الإثنين 29/أبريل/2024

موجة سخطٍ عارمةٍ بعد قرار الاحتلال تقييد أعداد المصلين في الأقصى خلال رمضان

موجة سخطٍ عارمةٍ بعد قرار الاحتلال تقييد أعداد المصلين في الأقصى خلال رمضان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

أثار قرار الحكومة الإسرائيلية بتقليل أعداد المصلين في المسجد الأقصى المبارك وتقييد وصول الفلسطينيين إليه خلال شهر رمضان القادم، موجة غضبٍ وسخطٍ عارمةٍ، باعتبار هذا القرار “إعلان حرب” على الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كل العالم، كما أكد نشطاء وعلماء ومختصون على ضرورة التحرك العربي الإسلامي العاجل لوقف الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك وإحباط مساعي نتنياهو وحكومته المتطرفة لتفجير الأوضاع خلال الشهر الفضيل.

من جانبه أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب في تصريحاتٍ صحفية تعليقا على قرار منع الفلسطينيين من القدس وأراضي48 دخول المسجد الأقصى خلال رمضان بالقول: “هؤلاء يزيدون تعلق شعبنا بالأقصى ويفتحون الحرب الدينية على مصراعيها، هذا يشير فقط إلى أن هذه القيادة تقود الإسرائيلي إلى الهاوية”.

أكد الناشط السياسي والحقوقي المحامي خالد زبارقة، أنّ هناك مخططات إسرائيلية متواصلة لاستهداف الوجود العربي الفلسطيني سواء في القدس المحتلة وفي كل فلسطين، وشدد على أنّ “الاستهداف يتعلق بالبشر والرموز والطابع الديني والوطني لهذه المجموعة التي تسمى عربا أو فلسطينيين”.

وقال زبارقة في تصريحاتٍ إعلاميةٍ، رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، انّ مخططات الاحتلال تستهدف المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وهي مخططات منشورة منذ عدة سنوات وتم التداول فيها بشكل علني وواضح.

ولفت إلى أنّ “الجديد في هذا الموضوع أن هناك استغلالاً سيئًا للأحداث الجارية في غزة من اجل محاولة تمرير مخططاتهم على هذه المستويات سواء على مستوى المقدسات وتغيير هوية المسجد الأقصى المبارك بفعل القوة والشرطة والعسكر المتواجدون بشكل دائم في المسجد الأقصى، أو المخططات التي تتعلق بالبشر والأرض والجغرافيا والتي كانت في السابق يتم تنفيذها ولكن بوتيرة أقل”.

وشدد زبارقة على أنّ “الاحتلال يريد تطبيق هذه المخططات ولكن بوتيرة أسرع”.

ولفت الناشط الحقوقي إلى تصاعد الانتهاكات بحق الفلسطينيين في الداخل المحتل، قائلا: إن جمعيات حقوق الإنسان وثقت المئات من الاعتقالات التي حدثت بعد السابع من أكتوبر للنشطاء العرب من الشباب والفتيات المؤثرين والبارزين، والوجهاء، بسبب أي تحرك بسيط للاحتجاج على العدوان ضد غزة.

وأشار إلى أنّه تمّ تسريح الشباب والصبايا من أعمالهم، أو من جامعاتهم وكلياتهم بسبب حالة التضامن الطبيعية التي حدثت مع قطاع غزة وخاصة الحالة الإنسانية الموجودة.

وقال زبارقة: الآن يتم تطبيق نظام حكم عسكري على الداخل الفلسطيني وعلى مدينة القدس غير معلن، ولكنه عسكري بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وأشار إلى أنّ مدينة القدس وخاصة المدينة القديمة إلى ثكنة عسكرية بشكلٍ كامل، وتمّت محاولة تفريغ المدينة من العرب والفلسطينيين، وتفريغ المسجد الأقصى المبارك من المصلين والمرابطين فيه.

وتابع بالقول: التضييق ووضع التقييدات على حالة دخول المسلمين إلى الصلوات في المسجد الأقصى المبارك والدليل على ذلك الأعداد البسيطة التي تستطيع أن تدخل بعد أن تتعدى كل الحواجز التي وضعت قبل الدخول إلى بوابات المسجد الأقصى المبارك، وهي أعداد قليلة جدا ولا تشكل أي أرقام حقيقية للقادمين للمسجد.

وشدد زبارقة على أنّ الجدل الحالي في الحكومة الإسرائيلية بخصوص وضع تقييدات على دخول المسلمين في شهر رمضان إلى المسجد الأقصى المبارك هو مؤشر خطير جدًا ويجب أن يقلق الجميع، وخاصة أننا نتحدث عن شهر عظيم وشهر مبارك وله رمزيته الدينية والوطنية في وجدان كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني.

وحذر من أنّ الاحتلال يسعى لتغيير واقع المسجد الأقصى المبارك بحجة وذريعة الأحداث الأمنية الحاصلة في غزة.

وعبر زبارقة عن أسفه من أنّ حالة الصمت التي تسود العالم العربي والإسلامي وحالة الدعم الرسمي لسياسات الحكومة المتطرفة الإسرائيلية هي التي جرأت نتنياهو وحكومته المتطرفة على الإقدام على مثل هذه السياسات ومحاولة تنفيذها على أرض الواقع.

ولكنه عبّر عن تفاؤله في الوقت ذاته بفشل مخططات حكومة الاحتلال قائلا: كما علمتنا التجارب في مثل هذه الأحداث، فهذه السياسات ستفشل، لأن سياسات الأبارتهايد والفصل العنصري والسياسات المتطرفة لم تنجح في أي مكان في العالم ولن تنجح هنا في بيت المقدس.

قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتقليص أعداد المصلين من أراضي48 والضفة الغربية خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك هو إعلان حرب إسرائيلية على الفلسطينيين بأراضي48.

وأضاف بيان المتابعة، “حذرت لجنة المتابعة للجماهير العربية، من نية حكومة الحرب، القبول بطلبات الوزير المستوطن العربيد ايتمار بن غفير، لفرض قيود على دخول المسلمين من فلسطينيي الداخل، وفلسطينيي القدس، إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، بعد فرض قيود مشددة على فلسطينيي الضفة، وحظر فلسطينيي قطاع غزة بطبيعة الحال، في ظل حرب الإبادة المستمرة على شعبنا”.

وأردف البيان، “شهر رمضان الفضيل هو شهر عبادة وتقوى، إلا أن العقلية العنصرية التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية جعلته شهر استفزازات وتهديدات وقمع وحرمان لحرية العبادة لأصحاب الوطن والمقدسات وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.

وتابع، “الشروط التي يطلبها بن غفير، ويوافق عليها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، بحسب ما ينشر في وسائل الإعلام، هي إعلان حرب شاملة علينا، وهي مقدمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى تمهيدًا لهدمه، بحسب ما يسعى له المستوطنون والمتطرفون عامة على مدى السنين”.

وأضافت المتابعة في بيانها، “المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا حق لغيرهم في الدخول إليه وإدارة شؤونه، ولن نتنازل عن حرية الدخول إلى المسجد الأقصى، في هذا الشهر الفضيل، وفي كل يوم وساعة”.

وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: “هذا القرار لن يمرّ أبدًا، لا هنا ولا في العالم، محاولات تفريغ الأقصى ستفشل ومعها ستفشل مخططات هؤلاء”.

ودعا بركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى العمل من أجل وقف هذا التصعيد الخطير إلى جانب حرب الإبادة في غزة.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) حذرا من اشتعال المنطقة جراء القيود على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على مقترح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقييد دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى المبارك خلال رمضان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات