الإثنين 29/أبريل/2024

هجوم المستوطنين البربري على “المغير”.. تفاصيل الإجرام الأسود

هجوم المستوطنين البربري على “المغير”.. تفاصيل الإجرام الأسود

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

في هجوم صعبٍ ودامٍ، ولكنه ليس الأول من نوعه، اقتحم أكثر من ألف مستوطن صهيوني مدججون بالأسلحة قرية المغير شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ظهر الجمعة، وعاثوا فيها فسادًا وحرقًا.

وتركز الاعتداء على مناطق شرق القرية القريبة من الأراضي التي سرقها الاحتلال، وبنى عليها مستوطنات وطريق إلتفافية، وتجمع المستوطنون المسلحون بحجة البحث عن مستوطن مفقود من البؤرة الاستيطانية القريبة وهاجموا القرية من خلال مجموعات حاصرت المنازل وحرقت عددًا منها.

وخلال الهجوم البربري استشهد الشاب جهاد عفيف أبو عليا برصاص المستوطنين، وأصيب نحو 27 آخرين.

الشاب جهاد عفيف أبو عليا من الشبان الذين كانوا في زيارة لأقاربهم في أحد هذه المنازل، وعندما بدأ الهجوم من قبل المستوطنين بإطلاق الرصاص على المنزل؛ ساعد سكان المنزل في إجلاء كبار السن إلى سطح المنزل، وهو ما أدى إلى إصابته برصاص أحد المستوطنين بالرأس واستشهد على إثرها على الفور.

وقالت وزارة الصحة في بيان مقتضب، إنّ مجمل الإصابات التي وصلت المشافي من بلدة المغير، تراوحت بين طفيفة ومتوسطة وخطيرة.

وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا إنّ شهيدًا ارتقى وأصيب و27 شابًا بجراح مختلفة برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين، ولفت إلى أنّ عدد المنازل التي تعرضت للهجوم والحريق يصل 10 منازل.

وأشار إلى أنّ المستوطنين أحرقوا عددًا من المركبات في “مشطب” على مدخل القرية، بالإضافة لخمس مركبات قانونيّة.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو هجوم عدد كبير من المستوطنين وإطلاقهم الرصاص والحجارة على بيوت فلسطينية، وإحراقهم عشرات المركبات.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل في تصريح صحفي: إن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الدخول من مدخل القرية؛ حيث نصبت حاجزا هناك، وعندما تمكنت المركبات من الدخول عبر طرق فرعية اعتدى المستوطنون على إحدى المركبات وحطموها، وعرقلوا عمل الطواقم، وهو ما أدى إلى تأخير وصولها إلى الإصابات.

ولم يقتصر الأمر على منع الإسعاف، بل طوّقت قوات الاحتلال القرية ومنعت الدخول إليها أو الوصول إلى المنطقة المستهدفة لمساعدة المواطنين هناك وصد العدوان عليهم.

وبعد ساعات من وجود المستوطنين داخل القرية والاعتداء على الأهالي هناك قاموا بالانسحاب إلى أطراف القرية والتمركز على الشارع الواصل بينها وبين قرية أبو فلاح، ومواصلة الاعتداء على المركبات الموجودة في المكان وحرق عدد منها، إلى جانب الاعتداء على الطواقم الصحفية والطبية وإطلاق الرصاص الحي باتجاههم بشكل مباشر.

هذه الاعتداءات كانت بحماية ومساندة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أوقفت مركبات أهالي القرية والقرى المجاورة على الشارع الرئيسي ومنعت حركتها في ظل وجود المستوطنين في المنطقة.

ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين عند هذا الحد، فبعد الانسحاب من قرية المغير تم الاعتداء على القرى المجاورة لها مثل قرية أبو فلاح حيث حرق عدد من المركبات وأصيب أحد سكانها، وكذلك ترمسعيا ودوما، وسط مخاوف من هجوم مماثل.

وفي سياق متّصل، هاجم مستوطنون مساء الجمعة، منازل في بلدة دوما جنوب نابلس، وذلك بالتزامن مع هجوم مماثل على قرية المغيّر.

وقالت مصادر إسرائيلية، إن المستوطن خرج مع قطيع أغنام منذ الساعة السادسة صباحًا، وبعد ساعات عاد القطيع ولم يظهر المستوطن، والمؤشرات الأولية أنه اختفى قرب مستوطنة “ملاخي هشالوم” المقامة شرق رام الله، ثم تبين لاحقًا أن آخر إشارة لهاتفه كانت الساعة 12 ظهرًا في مستوطنة “غوش شيلو”.

وتتركز أعمال البحث في بلدتي ترمسعيا والمغير شمال رام الله، ودير جرير شرقًا، وفي قرية دوما جنوب نابلس.

وبحسب المصادر، فإن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال يقود أعمال البحث عن المستوطن المفقود، وإلى جانبه قائد فرقة دائرة الرقابة الداخلية، وقائد لواء بنيامين في جيش الاحتلال، وأن أعمال البحث تتم بمشاركة جهاز الشاباك أيضًا.

وأكدت مصادر محلية أن مئات المستوطنين يشاركون في أعمال البحث عن المستوطن المفقود، وقد دخلوا أثناء البحث إلى بلدة المغير، واندلعت مواجهات مع الأهالي، أطلق خلالها المستوطنون الرصاص الحي، كذلك ساندهم جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز على الأهالي الذين احتجوا على الاقتحام.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة زادت وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية 8 مرات عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى جانب تصاعد في مستوى العنف في هذه الاعتداءات بعد تسليح أكثر من 17 ألف مستوطن بعد الحرب وإطلاق يدهم بالكامل من قبل جيش الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات