الإثنين 29/أبريل/2024

اقتحام النصيرات.. هجوم صهيوني غاشم ومقاومة تستبسل

اقتحام النصيرات.. هجوم صهيوني غاشم ومقاومة تستبسل

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في محيط مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف، لتجابه بمقاومة باسلة تخرج من بين الركام لتصد العدوان.

ويقول مراسلنا إنّ العملية لا تزال متواصلة منذ يومين، في حين تخوض المقاومة الفلسطينية معارك ضارية مع القوات المتوغلة في محيط المخيم، وفي مناطق المغراقة والزهراء وجسر وادي غزة.

هجوم وسط اشتباكات ضارية

بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جديداً على مخيم النصيرات ومنطقة وسط قطاع غزة، من خلال غارات جوية وبحرية.

واستهدفت قوات الاحتلال عشرات المنازل والأراضي الزراعية والمساجد والمدارس، فيما وصلت شظايا الصواريخ إلى مراكز الإيواء في مخيم النصيرات، وسمع أصوات الانفجارات في أرجاء وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال شنت عدة غارات وأحزمة نارية مكثفة بالتزامن مع قصف مدفعي شمال النصيرات، وأفادت مصادر طبية بوصول العديد من الإصابات إلى مستشفى العودة جرّاء العدوان الغاشم.

ولكنّ هجوم الاحتلال لم يمرّ بسهولة وسط الأحياء المدمّرة، كما توقّع قادته، حيث لقي جيشُه استبسالاً من المقاومين المدافعين عن أرضهم وشعبهم.

فقد نُقل عن شهود عيان رؤيتهم لطائرات مروحية تهبط في المكان، لنقل قتلى وجرحى فيما يبدو، وذلك بعد وقوع قوة كبيرة من جيش الاحتلال في كمين مُحكم أعدته المقاومة الفلسطينية.

فيما أعلنت سرايا القدس تمكنها من السيطرة على طائرة كواد كوبتر كانت في مهمة استخبارية في سماء المنطقة.

استهداف المدنيين والمساجد

وارتقى 10 شهداء وأصيب مواطن جراء استهداف الاحتلال المخيم الجديد في النصيرات، فيما شنت طائرات غارات عنيفة وأحزمة نارية على شمال النصيرات محيط وادي غزة.

وقصفت قوات الاحتلال مسجد ذو النورين في أرض أبو غولة غرباً، كما قصفت مسجد معاذ بن جبل في أرض عائلة درويش شمال المخيم، واستهدفت مئذنة مسجد حسن البنا بالمخيم الجديد.

وتوغلت دبابات الاحتلال شمال مخيم النصيرات من جهة شارع صلاح الدين، والمغراقة، وسط إطلاق نار من الطيران المروحي، وتدمير عدد كبير من الأبراج السكنية في مدنية الزهراء.

ودمرت قوات الاحتلال المزيد من الأبراج السكنية في مدنية الزهراء شمال مخيم النصيرات، كما قصف الاحتلال ميناء الصيادين ومحيطه غربي مدينة غزة.

انسحاب وهمي

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبل أيام سحب جميع القوات البرية من قطاع غزة، بما فيها الفرقة 98 بألويتها الثلاثة، من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، ولم يتبقّ في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم لفصل الشمال عن الوسط والجنوب.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية حينها إنّ انسحاب الفرقة 98 من خان يونس يأتي في إطار الاستعدادات لعملية في رفح، وأنّه لا صلة بين الضغوط الأميركية التي تُمارس على إسرائيل والانسحاب من خان يونس.

كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلاً عن مصادر في جيش الاحتلال أن أحد أسباب الانسحاب هو ترك أماكن للنازحين الذين سيُطلب منهم مغادرة رفح، حسب ادعائهم.

الهروب من فكّي الكماشة

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إنّ عملية الاحتلال في محور نتساريم وسط قطاع غزة ليست مباغتة، كما ادّعت قوات الاحتلال.

وتوقع أنها تهدف لدفع تهديدات محتملة، بعدما بات المحور بين فكي كماشة فصائل المقاومة.

وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري على قناة الجزيرة أنّ عملية الاحتلال الجديدة لا يمكن وصفها بالمباغتة، بعدما اصطدمت بتصدي المقاومة لها، وعدم تجاوزها وادي غزة، وسط استمرار الاشتباكات والمواجهات.

وأشار إلى أنّ العملية لا يمكن تشبيهها بعملية طوفان الأقصى والهجوم المفاجئ على ثكنات وقواعد ومستوطنات غلاف غزة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، مضيفاً أنّها قد تندرج في إطار التحول إلى المرحلة الثالثة من الحرب، من خلال عمليات أقل كثافة وأكثر نوعية.

ولفت إلى أنّ قوات الاحتلال باتت محاصرة في محور نتساريم، وطوله 6 كيلومترات، بين فكّي كماشة المقاومة شمالاً ووسطاً، لذلك تحاول القوات الإسرائيلية تأمين هذا المحور، بعد القصف المكثف بقذائف الهاون، الذي تعرضت له خلال الأيام الماضية.

ويعتبر هذا المحور جيبا مُهلكاً، لأنّ القوات المتواجدة فيه قد تُحاصر من فصائل المقاومة على الجانبين، وفقاً للفلاحي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات