الثلاثاء 30/أبريل/2024

سوق الزاوية قِبلة الصائمين للتسوق بغزة

سوق الزاوية قِبلة الصائمين للتسوق بغزة

رغم وفرة المولات والأسواق التجارية الحديثة التي شهدها قطاع غزة خلال السنوات الماضية، إلا أنّ سوق الزاوية الشعبي الأثري القديم يبقى القبلة الأولى للصائمين للتسوق من أجل الاستمتاع بأجواء الشهر الكريم.

موقع السوق

ويقع سوق الزاوية في الناحية الشرقية لما يُعرف بغزة القديمة، حيث يجاوره من الناحية الشرقية المسجد العمري الكبير، الذي يعد أكبر مساجد القطاع وأكثرها عراقة، في حين يجاوره من الناحية الشمالية حي الدرج، وهو أكبر وأقدم أحياء البلدة القديمة، كما يجاوره من الجنوب شارع عمر المختار، أكبر شوارع المدينة الذي يصل شرقها بغربها، كما يجاوره من الناحية الغربية شارع فهمي بيك وميدان فلسطين، والذي يعد الميدان الأشهر في القطاع.

ولهذه المكانة العريقة؛ يستهوي سوق الزاوية قلوب الصائمين لشراء المستلزمات الرمضانية التي تنتشر في كل زاوية من زوايا السوق الذي يقدم شتى أنواع التجارة، وخاصة المستلزمات الغذائية الرمضانية، والتي تعرضها غالبية المحال التجارية، بدءًا بالقطايف والخروب، وليس انتهاءً بالمخللات والبخور والعطور وغيرها.


null

نزهة التسوق

يقول المواطن أمجد نبيل (40 عاماً) إنّه يستمتع بالتسوق والتجول في أزقة سوق الزاوية، وهو ما عوده عليه والده منذ الصغر، حيث كان يصحبه لشراء حاجيات ومستلزمات المنزل، وخاصة في شهر رمضان.

ويؤكد نبيل، أنّه كغيره من مئات الشبان، يتجمعون عصراً للانطلاق نحو سوق الزاوية مشياً على الأقدام، من أجل نزهة التسوق، مبيناً أنّ المولات والأسواق التجارية الضخمة الحديثة لا تستهويه للتسوق، ويضيف: “مهما افتتحوا أسواقا أو محلات أو سوبر ماركت؛ لا غنى عندي عن سوق الزاوية”.

تنوع وتميز

وما يجذب الصائمين في سوق الزاوية خاصة في رمضان، هو ما توفره المحال التجارية فيه من تنوع كبير للمواد الغذائية المختلفة، عدا عن محال الخضار والفواكه والدجاج واللحوم، بالإضافة إلى تمييز واضح لأكبر أسواق العطارة في القطاع.

ويشير المواطن، حامد طه، صاحب أحد المحال التجارية، أنّ متعة الناس في التسوق هي من سوق الزاوية، وخاصة في رمضان، لأسباب كثيرة، أهمها وجود السوق في البلدة القديمة، حيث يستشعر الناس كأنهم في حارات وأسواق القدس.

ويضيف لمراسلنا: “تنوع البضائع والمواد الغذائية الكبير، والتنافس بين التجار، هو سبب آخر لتوجه الناس للتسوق من سوق الزاوية”، مبيناً أنّه يعرف زبائن لا يرتادون إلا سوق الزاوية منذ عشرين عاماً، وخاصة في شهر رمضان.


null

تسلية الأطفال

وتصطحب المواطنة نهال طفلتها لين (ثمانية أعوام) التي بدأت بالتعود على الصوم لأول مرة هذا العام، إلى سوق الزاوية من أجل تسليتها بالأجواء التي يقدمها شهر رمضان، ومشاهد الفوانيس وأحبال الزينة.

وتقول نهال لمراسلنا: أجواء الزينة في سوق الزاوية مميزة ومختلفة جدًّا عن أي مكان آخر، وهنا آتي بطفلتي التي بدأت حديثاً بالتعود على الصوم من أجل إدخال البهجة على قلبها، وإقناعها بجمال الشهر الكريم وأجوائه الجميلة.

ولا تخفي صديقتها إيمان سرًّا، أنّ العروض على المواد الغذائية والمنتجات الرمضانية تستهويها جدًّا للتسوق من سوق الزاوية، موضحةً أنّها تستشعر طفولتها بالتجول في أزقة سوق الزاوية الذي يتميز برائحته من عبق التاريخ القديم.

وتشير إيمان لمراسلنا، أنّها ورغم اهتمام عائلتها بالتسوق من المولات والأسواق التجارية الكبيرة والحديثة منها، إلا أنّها لا تجد متعةً التسوق كما تجدها في سوق الزاوية، رغم الراحة والخدمات التي تقدمها المولات الكبيرة، “لكنها لا تستمتع بأجواء رمضان خاصة، إلا بسوق الزاوية”، كما تقول.

ويؤكد خبراء التاريخ الفلسطيني أن العمر الزمني لسوق الزاوية يمتد إلى أكثر من مئة عام، حيث لا تزال كثير من المحال التجارية فيه شاهدة على العصور القديمة ذات البناء الحجري القديم، والأقواس العثمانية، وغيرها من الحضارات المختلفة.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...