السبت 04/مايو/2024

مجازر الطحين.. حين يباغت الموت من يبحثون عن بقية حياة

مجازر الطحين.. حين يباغت الموت من يبحثون عن بقية حياة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لا يبدو أن جعبة الاحتلال الإسرائيلي التي تحمل نشر الموت في كل مناحي الحياة بقطاع غزة، قد فرغت؛ فلا يزال يكشف عن رغبته في الانتقام من أهل غزة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، والتي دمّرت سمعة الجيش الذي لا يُقهر، وألبسته هزيمة غير مسبوقة منذ نشأة الكيان الغاصب، تدفعه للمزيد من إشاعة سفك الدم في صفوف المدنيين العُزّل.

قضائيًّا.. أمرت محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ كافة التدابير لتجنيب المدنيين ويلات الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة لبقائهم أحياء.

المشهد في قطاع غزة بات على النقيض من قرار المحكمة الدولية؛ فالناجون من الموت قصفًا يفتقدون سبل الحياة اليومية من طعام وغذاء ودواء، ليجدوا أنفسهم تحت وطأة نوعٍ آخر من الموت أشد وأقسى؛ حيث تعلن وزارة الصحة يوميًّا عن عدد جديد من الوفيات نتيجة الجفاف الناتج عن الجوع، أو المرضى المفتقدين للدواء، وهكذا يبقى الفلسطيني في غزة لا يتجاوز عتبة موت حتى يتعثر في أخرى.

مساعدات ودماء

المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تصل عبر الإنزالات الجوية خلال الأيام الفائتة، صوّرت لأهل غزة أن الخير ربما يلوح في الأفق، إلا أن آلة الاحتلال الإسرائيلية كانت لذلك بالمرصاد؛ حيث ترصَّدت لمن سعى للبحث عن شيء من هذه المساعدات، فأوقعتهم بين شهداء وجرحى في مذابح عديدة، عُرفت بـ”مجازر الطحين”.

أكثر من 127 فلسطينيًّا استشهدوا وما يزيد عن 760 آخرين أصيبوا بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في منطقتين بمدينة غزة شمال القطاع ومنطقة في مدينة دير البلح (وسط)، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

نتيجة لهذه الحرب الدامية والحصار الإسرائيلي للقطاع، بات سكان قطاع غزة لا سيما في محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة أودت بالفعل بحياة أطفال، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني من السكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

وفي تقرير لوكالة الأناضول، رصدت استهدافات الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين كانوا يبحثون عن الطعام خلال الأيام الماضية:

مجزرة الطحين

ففي فجر الـ 29 من فبراير الماضي، أطلقت قوات إسرائيلية النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم بالقرب من منطقة دوار النابلسي جنوب مدينة غزة للحصول على مساعدات إنسانية، لا سيما “طحين” (قمح)؛ مما خلَّف 118 قتيلا و760 جريحا، بحسب وزارة الصحة.

وتعقيبًا على ذلك أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عن دعمه للجنود الذين أطلقوا النار على المدنيين الفلسطينيين، واصفًا إياهم بـ”الأبطال”!.

وأثارت ما باتت تُعرف بـ”مجزرة الطحين” ردود أفعال غاضبة ومنددة عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، بالإضافة إلى مطالبات بإجراء تحقيق مستقل وتحرك مجلس الأمن الدولي.

استهداف متعدد

وصباح أمس الأحد استهدف جيش الاحتلال، شاحنة مساعدات إنسانية في مدينة دير البلح؛ ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وفي ذات اليوم مساء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي قصف فلسطينيين بينما كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية بالقرب من منطقة دوار الكويت جنوب مدينة غزة؛ مما أسفر عن “عشرات الشهداء والجرحى”.

وشددت على أن “قوات الاحتلال الإسرائيلية تنفذ جرائم إبادة جماعية ممنهجة تستهدف مئات الآلاف من البطون الجائعة شمال غزة”.

وخلَّفت الحرب على غزة أكثر من 30 ألف قتيل، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات؛ مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.

وانتظارًا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي في تعمد سحق الأرض وما عليها في قطاع غزة، يراقب المواطن الفلسطيني تفاصيل المفاوضات الجارية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة بوساطة مصرية قطرية، والتي تتضمن بنودها ما يتعلق بإداخال المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة مدينة غزة والشمال؛ حيث تشترط المقاومة التعجيل بذلك، بينما يواصل الاحتلال المماطلة فيه وتعمد قتل الفلسطينيين بشتى أنواع القتل قصفًا وتعذيبًا وتجويعًا، وذلك بدعم أمريكي وتخاذل عربي إسلامي، وصمت دولي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات