يا رب ولدي يكون آخر شهيد.. دعوات الأمّهات لوقف العدوان على غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ما هو نوع ذلك الصبر الذي تحتمله الأمّهات المصابرات في غزة وهنّ يودعن أبناءهنّ وبناتهنّ وفلذات أكبادهنّ شهداءً وشهيداتٍ، بإيمانٍ ويقينٍ راسخٍ كالجبال الرواسي اللواتي لا تزعزعهنّ أعاصير الإجرام الصهيوني التي عصفت بغزة فارتقى فيها بعد 457 يومًا تواليًا، أكثر من 150 ألف جريحٍ ومصابٍ، في الوقت الذي تتمنّى فيه إحدى الأمّهات المكلومات أن يكون ابنها آخر الشهداء، وأن يتوقف العدوان ولا يراق في غزة قطرة دمٍ أخرى.
بعد أن عزّ النصير، وتكشفت سوءة الخذلان العربي والإسلامي لأهل غزة، تلجأ إلى ربّ السماء، بقلب أمٍ من غزة، تلهج بالدعاء: (يا رب اشف جرحانا، يا رب ولدي في الفردوس الأعلى، يا رب تعوضنا عن الحرب، يا رب تعوضني عوض الصابرين).
ولا تيأس هذه المكلومة من روح الله – رغم المصاب الجلل – وتواصل دعاءها، طالبة العوض والقوة والسداد في مقبل الأيام من الله لكي يعينها على إكمال المشوار وحمل الأمانة في تعليم بنات ابنها الشهيد بعد أن تتوقف الحرب، داعية ربها: ( يا رب تعوضني بزوجته، وفي بناته، وأن أقدر أعلم بناته يا رب).
تلك أمٌ ودعت ابنها، وأخرى ودعت ابنتها الحامل التي ارتقت شهيدة بقصف صهيوني غادر على الآمنين.
ترفع دعواتها مشفوعة بدموعها إلى رب السماء، بألمٍ تتشقق منه الصخور: ( عروسة يا أمّي.. الله يصبرنا على فراقك يا أمّي.. حبيبة قلبي يا روحي يا أمّي).
وثالثة تفجع بولدها الذي كانت تأمل أن تعود معه على مدينة غزة، ولكنّ القصف الغادر عاجله فارتقى شهيدًا، فترفع آهاتها وألمها وتصرخ من ألم الفراق: “كان نفسي نرجع سَوا على غزة، مع مين أرجع على غزة؟ مش قادرة أعيش من غيرك”!
وهكذا قصص الفجع والفقد والألم في غزة لا تنتهي مع تواصل العدوان الصهيوني الغاشم، وكل يومٍ يمرّ يسطر التاريخ قصص صمودٍ أسطوريٍ مخطوطٍ بالدماء والتضحيات، ودموع الامّهات الغاليات، لتقول للعالم أجمع مهما تمادى في خذلانه وانحاز للاحتلال في إجرامه وعدوانه، فإنّ أهل غزة صامدون صابرون محتسبون لن يضرهم من خذلهم حتى النصر ووقف العدوان.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 457 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أطباء بلا حدود: منع دخول المساعدات يهدّد الأنشطة الطبية في غزّة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الطبيب أحمد أبو وردة، إن منع سلطات الاحتلال وصول المساعدات...

لليوم الثاني.. إسرائيل تحاول إخماد الحرائق وتترقب مساعدة دولية
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية، اليوم الخميس، جهود السيطرة على الحرائق التي اندلعت في جبال القدس المحتلة،...

100 يوم من العدوان على جنين وسط دمار واسع للمنازل والبنية التحتية
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الـ101 على التوالي، وسط دمار واسع طال المنازل...

عكرمة صبري: الاحتلال يمنع خطباء الأقصى من الحديث عن غزة والدعاء لأهلها
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام يشهد المسجد الأقصى تصعيدا احتلاليا واضحا على الصعد كافة، يتمثل باستباحة المستوطنين لساحاته، وملاحقة موظفيه...

حماس: حظر سويسرا للحركة انحياز ضد فلسطين ومقاومتها المشروعة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قرار سويسرا "حظر الحركة" انحيازًا مستهجنًا ضد الشعب الفلسطيني،...

الاحتلال يفرض إغلاقًا شاملًا على بيتا جنوب نابلس
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على مداخل بلدة بيتا جنوب نابلس، منذ يوم أمس الأربعاء، وذلك عقب الإعلان...

رائد صلاح وشخصيات درزية بفلسطين يدعون لإفشاء السلم الأهلي بسوريا
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام دعا رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح وشخصيات درزية فلسطينية إلى إفشاء السلم الأهلي...