الثلاثاء 14/يناير/2025

يا رب ولدي يكون آخر شهيد.. دعوات الأمّهات لوقف العدوان على غزة

يا رب ولدي يكون آخر شهيد.. دعوات الأمّهات لوقف العدوان على غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

ما هو نوع ذلك الصبر الذي تحتمله الأمّهات المصابرات في غزة وهنّ يودعن أبناءهنّ وبناتهنّ وفلذات أكبادهنّ شهداءً وشهيداتٍ، بإيمانٍ ويقينٍ راسخٍ كالجبال الرواسي اللواتي لا تزعزعهنّ أعاصير الإجرام الصهيوني التي عصفت بغزة فارتقى فيها بعد 457 يومًا تواليًا، أكثر من 150 ألف جريحٍ ومصابٍ، في الوقت الذي تتمنّى فيه إحدى الأمّهات المكلومات أن يكون ابنها آخر الشهداء، وأن يتوقف العدوان ولا يراق في غزة قطرة دمٍ أخرى.

بعد أن عزّ النصير، وتكشفت سوءة الخذلان العربي والإسلامي لأهل غزة، تلجأ إلى ربّ السماء، بقلب أمٍ من غزة، تلهج بالدعاء: (يا رب اشف جرحانا، يا رب ولدي في الفردوس الأعلى، يا رب تعوضنا عن الحرب، يا رب تعوضني عوض الصابرين).

ولا تيأس هذه المكلومة من روح الله – رغم المصاب الجلل – وتواصل دعاءها، طالبة العوض والقوة والسداد في مقبل الأيام من الله لكي يعينها على إكمال المشوار وحمل الأمانة في تعليم بنات ابنها الشهيد بعد أن تتوقف الحرب، داعية ربها: ( يا رب تعوضني بزوجته، وفي بناته، وأن أقدر أعلم بناته يا رب).

تلك أمٌ ودعت ابنها، وأخرى ودعت ابنتها الحامل التي ارتقت شهيدة بقصف صهيوني غادر على الآمنين.

ترفع دعواتها مشفوعة بدموعها إلى رب السماء، بألمٍ تتشقق منه الصخور: ( عروسة يا أمّي.. الله يصبرنا على فراقك يا أمّي.. حبيبة قلبي يا روحي يا أمّي).

 وثالثة تفجع بولدها الذي كانت تأمل أن تعود معه على مدينة غزة، ولكنّ القصف الغادر عاجله فارتقى شهيدًا، فترفع آهاتها وألمها وتصرخ من ألم الفراق: “كان نفسي نرجع سَوا على غزة، مع مين أرجع على غزة؟ مش قادرة أعيش من غيرك”!

وهكذا قصص الفجع والفقد والألم في غزة لا تنتهي مع تواصل العدوان الصهيوني الغاشم، وكل يومٍ يمرّ يسطر التاريخ قصص صمودٍ أسطوريٍ مخطوطٍ بالدماء والتضحيات، ودموع الامّهات الغاليات، لتقول للعالم أجمع مهما تمادى في خذلانه وانحاز للاحتلال في إجرامه وعدوانه، فإنّ أهل غزة صامدون صابرون محتسبون لن يضرهم من خذلهم حتى النصر ووقف العدوان.

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 457 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات