الهدايا الرمزية.. وسيلة الأسرى لبناء العلاقات والتعاضد داخل السجون
تبدع عقلية الأسرى في مواكبة المناسبات والأحوال التي يعيشونها بالأسر، حيث غالبا ما يعمدون إلى تبادل الهدايا البسيطة، في خطوة لتعزيز التعاضد والعلاقات الاجتماعية فيما بينهم داخل الأسر.
فخلال أيام عيد الأضحى المبارك وعيد الفطر السعيد يتبادل الأسرى هدايا رمزية في خطوة لإضفاء أجواء من البهجة والانبساط، في مشهد اعتادت عليه البيئة الاعتقالية في المناسبات والأعياد، ولا تقتصر هذه الهدايا فقط على الأعياد الرئيسية، بل تمتد إلى الاحتفال بمناسبات مختلفة قد تمر على بعض إخوانهم الأسرى.
ففي ساعات المساء وعندما تنتهي الفورة المسائية، ويجبر الأسرى على المبيت في غرفهم، يبقى عدد بسيط من الأسرى في الساحة، لخدمتهم في توفير مستلزمات العشاء والماء.
هدايا خفيفة
ويستغل الأسرى تواجد زملائهم خارج الغرف لإيصال هداياهم بهذه المناسبة، فيشتري الأسير هداياه من “الكانتينا” (مكان تواجد بعض الاحتياجات التي يشتريها الأسرى) خلال النهار ويشرع بوضع ملصقات، ويكتب عليها لمن يوجهها بتوقيعه، والمناسبة، ثم يرسلها له عبر “المردواني” إلى الغرفة التي يقبع فيها صديقه الأسير الذي يستقبلها برحابة الصدر والانبساط.
الهدايا قد تكون حبة شوكولاته من أنواع عديدة متوفرة في الكانتينا، أو علبة حلاوة أو أوقية قهوة، بعض الأسرى تصله أكثر من 20 هدية في ليلة واحدة، بعضها من زملاء دراسة في الجامعة، أو من أبناء بلدته، والهدف إشاعة أجواء من البهجة.
لا تتوقف الهدايا بين أفراد القسم الواحد، بل تتعدى إلى الأقسام الأخرى المجاورة من سجون أخرى، ولكن لا تصل سريعاً إلا عبر البوسطات، وأثناء التنقلات من قسم لآخر أو من سجن لآخر، وفي بعض الأحيان تسمح إدارة السجن لقادة وممثلي الأسرى بزيارة بقية الأقسام، لتقديم التهاني بالعيد، حيث يصطحبون معهم الهدايا الرمزية والرسائل التي يتناقلها الأسرى بهذه المناسبة عبارات رائعة ومبدعة، تخط على تلك الهدايا جلها في محور الدعوة بالحرية والإفراج بالقريب العاجل.
تخفيف من وطأة الاعتقال
يقول الأسير والباحث في قضايا الأسرى ثامر سباعنة، القابع حاليا بسجن النقب، في رسالة وصلت إلى “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن الظاهرة تسود على السجون في مناسبة، لكنها بالأعياد تتكشف، وتعطي أجواء اجتماعية تضامنية خلابة وأكثر من يشعر فيها بالبهجة الأسير الجديد، لأنها لون جديد عليه تخفف من وطأة الاعتقال.
بعض الأسرى يحتفظ بالهدايا طيلة أيام العيد، ويضعها في خزانته الخاصة، لتكون علامة للهدايا التي تصله طيلة الأيام الأربعة، ثم يتناولها لاحقاً مع إشراك زملائه الآخرين، ومع انتهاء العيد تبقى اللفتات والهدايا الرمزية عالقة في وجدان وفؤاد الأسير، وتتوثق علاقته مع بقية الأسرى، والتي تستمر حتى بعد الإفراج.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 194.. القسام يواصل استهداف الاحتلال وآلياته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 186 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
جيش الاحتلال يعترف بإصابة 7 آلاف و200 جندي منذ بدء العدوان على غزة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أقرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء، بإصابة أكثر من 7 آلاف و200 جندي، منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة في 7...
شاطئ دير البلح.. استجمام الغزيّين رسائل صمود تغيظ الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام "أطفالٌ يتراكضون وأصوات الضحكات متصاحبة باللعب في مياه البحر على شاطئ دير البلح، وأهلهم يفترشون البحر بجانب خيام...
“الصحفيين الفلسطينيين”: الاحتلال اعتقل نحو 100 صحفي منذ 7 أكتوبر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 100 صحفي فلسطيني منذ بداية العدوان...
جبارين: المقاومة تقدم مقاربات معقولة وأزمة نتنياهو سبب تعثر الصفقة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زاهر جبارين؛ عضو المكتب السياسي لحركة حماس والقائم بأعمال رئيس الحركة في الضفة الغربية، أن الحركة لم...
دعوات للصحفيين الأمريكيين لمقاطعة “عشاء” مراسلي البيت الأبيض
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام دعا العشرات من الصحفيين الفلسطينيين، داخل قطاع غزة وخارجه، نظرائهم الأمريكيين، إلى مقاطعة العشاء السنوي لمراسلي...
الأمم المتحدة تدعو لمساعدات بقيمة 2.8 مليار دولار للفلسطينيين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات بقيمة 2.8 مليار دولار لتلبية احتياجات 3.3 ملايين شخص في قطاع غزة والضفة...