الإثنين 29/أبريل/2024

حرائر غزة يكتبن رسائل “الحمام الزاجل” و”الفيسبوك” بالدموع والدمّ بوجه العدوان

حرائر غزة يكتبن رسائل “الحمام الزاجل” و”الفيسبوك” بالدموع والدمّ بوجه العدوان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لعله وبعد نهاية هذا الفصل المظلم المتواصل بتاريخ حياة البشرية الصامتة على العدوان الغاشم على غزة ومجازر الإبادة الجماعية التي تتواصل في صفحاتها وتكتب بالدم والقهر والدموع، لن نجد ديوانًا يمكن أن يحتوي كل تلك القصص الإنسانية التي تم توثيقها بالصوت والصورة لمجتمعٍ دوليٍ يقوده من قست قلوبهم حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة.

تتنوع محكيات الظلم والقهر في حياة حرائر غزة فكلٌ حرة منهنّ إن لم تلتحق في قوافل الشهداء التي كان أكثرها منهن، فإنّها تمتلك من تلك القصص الإنسانية والحكايا ما تتفطر منه القلوب وتشيب لهوله الرؤوس، وتمتلئ بوجعه الصحائف والمجلدات التي ستكتب بمداد الحب والتضحية والقهر والإيثار والصبر الذي أعجز العالم كله.

“ديما نخالة”.. إحدى حرائر غزة التي تروي بوجع القلب ودموع العين صفحة من صفحات القهر التي يعيشها أهل غزة كل دقيقة وكل يوم، فتقول: “استشهد خالي د. خليل النخال و ابنه وانسباؤه، وأسر جنود الاحتلال زوجي خلال نزوحنا من غزة بعد قصف عنيف لمنطقتنا واحتجزوني يوما كاملا”.

وتتابع بالقول: “خرجنا من تحت النيران والقصف المدفعي والجوي والبحري بعد ان دمروا منطقتنا بالكامل، وبينما كنا نسير مع المئات من المواطنين اخرجني جنود الاحتلال واقتادوني وابني واخذو زوجي بعد ان اهانونا وسرقوا موبايلاتنا وكل ما نملك”.

وتضيف نخالة: احتجزوني 7ساعات متواصلة وسط الدبابات والغبار وناقلات الجند وبالنهاية في الظلام حيث لا يوجد انسان ولا حيوان على مرمى البصر اطلقوا سراحي وحيدة بدون زوجي، تفاوضت معهم اكثر من نصف ساعة لكي يخرجوا زوجي سامر رفضوا وهددوني بالسلاح ان لم ارحل”.

“ومشيت بالرعب وحيدة مع ابني ذو العشر سنوات و الظلام والجثث تحيط بي”، تتابع سرد قصتها.

وتروي كيف خذلتها سيارات الصليب الأحمر حين وجدتها: “استنجدت بهم لكي يخرجوني من المكان رفضوا..  طلبت منهم ان اجري اتصالا هاتفيا ايضا رفضوا”.

وتضيف: باختصار .. لا أعلم أين كنت ولا اين وصلت بعد المشي مئات الأمتار”.

وتقول نخالة: وجدني  اناس واخرجوني من المنطقة المرعبة ونمت عند اناس لا اعرفهم بمنطقة السوارحة، وفي اليوم التالي وصلت لآهلي بمعجزة بالزوايدة.”

ووجهت رسالة “تأمل فيها من كل من يستطيع المساعدة بمعرفة اي خبر عن زوجي سامر ان يتواصل معي”.

وختم رسالتها بالوجع والدموع قائلة: “اللهم اخرج لي سامر من بين ايدي هؤلاء الطغاة واحفظه وارعاه واحرسه بقدرتك ومشيئتك وعينك التي لا تنام”.

وتتوالى قصص الألم التي تخطها حرائر فلسطين كل يوم، مع تلك “الرسالة الورقية” التي كتبتها زوجة الصحفي ساري منصور بعد انعدام وسائل الاتصال الالكترونية بسبب قطع الكهرباء والانترنت في قطاع غزة.

وتقول فيها ولا تعلم أنها ستكون الرسالة الأخيرة: “ظليت أنا والأولاد نستنى فيك من الصبح وما أجيت”.

وتابعت رسالتها المؤثرة: “زعلنا كثير والله، وظليت أحكي عدو إجا وما إجيت الله يسامحك”.

وختمت رسالتها بأمنية لن تتحقق بعد ارتقى زوجها بقصف الاحتلال: تعال بكرة تغدى بيننا.. شو رأيك أصير أبعثلك مراسيل مع الحمام الزاجل؟!”..

وبين رسالةٍ وصلت وأخرى لم تصل، تبقى نساء غزة وفلسطين صابرات صامدات ينتظرن عودة الرجال من ميادين العز والجهاد، أو ينتظرن “الشهادة” والالتحاق بقوافل الشهداء، وما بدلن تبديلا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات