الإثنين 29/أبريل/2024

سفيان أبو صلاح .. اعتقله الاحتلال بساقين وخرج بواحدة!

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“دخلت للسجن بساقين وخرجت بواحدة”، بهذه الكلمات أوجز الأسير المحرر سفيان أبو صلاح بمرارة ما واجهه من تعذيب وإهمال طبي خلال اعتقاله في سجون الاحتلال.

وأفرجت قوات الاحتلال عن أبو صلاح قبل أيام بعد 50 يومًا من الاعتقال فقد فيها إلى جانب ساقه 30 كيلو غرام من وزنه وخرج ليروي أهوال ما واجهه من تنكيل وتعذيب.

وأصيب الأسير المحرر أبو صلاح بالتهاب في ساقه أثناء اعتقاله تطور إلى غرغينا ما أدى إلى البتر بعد إهمال متعمد من قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب القطاع، كان أبو صلاح يمشي على قدم واحدة، ويقول للصحفيين: إن ساقه تعرضت لالتهابات شديدة استمرت 7 أيام، وعندما طلب العلاج رفض الاحتلال ذلك وبعد تدهور وضعه وحالته نقل إلى إحدى مشافي الاحتلال وهناك أجريت له عملية وبترت ساقه.

وأكد أبو صلاح أنه دخل المعتقل ولم يكن يعاني من أي مرض، ولكن ظروف الاعتقال والإهمال الطبي المتعمد هو ما أدى إلى هذه النتيجة.

فظائع مروعة

وكانت صحيفة هآرتس العبرية كشفت عن فظائع ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، والذين تم اعتقالهم خلال الحرب الحالية، ونقلوا إلى معتقلات مختلفة، بينها ميدانية.

وكشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني، خلال رسالة سلمها الأسبوع الماضي إلى وزير الحرب يوآف غالانت، ووزير الصحة والمستشار القانوني لحكومة الاحتلال، عن أساليب قاسية تستخدم بحق الأسرى، خاصة في المعتقلات الميدانية.

ووفقا لرسالة الطبيب، فإن “ذلك يعرض المعتقلين للخطر، والدولة نفسها تخاطر بخرق القانون”، مشيرا إلى أنه في الأسبوع الأخير فقط في التحقيق الذي نشر في الرابع من إبريل الجاري، “خضع معتقلان لبتر ساقيهما بسبب إصابة بدأت من تكبيل أيديهم، ولسوء الحظ هذا أصبح حدثا روتينيا”.

وأشار إلى أنه داخل المستشفى الميداني، يتم التغذية بطرق مسيئة، و”يجبر المعتقلون على التغوط في حفاضات، ويستمر تكبيل أيديهم طوال الوقت، وهي ظواهر تتعارض مع المعايير الطبية والقانونية”.

وقال الطبيب: “منذ الأيام الأولى لتشغيل المستشفى الميداني، وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة، والأكثر من ذلك، أكتب لأحذر من أن خصائص أنشطة المستشفى لا تتوافق مع أي من الأقسام المتعلقة بالصحة، وفق قوانين اعتقال المقاتلين غير الشرعيين”، وفق تعبيره.

وبين أن “المستشفى لا يتلقى إمدادات منتظمة من الأدوية والمعدات الطبية، وأن جميع مرضاه مكبلون من أطرافهم الأربعة بغض النظر عن مدى خطورتهم، ويتم تغطية أعينهم ويتم إطعامهم بطرق مسيئة، وأنه في ظل هذه الظروف والواقع الحالي، فإن حتى المرضى الصغار والأصحاء يفقدون الوزن بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من العلاج في المستشفى”.

وأكد الطبيب في رسالته، أنه “يتم تقييد أيدي المعتقلين في المستشفى الميداني طوال ساعات اليوم ويجبرون أن يبقون معصوبي الأعين، وأكثر من نصف المرضى فيه موجودون بسبب الإصابة التي تطورت أثناء الاعتقال بسبب الأغلال التي تبقى في أيديهم لوقت طويل، ما يسبب لهم إصابات خطيرة تتطلب تدخلات جراحية متكررة”.

بتر وإعدامات

وشهدت ثلاثة مصادر في حديث لـ “هآرتس”، أنه منذ بداية الحرب، بترت يد أحد المعتقلين بعد إصابته بسبب تقييد يديه بأصفاد بلاستيكية لفترة طويلة.

وذكر الطبيب أن المعتقلين لا يتلقون العلاج المناسب، مبينا أنه “لم يكن هناك مريض تم تحويله إلى المستشفى وبقي هناك لأكثر من بضع ساعات، ويحدث أن المرضى بعد العمليات واسعة النطاق، مثل جراحات البطن لاستئصال الأمعاء، يعودون بعد حوالي ساعة من المراقبة، والتي يعمل بها في معظم ساعات اليوم طبيب واحد، يرافقه فريق تمريض، يقوم بعضهم بتدريب المسعفين فقط، هذا بدلا من البقاء للمراقبة في قسم الجراحة لمتابعة الحالة، كما أنه قد يكون الطبيب الموجود، طبيب عظام أو نساء، وهذا يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مضاعفات وأحيانا حتى إلى وفاة المريض”.

كما كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، في تحقيق آخر، عن استشهاد 27 معتقلا من قطاع غزة أثناء احتجازهم في قاعدة “سديه تيمان” قرب بئر السبع أو قاعدة “عناتوت” في القدس أو خلال تحقيقات معهم في مرافق أخرى للتحقيق داخل أراضي عام 48.

وبينت الصحيفة، في تحقيق لها، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم أي بيانات عن ظروف استشهادهم.

إخفاء قسري

يذكر أنّه ومنذ بداية العدوان عملت حكومة الاحتلال، على تطويع القانون لترسيخ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة.

ووفق معلومات قدمتها إدارة معتقلات الاحتلال لجمعية حقوق الفرد في إسرائيل، فإن سلطات الاحتلال تعتقل نحو 793 مواطنا من غزة بموجب هذا القانون، إضافة إلى بضع مئات آخرين محتجزين وفق إجراءات جنائية، وآخرين ما زالوا محتجزين لدى قوات الجيش.

وأكدت منظمة العفو الدولية “أمنستي” أنها تمتلك “شهادات وأدلة مصورة تفيد بتعرض معتقلين فلسطينيين للتعذيب وسوء المعاملة، حيث يتعرضون للضرب والإهانة، مما يتضمن توجيه طلبات بعدم رفع رؤوسهم والركوع على الأرض، إضافةً إلى إجبارهم على الإنشاد بأناشيد إسرائيلية في ظروف اعتقال مروعة”.

وتشير “أمنستي” إلى الفيديوهات تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر “جنودا إسرائيليين وهم يعتدون بالضرب ويهينون فلسطينيين معتقلين، حيث يكون المعتقلون معصوبي العينين، وعراة، ومقيدين بالأصفاد”.

الأسرى الشهداء

وتواصل إدارة سجون الاحتلال ممارسة أبشع الجرائم بحق الأسرى داخل السجون والمعتقلات، من إهمال طبي وتعذيب وقتل مباشر، حيث ارتقى 16 أسيراً شهداء داخل السجون منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، بسبب الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال بحقهم وسط تعتيم متعمد.

كما استغل الاحتلال عدوانه على غزة ليمارس “الإخفاء القسري” بحق مواطني القطاع، فاستباح خطفهم واعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت.

ولا يزال يعتقل في سجونه ما يزيد على 9500 أسير، منهم 3660 معتقلا إداريا، و٥٦ صحفيا، وثمانون امرأة على الأقل، وأكثر من 200 طفل، و17 نائبًا من نواب المجلس التشريعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات