فضيحة أي فضيحة!

قبل أيام صُدمنا، وصُدم المسلمون الغيارى بنبإٍ فاجع موجع!.

وكم سبقته من أنباء فاجعة موجعة! فقد طال شقاؤنا، وطال بلاؤنا، وكثرت جراحنا، وقرحت جفوننا! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صُدمنا بنبأ اغتيال الأخ العزيز الشهيد فادي محمد البطش! الذي كان شبلا من أشبال غزة، وكان نجما متلألئا في سماء فلسطين، حرسها الله وحرس جميع بلاد المسلمين من كيد الأعداء!

والنبأ كان مؤلما فظيعا يتقطّع له القلب أسى وحزنا، حيث كان الأخ الشهيد معروفا بصلاحه وعفافه، وكان معروفا بطموحه وشموخه، وكان خبيرا متميّزا في قدراته العلمية ومهاراته التكنولوجية. 

والأمة الإسلامية في وقتها الحاضر بأمسّ حاجة إلى تلك المهارات العالية، وإلى تلك القدرات الغالية، وإلى تلك الفضائل الجميلة النبيلة.

واغتيال الأخ العالم الصالح فادي محمد البطش يعدّ خسارة كبيرة فادحة لهذه الأمة المحاطة بالأعداء، والمخذولة من الأصدقاء. وإلى الله المشتكى!

وإنِّي وإن أظهرتُ منّي جلادةً … وصانعتُ أعدائي عليــــه لموجَع
ولو شئتُ أن أبكي دماً لبكيتُه … عليه ولكن ساحةُ الصَّبر أوسعُ

فالحادث كان موجعا حقاً، كان حادثا يؤرّق العيون، ويقرح الجفون!

وفي نفس الوقت كان مُفرحا مباركا يملأ القلب غبطة وسرورا، حيث كان أخونا فادي محمد البطش من المكرمين من ربه.

فقد أكرمه ربه إكراما، وخلع عليه حلة جميلة زاهية، خلع عليه حلة الشهادة في سبيل الله! وتلك كرامة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم! 

وكأني به ينادي الآن بأعلى صوته: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ! 

كفاك عزّا وشرفا أيها الأخ الحبيب المجاهد! كفاك أنك كنت شوكة في عيون الأعداء! 

كفاك عزا وشرفا أيها الأخ المجاهد! أنك كنت غصّة في حلوق الأعداء، أعداء الله وأعداء الإسلام! 

ويا ليت شباب الأمة تأسوا بك في الاعتزاز بدين الإسلام والاهتمام بحفظ القرآن، وتحلوا بتلك القدرات العالية، وبتلك المهارات الغالية التي تغيظ الأعداء، وتسرّ الأصدقاء، وتكشف عنا البلاء!

ولئن كان هذا الحادث شرفا وكرامة لأخينا فادي محمد البطش، فقد كان فضيحة وإهانة لأمة الإسلام! وكان تحديا صارخا لعزّها وكرامتها !

فلا يجوز أبدا أن يمرّ هذا الحادث بدون أن يكون له صدى في الآفاق!

لابد أن نعدّ أنفسنا لنصر ديننا وأوطاننا! 

ولابد أن نعدّ لأعدائنا عدّتنا حتى نستردّ  شموخنا وكرامتنا! 

لابد أن نلقّن أعداءنا درسا يلزمهم حدودهم، ويردعهم من تصرفاتهم الحاقدة الجائرة!

لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنّني … إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم … ولي فرس للجهل بالجهـل مسرج
فمن شاء تقويمي فإنّي مقوّم …   ومن رام تعـويجي فإنّي معوّج  

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.