الإثنين 06/مايو/2024

خبير عسكري: تداعياتٌ كبيرةٌ لعملية المقاومة النوعية في المغازي على الاحتلال ونتنياهو

خبير عسكري: تداعياتٌ كبيرةٌ لعملية المقاومة النوعية في المغازي على الاحتلال ونتنياهو

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مُركبة شرق مخيم المغازي، أدت إلى مقتل أكثر من 21 جنديًا وضابطًا صهيونيًا باعترافات جيش الاحتلال.

وقالت الكتائب إنّ مجاهديها استهدفوا منزلا تحصنت فيه قوة هندسة صهيونية بقذيفة مضادة للأفراد أدت لانفجار الذخائر والعتاد الهندسي الذي كان بحوزتها ونسف المنزل بشكل كامل عليها.

ونوهت إلى أنّه وبالتزامن مع ذلك دمر المجاهدون دبابة “ميركفاه” كانت تؤمن القوة بقذيفة “الياسين 105″، كما قاموا بتفجير حقل ألغام بقوة صهيونية أخرى كانت تتواجد بنفس المكان، مما أدى لإيقاعهم جميعا بين قتيل وجريح وانسحب المجاهدون إلى قواعدهم بسلام.

بدوره أكد الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة في تصريحاته لـ المركز الفلسطيني للإعلام أنّ “هذه العملية بعد فضل الله سبحانه وتعالى سيكون لها تبعات كبيرة على الجيش الصهيوني وعلى نتياهو أيضًا”.

وقال المقابلة: “بداية لا بد أن أقول كمحلل عسكري أنّني أشكك في هذا الرقم، ومن باب اليقين فإنّه أكبر من ذلك بكثير”.

ويشرح سبب اعتقاده السابق بالقول: إنّ التفجير تمّ أثناء تفخيخ المباني، وماذا يعني ذلك، أنّ الأسلوب الذي كنّا نراه في تفخيخ المربعات السكنية تكون المساحة كبيرة نوعًا ما، وهذا يعني أنّ هناك عددًا كبيرًا من جنود وضباط سلاح الهندسة، يقومون بزرع الألغام، وهؤلاء يقدرون بالعشرات، وهؤلاء أثناء قيامهم بمهامهم لا بد أن يكونوا محاطين بما يُسمّى “طوق الحماية” الخارجي، لتأمين عملهم، وهذا الطوق الأمني سيكون تعداده أيضًا بالعشرات.

ولفت إلى أنّ “كمية المتفجرات الموجودة في المباني، كمية كبيرة جدًا، لتكوين عملية عصف كبيرة جدًا وتدمير من الصعقة الأولى، وهذه القوات أيضًا معها قوات مدرعة لتؤمن الحماية لجنود المشاة المحيطين بالطوق الخارجي”.

وتابع المقابلة بالقول: أنا أقدر عدد القتلى في هذه العملية بأنّه مكون من ثلاثة أرقام مائة فما فوق، وذلك لأنّ العمل يحتاج لعدد بشري كبير، وكمية المتفجرات كبيرة جدًا وستؤدي لعصف في مساحة وقطر كبير جدًا، ما يترتب عليه خسائر كبيرة جدًا أيضًا.

وقال المقابلة إنّ هذه العملية النوعية وما جرى فيها من تفاصيل تدلل على أنّ العدوّ الصهيوني دخل إلى تلك المنطقة وقام بعمليات زراعة الألغام، دون أن يكون لديه أي معلومات استخبارية دقيقة بما يوجد في تلك المنطقة (فشل استخباري)، وهذا يؤشر على أنّه لم يقم بتمشيط المنطقة ولم يتأكد من خلوها من المقاومين.

وتابع بالقول: أؤكد أنّ المقاومة كان لديها نجاح استخباري باهر بحيث أنّها كانت ترصد عمل تلك القوة وطبيعة مهمتها وواجبها وقاموا بقصفها في اللحظة المناسبة، وصاروخ واحد كان كفيلاً بإشعال كل هذه المتفجرات التي أعدت أصلاً للتفجير وتنتظر الصعق.

وشدد على أنّ ما حققته المقاومة في هذه العملية سيشكل ضربة نوعية كبيرة، ستترك أثراً كبيرًا على الجمهور الإسرائيلي في تل أبيب، الذين لن يتحملوا مثل هذه الضربات النوعية، وهم يعلمون أنّ العدد أكبر من ذلك بكثير.

وأضاف المقابلة: رأيت أن الأسماء التي نشرت من الإعلام الصهيوني من 21 اسما من يهود “الأشكنازم” والباقين من المستوطنات، وهؤلاء هم يهود أوروبا والغرب الذين لهم امتداد عائلي ولهم جنسيات تبحث وتهتم بهم، ولم يستطيعوا إخفاء الأسماء.

أما باقي القتلى، بحسب المقابلة، فهم على الأغلب من المرتزقة أو من يهود إفريقيا والفلاشا الذين ليس لهم امتداد عائلي، أو سيتم الإعلان عنهم تدريجيا لامتصاص غضب الشارع الصهيوني.

ولفت إلى أنّ “هذا سيكون له أثر نفسي كبير مُحطّم على باقي أفراد القوات الصهيونية في قطاع غزة، لأنّها باتت تعيش في كابوس، ويمكن تفجيرها أثناء عمليات التفخيخ التي تقوم بها لتفجير المربعات السكنية في غزة”.

ومن جانب آخر أوضح المقابلة، أنّ القوات الإسرائيلية تطلق أحياناً النار بدون وعي وكرد فعل، مما يساهم في زيادة عدد قتلاهم كما أعلنت المقاومة في عملية الأمس التي قام بها طيران الاحتلال بقصف دبابة عجز عن سحبها من المعركة.

وحول رؤيته لمدى الذهاب بالعدوان على غزة واستمراره، رأى المقابلة أنّ نتنياهو ومجموعة مّمن معه في الحكومة لديهم إصرار حقيقي على الاستمرار في هذه الحرب إلى أطول مدى ممكن، والتخلص من عقدة أنّ كيانهم لا يتحمّل حروبًا طويلة.

ولفت المقابلة إلى أنّ “الدولة العميقة في إسرائيل والجمهور الصهيوني لا يستطيع القبول بسياسة نتنياهو في المضيّ لحربٍ طويلة، والآن هم في مأزق كدولة وجمهور وحكومة، وأمريكا في مأزق كيف يخرجون من أزمة فقدان قوة الردع في المنطقة”.

واستدرك بالقول: لأنّ القبول بشروط المقاومة، أو الانسحاب ووقف إطلاق النار، سيكون هزيمة علنية للكيان الصهيوني، وهذا يعني فقدان قوة الردع في قادم الأيام، وأمريكا والدولة العميقة في الكيان الصهيوني لا يريدان ذلك، فما الحل؟

وخلص المقابلة للقول: أرى أنهم سيضحون بنتنياهو وحكومته المتطرفة، وبإيعاز وترتيب من أمريكا، ليتحمّل نتنياهو عار الهزيمة، ويتحمّل الفشل الذي لا تتحمله حسب منظورهم دولة إسرائيل، ويتم إسقاطه من خلال إسقاط مجلس الحرب بانتخابات مبكرة بمطالب شعبية إسرائيلية، لتأتي حكومة جديدة تفاوض حماس وتحرر الأسرى وتظهر كأنّها أنقذت إسرائيل وأنقذت الأسرى والذي يتحمّل العار والهزيمة نتنياهو كحكومة، وهنا تكون أمريكا قد ضحت به، وهذا يتوافق مع السياسة الأمريكية التي تقول: لا صداقة ولا وفاء إلا لمصالحنا، وإسرائيل تعتبر مصلحة لها، لكن نتنياهو ليس مصلحة لها.

من جانبه يرى الخبير العسكري فايز الدويري إلى أن سقوط العدد الأكبر من القتلى من بين جنود وضباط الاحتياط سيزيد تداعيات الحادث، موضحا أن هذه الفئة تكون من الآباء وكبار السن ممن لهم ثقل في القاعدة المجتمعية والسياسية والاقتصادية، وصوتهم يعلو في بعض الأحيان على صوت السياسيين بحكم العمر والعلاقات.

وأوضح، في تحليله لعملية المغازي، اليوم الثلاثاء، لفضائية الجزيرة، أن التداعيات لهذا الحادث ستكون خطيرة وعلى مستويين، الأول زيادة الإجرام والتدمير والقصف واستهداف المدنيين من أجل إشفاء الغليل والحقد الناتج عن الحادث، والآخر على المسارين السياسي والعسكري، وستكون أكبر من تداعيات حادثة انفجار الشاحنة التي كانت تحمل المتفجرات وقتلت وجرحت نحو 30 عسكريا.

ويرى الدويري أن من شأن هذه الحادثة أن تزيد عدد المعارضين للحرب وترفع صوتهم، حيث ستفرض تلك الآثار تداعيات ضاغطة باتجاه إيقاف العملية العسكرية مع ثبات فشلها وكذب ومراوغة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مزاعم تقدمها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات