الإثنين 29/أبريل/2024

“إستراتيجية العناق الأمريكي” لحكومة نتنياهو إلى أين وصلت؟

“إستراتيجية العناق الأمريكي” لحكومة نتنياهو إلى أين وصلت؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تتواصل التحليلات والنقاشات الموسعة حول التحوّل في الموقف الأمريكي، أو لنقل بشكلٍ أدق “الخطاب الأمريكي” تجاه حكومة المتطرفين التي يقودها نتنياهو، وانتقاد الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئ وبشكلٍ حادٍ لها، وماذا يقف خلف هذا الموقف من أسباب، رأت فيها صحيفة أمريكية مجرد بداية لانتهاء “إستراتيجية العناق الأمريكي لحكومة نتنياهو” التي لم تنتهي حدودها بعد، ولكنها توشك أن تقترب.

وظهر ذلك جليا في خطوات عملية من خلال تعليق أمريكا لترخيص بيع 20 ألف بندقية لإسرائيل بسبب مخاوف من المستوطنين المتطرفين، وكذلك إعلان الخارجية الأمريكية في تصريحات صادرة عنها أنّه لا يمكن هزيمة فكرة في ساحة المعركة وأن وقف إراقة دم المدنيين بات ضرورة.

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي ياسر الزعاترة في هذا التحول ضمن سياق “تصاعد الرفض لحرب الإبادة في غزة”، مؤكدًا أنّه حين يبدأ “صهيوني متطوّع” مثل بايدن بانتقاد سلوك الكيان في غزة، ويتبعه التحالف الأنجلوساكسوني باستثناء بريطانيا، فهذا يعني أنه بدأ يخسر سياسيا بعد خسارته للرأي العام.

ولكنّ الزعاترة لا يذهب في تفاؤله بعيدًا، قائلا إنّه: “يصعب التعويل على ذلك في ظل سُعار الغزاة، لكنه مهم”، وفي المقابل يرى أنّه “لو تحرّك العرب فسيكون وقف الحرب ممكنا”، على حد تعبيره.

بدوره قال الإعلامي حافظ المرازي إنه يجب ألا نبالغ في أهمية تصريحات بايدن باختلافه مع نتنياهو واثنين من وزرائه بشأن مستقبل غزة” ، مؤكدًا أنّ “هذا لا يعني خلافا مع إسرائيل أو استمرار حربها الوحشية على شعب أعزل، بل هو جزء من نقاش داخلي بين اعضاء مجلس الحرب الموحد وائتلاف عسكري مشترك، يشارك في جلساته وقواته الرئيس الأمريكي ووزيراه في الخارجية والدفاع”.

ويتابع المرازي بالقول: بالتالي، بايدن وبلنكنه يقفان مع غانتس والوزراء المتنافسين سياسيا على يسار نتنياهو وعصابته من أقصى اليمين، لافتا إلى أنّ ما يجري “انقسام قائم داخل إسرائيل وأمريكا، غطت عليه فقط احداث السابع من اكتوبر، وعاد إلى السطح لطول مدة الحرب والفشل في حسمها عسكريا”.

وشدد على أنّ “الانقسام نفسه في أمريكا بين رؤية ممولي الحزب الديمقراطي وممولي الحزب الجمهوري تجاه من يحكم في إسرائيل وتجاه المستوطنات”.

أمّا الكاتب الصحفي بسّام بدارين، فيؤكد في تصريحات صحفية أنّ السرّ يعود في تحول موقف بايدن تجاه نتنياهو بسبب التقارير التي وضعت بين يدي الرئيس الأمريكي حول تواصل نتنياهو مع ترامب، الأمر الذي جعله يشعر بالخطر على مستقبله السياسي في الانتخابات المقبلة لا سيما بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تقدم ترامب عليه بخمس نقاطٍ في الولايات المتأرجحة.

وفي السياق ذاته ذكر موقع أكسيوس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استحضر قصف ألمانيا وقنبلة اليابان الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تحدث عن القصف العشوائي الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن بايدن رد على نتنياهو بأن قصف ألمانيا واليابان أدى إلى إنشاء منظمة دولية بعد الحرب العالمية لعدم تكراره.

كما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤولين -لم تسمهم- أن إستراتيجية العناق الأميركي لحكومة نتنياهو لها حدود ولكن الوقت لم يحن لقول كفى.

بدورها نقلت صحيفة أكسيوس عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أنّ إدارة بايدن تعلق مرة أخرى ترخيص بيع أكثر من 20 ألف بندقية أميركية الصنع لإسرائيل.

وأكد المسؤولون الأمريكيون تعليق ترخيص بيع البنادق لإسرائيل جاء بسبب مخاوف من هجمات مستوطنين بالضفة الغربية.

أما الخارجية الأميركية فقد أرجأت صفقة بيع البنادق لإسرائيل للمراجعة بعد أسابيع من الموافقة عليها.

ولفتت إلى أنّ إدارة بايدن قلقة إثر وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي بشأن أمر لبن غفير بعدم اعتقال المستوطنين العنيفين.

وفي تحول مفاجئ في خطاب وزارة الخارجية الأميركية، أكدت في تصريحات صادرة عنها الأربعاء أنّ إنهاء الصراع هدف نتشاركه مع العالم، ولا نريد استمرار هذه الحرب يوما واحدا أكثر مما هو ضروري.

وشددت الخارجية الأمريكية على أنّه يجب إصلاح وتنشيط السلطة الفلسطينية للمضي نحو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وحكمهما.

وأكدت أن السلطة الفلسطينية ليست بوضع يسمح لها بإدارة غزة لكننا نعتقد أنها ممثل للشعب الفلسطيني.

وقالت: نتفهم نية إسرائيل تقليل الإصابات بين المدنيين، لكن ما يهم هو النتائج فآلاف المدنيين قتلوا.

وشددت على أنّه “لا يمكن هزيمة فكرة بساحة المعركة، ويجب تقديم إجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني مع نهاية الصراع”.

وأكدت الخارجية الأمريكية على أنّ فتح معبر كرم أبو سالم لعمليات التفتيش أمر جيد، ولكن يجب فتحه لنقل البضائع والمساعدات.

ولفتت إلى أنّ فتح المعبر سيخفف الضغط عن معبر رفح وسيساعد في وصول المساعدات بشكل أسرع وأكبر.

ورغم كل ما سبق فإنّ استمرار منح الضوء الأمريكي الأخضر لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية على غزة وقتل المدنيين ومنع دخول المساعدات والأغذية والدواء لأهل القطاع المنكوب، سيبقى هو الدليل القاطع على شراكة أمريكا في جرائم الإبادة الجماعية بحق الغزيين والإصرار على استمرارها، حتى يثبت العكس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات