الجمعة 24/مايو/2024

2016.. التنسيق الأمني تُجمله لجنة التواصل الاجتماعي

2016.. التنسيق الأمني تُجمله لجنة التواصل الاجتماعي

فيما استمر نزف الدم الفلسطيني على مدار العام 2016 على حواجز الاحتلال، وتواصل الحصار المفروض على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي، استمرت بالتوازي مظاهر التنسيق الأمني ولقاءات التطبيع بين الاحتلال والسلطة.

فمظاهر العلاقة بين الاحتلال والسلطة لم تعد تقتصر على التنسيق الأمني؛ بل شهدت العلاقة في الآونة الأخيرة تطوراً، لاسيما في هذا العام، وبدأت تأخذ مناحي ومسميات أخرى بهدف زيادة القبول بها مجتمعيا، وذلك بعد تفعيل ما تسمى بـ”لجنة التواصل الاجتماعي”.

لقاءات تطبيعية

ومن هذه المظاهر عقد لقاءات للتجار والمورّدين مع قائد الإدارة المدنية لدى الاحتلال، وعقد لقاءات تطبيعية بين شخصيات فلسطينية من جهة، وشخصيات سياسية وأمنية ودينية وأفراد من المجتمع الصهيوني من جهة أخرى، ضمن ما يعرف بلجنة التواصل مع المجتمع “الإسرائيلي”.

لجنة التواصل هذه تشكلت بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أواخر العام 2012، وكان الهدف المعلن لها هو “إحداث ثغرات لاختراق المجتمع الصهيوني بشكل عام، لإقناعه بأهمية حل الدولتين”.

تشكلت اللجنة من قياديين في حركة فتح وفصائل أخرى موالية، وشخصيات تتولى مناصب قيادية في السلطة والمنظمة.

ويرأس اللجنة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، ومن أبرز أعضائها غسان الشكعة، ومحمود الهباش، وأحمد المجدلاني، وصائب عريقات، وجبريل الرجوب، وحنان عشراوي، وزهيرة كمال، ومنيب المصري.

استمرت اللجنة بمهامها ضاربة برض الحائط بقرار اتخذه المجلس المركزي لمنظمة التحرير في جلسته التي عقدت في الخامس من آذار/مارس 2015 يقضي بوقف التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، وتحديد كل العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معه، وتكليف اللجنة التنفيذية للمنظمة بتنفيذ القرار.

وبقي ذلك القرار حبرا على ورق، واستمرت لقاءات لجنة التواصل جنبا إلى جنب مع اللقاءات الأمنية.
 
مبادرات مشينة
وخلال هذا العام واصلت اللجنة نشاطاتها ومبادراتها المشينة، ونظمت العديد من النشاطات والفعاليات التطبيعية غير عابئة بمشاعر الغضب والسخط لدى الشعب الفلسطيني.

ومن أكثر النشاطات إثارة لغضب الفلسطينيين تقديم وفد فلسطيني رسمي، ضم رئيس لجنة التواصل محمد المدني وغسان الشكعة في 29 آذار/مارس، العزاء بقائد الإدارة المدنية للاحتلال بالضفة الغربية البريغادير منير عمار، والذي قتل بحادث تحطم طائرة صغيرة كان يستقلها شمال فلسطين المحتلة.

لكن أكثر الأنشطة خطورة كانت مشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد المجدلاني، بمؤتمر هرتسيليا السنوي للأمن القومي الصهيوني، الذي عقد أواسط شهر حزيران/يونيو.

وكان مؤتمر هرتسيليا قد وضع على جدول أعماله لهذا العام سبل مواجهة حركة مقاطعة “إسرائيل” وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها، المعروفة اختصارا باسم (B.D.S)، وهو ما جعل المشاركة الفلسطينية فيه تتجاوز التطبيع إلى التواطؤ مع الاحتلال.
 
عرّاب التطبيع

نشاط اللجنة لم يقتصر على تنظيم اللقاءات بين فلسطينيين وصهاينة؛ بل توسع نطاق عملها لتتحول إلى عراب للتطبيع بين الاحتلال والعرب، عبر عقد لقاءات بين رجال أعمال ومسؤولين عرب وسياسيين صهاينة.

وفي هذا الصدد، نظمت في شهر تموز/يوليو زيارة للجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي إلى فلسطين المحتلة، على رأس وفد ضم أكاديميين ورجال أعمال سعوديين.

وكان عرّاب هذا اللقاء عضو اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب، الذي نظم للوفد لقاءات مع العديد من المسؤولين الصهاينة، منهم مدير عام وزارة الخارجية الصهيوني “دوري غولد”، ومسؤول التنسيق الأمني “يوآف مردخاي”، ومجموعة من أعضاء الكنيست بعضهم من أحزاب اليمين المتطرف.

وعكفت اللجنة كذلك على تنظيم زيارات عديدة لوفود صهيونية إلى مقر رئيس السلطة بالمقاطعة في رام الله، منها زيارة لوفد يضم 60 إسرائيليا من أصول عربية في آذار/ مارس، ووفد من يهود المكسيك في شهر أيلول/ سبتمبر.

أحد أبرز الناشطين في لقاءات التطبيع كان قاضي القضاة ومستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية المثير للجدل محمود الهباش، والذي شارك في العديد من هذه اللقاءات مع شخصيات دينية صهيونية متطرفة، سواء في فلسطين المحتلة أو في الخارج.
 
دور خطير

ويبين المنسق العام لحركة مقاطعة “إسرائيل” B.D.S‎ محمود نواجعة أن خطورة لجنة التواصل نابعة من طبيعة عملها، والذي يرتكز على التطبيع.

ويقول نواجعة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال يستخدم التطبيع للتغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وللتخريب على عمل حركة المقاطعة، من خلال إظهار أن العالم يقاطع الكيان في الوقت الذي يطبع فيه الفلسطينيون معه.

كما تستَخدم اللجنة كمبرر لمن يرغب من الفلسطينيين بالتطبيع، على اعتبار أن قيادتهم المتمثلة بمنظمة التحرير تمارس التطبيع.

ويشير إلى أن الكيان وبعد فشله في مواجهة حركة المقاطعة، اتخذ قرارا بتخريب الحركة من الداخل، من خلال استخدام الفلسطينيين أنفسهم في التخريب على عملها.

ويسخر نواجعة من مبررات تشكيل لجنة التواصل والمتعلقة بمحاولة إحداث اختراق للمجتمع الصهيوني، عادًّا هذا التبرير سخيفًا، ويتساءل: كيف يمكن اختراق المجتمع الصهيوني من خلال المشاركة بمؤتمرات للأمن القومي الصهيوني؟!

ويؤكد أن لجنة التواصل فشلت حتى الآن في تحقيق هدفها المعلن، بدليل ازدياد تطرف المجتمع الصهيوني، وهو ما ظهر بانتخابه هذه الحكومة المتطرفة.

ويقول: “نحن بمرحلة نضال وطني، وليس مرحلة استجداء للمجتمع الصهيوني للضغط على حكومته لإنهاء الاحتلال”، منبّهًا إلى أنه حتى أحزاب اليسار في الكيان الصهيوني لا تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ويؤكد أن كل أنشطة اللجنة تصب في صالح الكيان، وفك العزلة الدولية التي باتت تهدده بشكل جدّيّ.

ويطالب نواجعة بأن توقف لجنة التواصل نشاطها، وأن تبادر منظمة التحرير إلى حلها نهائيا؛ نظرًا لدورها السلبي بتخريب عمل حركة المقاطعة التي يعدها الكيان خطرا استراتيجيا، لأنها تقود العالم لفرض عزلة عليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الجمعة- حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة...