حظر المركز الفلسطيني للإعلام في وطنه!
لم تكتفِ السلطة أنها منعت الفلسطيني من وطنه الذي أهدته لشُذاذ الآفاق ليصنعوا فيه دولة دينية تجعل عاصمتها قبلة المسلمين الأولى؛ حتى جاءت اليوم ومنعته من تصفح “مواقع فلسطينية” تتحدث عن واقعه وواقع قضيته، منها محسوبة على حماس، وأخرى معارضة لشخص عباس.
لم يُكافَأ المركز الفلسطيني للإعلام لأنه تنبّه لفضاء الإنترنت -في الزمن الذي كان موظفو السلطة يظنون “إنترنت” مسؤولا صهيونيا يطمعون بلقائه!- لم يكافَأ الموقع الأول فلسطينيا والذي بدأ بنقل قضية المقاومة والشعب الفلسطيني إلى العالم العربي والعالم أجمع بلغاتٍ عالمية عدة لم تبدأ بالانجليزية ولم تنتهِ بالأورديّة!
ولا يطمح المركز وهو يؤدي رسالته بأن يشكر الناس سعيه ولا أن تُكرِّمه السلطة -التي تدّعي تمثيل فلسطين- بل إن الثناء عليه ممن باع وطنه سيُدخله موطن الشبهات؛ لذلك كان العداء له منذ البداية حتى طمسته بمواقع كثيرة ظنًّا أنها ستُبعده وتتفوق عليه دون أن تضطر للانزلاق في قعر التسلُّط.
خطاب المركز الوحدوي جعل إمكانية اتهامه “بتأجيج الانقسام” شيئا باهتا لا سند يدعمه؛ لكنْ بقاؤه على دعم المقاومة -وحركة حماس عنوانها- وعدم الطعن فيها لتحقيق مكاسب شهرة وحيادية متكلّفة، جعل من وسمه بالتابع لحماس سببا لحظره!
كيف لا وقد حظرت السلطة معه مواقع أخرى تابعة لحركة حماس ورافضة لتقييد الضفة، ومواقع تابعة لمن يعادي عباس في شخصه كنوع من “الحرد” والغيرة السياسية!
في ذكرى “الانقسام الفلسطيني” جاءت السلطة لتثبت بأننا قبل صوت حماس كُنَّا “إيد وحدة”، وهي يد السلطة، ويد القمع التي لا تُري الشعب إلا ما ترى. وبدلا من رأب الصدع الفلسطيني قطعت وحاصرت مواقع إعلامية فلسطينية، وبدلا من أن تتعلم من الكيان الصهيوني احترامه لإعلامه، تعلمت من العرب كيف يحظرون الرأي الآخر!
هذا الصوت الفتي طال عمره في نقل القصة الفلسطينية بعيدا عن الضوضاء، رغم كل المحاولات لحرف البوصلة عن العدوّ وتشتيته في أزمات جانبية وإخفاق محلي أساسه السلطة؛ أُغلق اليوم أمامه فضاء وطنه بعد أن أُوصِدَ بالأمس بابه عنه. وبعد قرابة عشرين عاما على إنشاء المركز الفلسطيني للإعلام، لم تعد السلطة قادرة على تحمُّله، وبدلا من إنهاء الواقع المر الذي يتحدث عنه المركز والمواقع الفلسطينية، قررت حظره وحالت بينه وبين شعبه.
لكن، هيهات هيهات! إغلاق الفيسبوك لصفحات المركز لم يثنِه، وعاد بعدها أقوى. وإغلاق السلطة للموقع في فلسطين سيجعله أكثر تصميما على نشر رسالته، فقد أثبتت تجربة الحظر في كثير من الأحيان، بأن حظر الرأي الآخر لا يزيده إلا قوة.
شهادة شرف تحملها المواقع المحظورة الداعمة للمقاومة، فلا تيأسوا ولا تتراجعوا عن خطّ سيركم الذي حُظرتم لأجله، فهو الذي يغيظ وهو الذي ينفع.
وحَريٌّ بالشعب والمتعاطفين مع قضية الشعب أن يشُدّوا عضدها أكثر، وأن لا يخذلوها ولا يُسْلِموها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...