الإثنين 29/أبريل/2024

خانيونس بعد الانسحاب .. إرادة الحياة تجابه الدمار ورائحة الموت

خانيونس بعد الانسحاب .. إرادة الحياة تجابه الدمار ورائحة الموت

خانيونس – المركز الفلسطيني للإعلام

تفوح رائحة الموت من بين أطلال خانيونس وتحت أنقاض منازلها ومبانيها التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي على مدار 4 أشهر من الإبادة الجماعية.

وأتاح انسحاب قوات الاحتلال من خانيونس فجر الأحد (7 إبريل) للمواطنين العودة إلى مناطق منازلهم ليفجعوا بحجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي.

ويشعر المار في المدينة وأحياءها المختلفة، للوهلة الأولى وكأن زلزلا شديدًا قد ضربها؛ بعدما عاث جيش الإرهاب الصهيوني فسادًا في المدينة التي سطرت ملحمة دفاعية بطولية مرغت أنف الصهيوني في التراب.

لم يترك الجيش الإرهابي منزلًا إلا وقصفه أو حرقه أو خط فيه عبارات عنصرية ومسيئة للنبي محمد وللشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.

دمار هائل

المواطنون وهم يتفقدون منازلهم يبكونها بألم وحسرة ويسترجعون ذكريات وحياة عاشوها في منازلهم التي قضوا فيها عشرات السنوات، ولكنهم لا يتخلون عن الأمل وإرادة الحياة.

المواطن محمود سلمان يقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إنه عند تفقد منزله في مدينة حمد السكنية: الاحتلال عاث فسادًا في المدينة بشكل لا يوصف فالأبراج السكنية تدمرت بشكل هائل، وكأن زلزلا ضرب المدينة.

يتابع أنه وعند صعوده في البرج وجد عبارات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خطها جنود الاحتلال.

وأضاف أن الجنود عاثوا فسادًا في الشقق والمنازل السكنية، غير قيامهم بسلوكيات مقززة منها قضاء حاجتهم في الملابس وأواني الطهي والغرف السكنية، إضافة لقيامهم بسرقة الأشياء الثمينة من منازل المواطنين.

وأوضح أن الدمار كان متنوعًا فهناك منازل سويت بالأرض ومنازل محترقة يجب إزالتها، وأخرى متضررة بنسب متفاوتة، في المحصلة الاحتلال زرع الدمار بشكل لا يوصف في المدينة.

وانهمك مواطنون وطواقم إنقاذ في انتشال جثامين شهداء من تحت الأنقاض.

ووفق الدفاع المدني؛ فقد انتشلت جثامين 30 شهيدًا من خانيونس في حين نقل مراسلنا عن مصادر طبية ومحلية تأكيدها انتشال 84 شهيدًا خلال يومين من انسحاب الاحتلال من المدينة.

وتوجد آلاف الجثامين تحت الأنقاض وتواجه طواقم الدفاع المدني صعوبات في انتشالها بسبب عدم توفر الإمكانات.

55 % من المباني مدمرة

ووفق تقديرات خبراء في تتبع الدمار بواسطة الأقمار الصناعية فإن نحو 55% من المباني في خانيونس قد دمرت أو تضررت.

ووفق التقديرات فإن 45% من المنازل في خانيونس في دمرت أو تضررت.

تدمير البنى التحتية

ومن شارع إلى شارع انتقل المواطن عبد الحليم حميد في طريقه لمنزله، وهو يشعر بالصدمة للدمار الذي أصار الشوارع والمنازل على امتداد الشوارع، يقول: لم يبق أي شارع مرصوفا، كلها مجرفة ورملية، والمنازل على الجانبين مدمرة أو محروقة وما تبقى قائما هي هياكل متضررة.

ودمرت قوات الاحتلال البنى التحتية بالكامل، فلا شارع كما كان، ولا شبكات للهواتف والاتصالات والكهرباء، كلها قد تدمرت، في مسعى لإعادة الحياة إلى قرون قد مضت.

أحياء مدمرة

وفي حي الأمل غرب خانيونس يبدو المشهد مؤلما؛ فالمنازل المرتفعة معظمها سوي بالأرض والشوارع جرى تجريفها.

يقول المواطن محمود الحداد لمراسلنا: إن الاحتلال دمر كل شيء دون أي مبرر، لا منازل ولا شوارع ولا ممتلكات، ولا مرافق صحية ولا منشآت اقتصادية.

بعيون فيها حسرة كبيرة وتحدًٍ أكبر يضيف: دمروا خانيونس بالكامل، في أكبر عملية انتقام وحشية، هم نجحوا بالتدمير؛ لكنهم بكل تأكيد لن يهزموا الإرادة ولا المقاومة.

وبدأ عشرات المواطنين يحزمون أمتعتهم ويعودون إلى محيط منازلهم المدمرة لينصبوا لخيام ويسكنوا بين الجدران المهدمة مؤكدين أنهم باقون وبالأمل والحياة متمسكون ويقينهم أنهم مهما اشتدت الأحوال فالاحتلال مصيره الزوال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات