الثلاثاء 25/يونيو/2024

حر الصيف اللاهب ونار الحرب المجنونة لا يقهران أهل غزة

حر الصيف اللاهب ونار الحرب المجنونة لا يقهران أهل غزة

غزة -المركز الفلسطيني للإعلام

قبل أيام من بدء فصل الصيف رسمياً في قطاع غزة، تشتد الأزمات وتظهر الآلام جلية.. أناس يعيشون في خيام وفي العراء وكل مكان يجدونه، محرومون من كل حقوقهم، وفوق ذلك يقتلون أمام العالم صباح مساء، في إبادة جماعية يشاهدها العالم.

المعاناة بدأت منذ بدء النزوح والتشرد بعيداً عن المأوى والحي والقرية، إلا أن هذه المعاناة تشتد قسوة مع بدء موجات الحر اللاهبة، يقول قاطنو الخيام إنها كالأفران، بل أشد.

ويوم بدأت إسرائيل في حربها النازية أعلن وزير حربها عن منع الوقود والكهرباء والماء عن القطاع ووصف سكانه بالحيوانات البشرية.

أجواء مرعبة ومخاطر متعددة

ينام النازحون على أرضية رملية غير مستوية، في ظلام داكن، وأجواء رعب بفعل القصف الهمجي، وتشارك الحشرات في تنغيص حياة الناس وتؤرق سكنهم.

كما لوحظ وجود ثعابين في بعض المناطق، شكلت خطراً على حياة النازحين، الذين ثبت بالفعل أنه لا يتهددهم القصف فقط.

وربما لا يجد الكاتب كلمات لتصف حجم الألم، ونطاق المعاناة، وبؤس الحال، إلا أن صمودهم راسخ، وثقتهم بمقاومتهم ثابت.

النازح فور استيقاظه من النوم – إن استطاع- فأمامه يوم قاس ومؤلم.

طوابير المعاناة للحصول على الماء

النازح محمود الحداد والذي يسكن خيمة مقابل جامعة الأقصى في خانيونس يقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إنه يبدأ يومه بطابور لتعبئة المياه للاستخدام الشخصي.

يصف المشهد بالقاسي، طابور من مئات الناس نساء وأطفال ورجال كلهم يقفون لتعبئة غالون واحد أو اثنين.

“وما إن كان حظك جيدا واستطعت تعبئة ذلك في ساعة أو ساعتين فهذا من ترف العيش”، يقول بحزن وألم.

وعن المياه الصالحة للشرب فقال إنها باتت من الأحلام؛ فعشرة لترات من الماء الصالح للشرب يعادل ٣ شواقل أي دولار تقريباً. ويقول الحداد إن جزءا من الناس لا يستطيعون شراءها فيلجأون لشرب مياه مالحة.

وكانت الأمم المتحدة أكدت في تقرير لها أن نفاد الوقود أدى لتوقف محطات التحلية في القطاع، ويشرب الناس من الصرف الصحي.

ويتابع الحداد انه وما إن انتهى من تعبئة المياه، يبدأ بإشعال النيران لإعداد الفطور رفقة زوجته، فغاز الطهي غير متوفر في كل القطاع.

وتمنع إسرائيل إدخال الغاز والوقود إلى غزة منذ أسابيع طويلة، وشددت في منعها بعد احتلالها معابر غزة قبل قرابة شهر من الزمن.

الأمر لا ينتهي عند الحداد عند إشعال النيران لإعداد الفطور فهناك وجبات الغداء والعشاء، يقول: الحطب غير متوفر وإن وجدناه فهو بأسعار لا نقدر عليها.

ويقول الحداد في معرض حديثه: كلماتي لا تصف جزءًا من ويلات النزوح، كل دقيقة تمر نموت فيها ألف مرة.

معاناةٌ يوميةٌ متواصلةٌ

محرمون من النوم الهانئ، والطعام الجيد، والماء النظيف، الخيمة فرن حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، لا نستطيع إراحة أجسامنا فكيف بالمرضى والحوامل والمسنين. يقول الحداد.

وإعداد الخبز فصل معاناة آخر، فلا مكان لإعداده بطريقة جيدة، ولا وقود ولا غاز. يضطر جميع السكان في غزة لاستخدام الحطب في افران الطين البدائية.

تناشد المواطنة رشا مصلح في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إدخال الغاز وتشغيل المخابز تقول: ما ضل حطب نحرقه.

المعاناة تشتد وفصول النزوح تطول ويدخل في حلقة نارها آلاف جديدة مع استمرار الهجوم البري في رفح، وبدء عمليات برية شرق المحافظة الوسطى.

لا تكثرت قوى العالم لهذه المعاناة، سوى من تصريحات خجولة هنا وهناك، مع تنكر اسرائيلي لقرارات محكمة العدل الدولية ودعم واشنطن الأعمى، حيث يواصل ساكن البيت الأبيض إنكار ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...