2017.. عام المزيد من ضياع حريات المواطنين في الضفة
رغم أن الأعوام العشر الماضية من عمر الانقسام شهدت الكثير من التضييق على المواطنين في الضفة، بملاحقتهم على خلفية انتمائهم السياسي، إلا أن العام 2017 شهد تقنينًا لهذا القمع، وتوسيعًا لمساحته، وصل إلى حد إغلاق مواقع إلكترونية توصف بمعارضتها لنهج السلطة السياسي، وفرض قانون الجرائم الإلكترونية الذي وصف بفضفاضيته، ليكون تهمة تشهر في أية لحظة، لكل ذي رأي قد لا يروق للسلطة.
على خلفية الانتماء السياسي
لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، قالت إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية نفذت 4071 اعتداءً على المواطنين خلال عام 2017، منها 1255 اعتقالاً سياسيًّا، و1608 استدعاءً، طالت شرائح شعبنا في الضفة، وذلك على خلفية انتماءاتهم السياسية، وممارسات ونشاطات أخرى، سواء مقاومة الاحتلال أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
والكثير منهم اعتقلوا إما من منازلهم أو من الشارع العام أو من أماكن عملهم، دون إبراز أي ورقة من النيابة، بحسب القانون، والكثير وبعد اعتقالهم، لم يعرضوا على النيابة لتنظر في مبررات اعتقالهم، بل تم تحويلهم للاعتقال على ذمة المحافظ.
في ظل المصالحة
رغم أن 12 من أكتوبر/ تشرين الثاني 2017 شهد توقيعًا لاتفاق المصالحة بين قادة حركتي حماس وفتح في القاهرة وبرعاية مصرية، إلا أن الاعتقالات تواصلت بحق المواطنين في الضفة، وتم تسجيل اعتقال ما يقارب 120 مواطنًا من التوقيع حتى نهاية عام 2017، واستدعاء ما يزيد على 170 مواطنًا.
وهنا يعلق رئيس لجنة الحريات في الضفة الغربية، خليل عساف، آسفًا بالقول: “إن المصالحة لم تتم، وبالتالي موضوع الحريات بقي كما هو تقريبًا مع بعض التراجع الطفيف الذي لا يؤشر إلى إنهاء حالة الانقسام”.
وأضاف عساف في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن مفهوم الاعتقال السياسي بقي كما هو باعتقال نشطاء الكتل الطلابية والأسرى المحررين، واستجوابهم حول أسباب اعتقالهم وعلاقتهم بالتنظيمات التي ينتمون إليها، وهذا ما زال يلقي بظلاله على الكثير من أبناء شعبنا ومن أبناء التنظيمات المعارضة”.
أسوأ قوانين السلطة
شهد عام 2017 إصدار الرئيس محمود عباس قانون الجرائم الإلكترونية، بمعزل عن المجلس التشريعي، المسؤول الحقيقي عن تشريع القوانين، ودون حتى مراجعة نقابة الصحفيين والمؤسسات الحقوقية، وقد وصفت بعض المؤسسات الحقوقية القانون بأنه الأسوأ في تاريخ السلطة الفلسطينية، لكونه يحمل مضامين فضفاضة جدًّا ومن السهل إسقاطها على أي رأي ليقع صاحبه في شراك أية تهمة قد تصنف بأنها تخل بأمن الدولة.
ويصف الإعلامي نواف العامر القانون بأنه: “عبارة عن مجزرة بحق حرية الرأي والتعبير”، مضيفًا في حديثه لمراسلنا: “عندما يقول الرئيس إن حريتنا سقفها السماء، فعلى الرئيس أن يتابع كلامه، وأنا أقول الحرية يا سيادة الرئيس سقفها الآن من الصفيح، وهو محكوم بالخلاف السياسي ورؤية الأجهزة الأمنية وروايتها ورأيها”.
تراجع في العمل الصحفي
لم يتوقف الأمر عند ملاحقة المواطنين على آرائهم السياسية، بل طالت الملاحقة حتى المؤسسات الصحفية، فقد أقدمت السلطة في منتصف يونيو /حزيران على إغلاق ما يزيد على 35 موقعًا إخباريًّا فلسطينيًّا ترى فيها السلطة معارضة لنهجها السياسي.
وهنا يعلق الصحفي نواف العامر بالقول: “هذا جريمة أخرى تضاف إلى جريمة قانون الجرائم الإلكترونية؛ فالسلطة تعطي الصحفي الصهيوني حرية التنقل في الضفة والغربية، وأن يشوه ويقلب الحقائق كما يريد، بينما تحظر على وسائل الإعلام المعارضة لنهج السلطة العمل بحرية.. كما أن الأجهزة الأمنية عندما كانت تعتقل الصحفي، كانت تبرر اعتقاله بأنه ليس على خلفية عمله الصحفي”، مضيفًا أن جزءًا من هذه التغول، مردُّه هو ضعف نقابة الصحفيين في حماية أفرادها؛ فهي تقوم بدور منقوص، لا يتجاوز المتعاطف مع الصحفي، بدل القيام بدور الحامي والمساند له”.
الحرية في خطر
ويشير رئيس لجنة الحريات خليل عساف لمستقبل الحريات في الأراضي الفلسطينية بالقول: “المطلوب أن يتم تجريم وتحريم الاعتقال السياسي، ويجب أن يعاد فتح هذا الموضوع بشكل خاص، وبلقاء خاص لتجريم وتخوين ومعاقبة كل من يقوم بالاعتقال السياسي، وهذا بحاجة إلى إرادة وطنية حقيقية وبحاجة لتغيير في المفهوم السلوكي، وتغيير في المفهوم التشاركي، سعيًا لإنهاء الانقسام”.
وحذر عساف قائلاً: “إذا بقيت الأمور على ما هيه عليه الآن، فأنا أعتقد أن العام القادم سيكون أسوأ، خصوصًا أننا نسمع عندما يحدث طارئ هنا أو هناك نسمع لأصوات ناعقة وغربان السوء تنشط وتفرح لأي حالة خلاف”.
ويضيف عساف: “المطلوب من القيادة السياسية للحركتين والكل الفلسطيني، أن يقفوا وقفة جادة عند مبدأ المشاركة وحالة الوحدة، وإن لم يتم هذا الأمر بشكل واعي وصادق، فإن هذا لن يكون طيبًا للمجتمع الفلسطيني ولا للقضية الفلسطينية”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 226.. القسام يواصل التصدي ويبث مشاهد لاستهداف قوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 226 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
خامنئي يدعو الإيرانيين لعدم القلق على البلاد بعد حادث مروحية رئيسي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الشعب الإيراني إلى عدم القلق في أعقاب "حادث صعب" تعرضت له طائرة الرئيس...
جنوب أفريقيا: سنواصل سعينا لتطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية على إسرائيل
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، إن المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" حقيقة ماثلة أمام العالم بأسره. وأكدت...
مستوطنون يضرمون النار بمشطب للمركبات جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، مساء الاحد، النار بمشطب للمركبات في بلدة يتما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، متسببين باحتراق...
حماس: نتابع ببالغ القلق حادثة الهبوط الاضطراري لمروحية الرئيس الإيراني
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق، الأخبار التي تتحدث عن هبوط اضطراري...
ضربات قاسية.. المقاومة تصفع حكومة نتنياهو في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية...
24 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا بمعارك غزة منذ بداية مايو الجاري
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو/...