طبيعية لتراكم سياسات خاطئة أظهرت لنا شكلا جديدا من أشكال الاحتلال اسمه “المنسق”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات