وصية ليكودية
صحيفة الخليج الإماراتية
اقترح الكاتب الصهيوني المعروف بتطرفه “يوسف حريف” على رئيس حكومته أولمرت معياراً صحيحاً لقياس منسوب القوة والضعف، محلياً وإقليمياً ودولياً، هذا المقياس هو رفض أية مبادرة للسلام تصدر عن أي طرف عربي، لأن قبوله يعني أن العرب يستثمرون الأزمة التي يعيشها وحالة التخبط التي يعاني منها حزب كاديما الذي أصبح يبحث عن اسم آخر غير التقدم إلى الأمام وهو اسمه بالعبرية؟
الكتّاب اليمينيون في الدولة العبرية يضاعفون من أزمة أولمرت من خلال توريطه براديكالية لا يقوى على احتمالها حتى النهاية، وحقيقة الأمر أن كتّاباً من طراز “يوسف حريف” لا يهمهم سوى الاستمرار في العزف على الوتر الليكودي القديم.
فهم لا يعلمون أن ما يقولونه هو ضد مستقبل اليهود في العالم كله وليس في فلسطين فقط، لأنهم لا يرون أبعد من فوهة المدفع، كي لا نقول إنهم لا يرون أبعد من أنوفهم، لأنهم لا يرونها على الإطلاق، ما دامت العيون منكفئة على خرافةٍ يتوهم معتنقوها أنها تعيش رغماً عن التاريخ، بل هي بديلة إذا توافرت لها القوة.
وقد لا تزيد كل مبادرات السلام المقترحة حتى الآن دولياً وإقليمياً على حد أدنى، يقبله الفلسطينيون المحاصرون على مضض، وبالرغم من ذلك، يتمنع الطرف الآخر، الذي كان لعدة عقود يثرثر عن السلام، وهو يقصد شيئاً آخر، ما دامت المفردات قد أصبحت تعني نقائضها.
وما كتبه “يوسف حريف” ليس تعبيراً عن رأي فردي يمكن التعامل معه على أنه استثناء، فهو يعبر عن موروث عقائدي، وعن مزاج سياسي سائد في الدولة العبرية، تغذيه ميديا مكرسة للتضليل، وأوهام احتكار الحقائق.
وبالرغم من اعترافنا بأن هناك تفاوتاً في المواقف لدى شرائح وفئات وأفراد في الكيان الصهيوني، إلا أن هذا التفاوت يبقى في النطاق الكمي لا النوعي، لأن أي اختبار لما هو تحت السطح وتحت اللسان يكشف عن تربويات مشحونة بالخوف، رغم مزاعم القوة، لهذا تتطلب قراءة الدفاع الصهيوني منهجاً آخر غير تقليدي، بحيث يبدو فائض القوة مجرد استعراض ظاهري لإخفاء فائض الخوف والحذر، وهذا ما كشفت عنه مبكراً يانيل دايان، الكاتبة وابنة الجنرال موشي دايان في روايتها الشهيرة طوبى للخائفين.
والبعد السيكولوجي للصراع العربي ـ الصهيوني يتجلى الآن بقوة، وما يبدو لأول وهلة عض أصابع، هو في حقيقته اختبار مُتبادل لفحص الإرادة، وإمكانية الاحتمال.
وكان أحد الكتاب اليمينيين اليهود قد كتب بعيد أوسلو، أن الفلسطيني يفاوض من خارج البيت وتحت البرد والمطر، بينما يجلس الطرف الآخر في صدر البيت ويدفئ يديه على مدفأة الحائط، لهذا فهو ليس في عجلة من أمره.
لم يتنبه كثير من العرب في تلك الأيام لهذا التصور لهذا صدقوا خرافة الفرصة الذهبية أو الأخيرة، والقبول بالقليل لأنه خير من اللاشيء أو العدم. ومن رفعوا شعار “اعرف عدوك قبل أربعين عاماً” يبرهنون الآن أنهم يجهلونه، وقد يجهلون أنفسهم وشعوبهم أيضاً.
والعرب الذين رضوا بالبَيْن كما يقال، لم يرضَ البين بهم، وثمة ما يهدد معادلة الصراع بانقلاب لا يخلط الأوراق فقط.. بل يخلط الدماء أيضاً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
سعار الاعتقالات الإسرائيلية.. سلخانات تعذيب تفوح منها رائحة الموت
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام سباق محموم يخوضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في صراعه مع الشعب الفلسطيني؛ يسعى من خلاله لتحقيق شمولية جرائمه بين القتل...
إصابات واعتقالات باقتحام الاحتلال الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المواطنين بجروح وحالات اختناق في مواجهات - فجر الاثنين- مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفذت...
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...