الإثنين 29/أبريل/2024

إبراهيم ومراد نمر.. أخوة الدم ورفقاء الاشتباك حتى الشهادة

إبراهيم ومراد نمر.. أخوة الدم ورفقاء الاشتباك حتى الشهادة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تتمكن سجون الاحتلال من كسر إرادة الفلسطيني المناضل، أو تخفيف ثورته النابضة بالحياة، المنطلقة إلى تحرير كامل ترابه المقدس واسترداده ممن سلبه عنوةً على غفلة من الزمن، بل صنعت من ساكنيه أبطالاً يخططون لمعاركهم التي لم تنته بعد، بل ازدادت زخماً بمكوثهم فترةً داخل السجن.

إرادةٌ أقوى من فولاذ السجن الحائل بين الأسرى والحرية، وأخوةٌ جمعتها رابطة النسب علاوةً على علاقة البحث عن الحرية في هذا العالم المظلم الذي يصف الضحية بالإرهاب ويمنح المجرم المعتدي الحق في القتل بلا حساب، إضافة إلى اعتقال الضحية بلا سبب، وارتكاب كافة أشكال الآثام وألوان العدوان.

سكن الشقيقان الشهيدان إبراهيم ومراد نمر في بلدة صور باهر جنوبي القدس المحتلة، كسائر الفلسطينيين الذين يعانون من الاستيطان الذي يحيط بالبلدة كإحاطة السوار بالمعصم، إضافة للاستيطان الصهيوني المتغلغل داخل البلدة، وكذلك الوجود الاحتلالي الجاثم فوق أرضهم منذ عام 1948.

انتمى الشهيدان لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الحركة التي أذاقت الاحتلال ألواناً من العذاب في طريقها نحو الحرية، ونتيجةً لهذا الانتماء الوطني تعرض مراد (38 عاماً) للأسر عام 2010 وحكم عليه بالسجن الفعلي مدة 10 أعوام.

خاض مراد خلال أسره معارك نضالية كثيرة واجه عبرها السجان بكل ما امتلك من وسائل، رافضاً الظروف المحيطة به، مطالباً بتوفير احتياجات الأسير، ففي عام 2012 خاص إضراباً عن الطعام استمر لفترة طويلة حتى تمكن من انتزاع مطالبه الاعتقالية وتحسين ظروف حياته وسائر زملائه داخل السجن.

ونتيجةً لحالة التحدي التي صنعها مراد تجاه إدارة السجن أصدر الاحتلال ضده حكماً بالعزل عن بقية السجناء في زنزانة منفردة مدة عامين، حتى جاء العام 2020 وأطلق سراحه، ليصبح حراً طليقاً في مدينة القدس.

أما إبراهيم (30 عاماً) فقد تعرض للاعتقال على خلفية الانتماء لحركة حماس، وأثناء الاعتقال شهد هو الآخر على وحشية الاحتلال وآلة قمعه الاعتقالية ثم أفرج عنه عائداً إلى صور باهر في القدس المدينة التي نشأ فيها ويشتاق قلبه إليها دون أن يحجزه أي مانع.

لم يكسر السجن إرادة الشهيدين إبراهيم ومراد، بل على العكس من ذلك صنعت محنة الأسر منهما مقاتلين جريئين يستبدلان الردى بالاستشهاد، ففي صباح يوم الخميس الموافق 30 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023 في محطة لانتظار الحافلات في ضاحية راموت الاستيطانية عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة القدس المحتلة أطلق الشهيدان رصاصهما باتجاه المستوطنين المتواجدين في المحطة.

أدت هذه العملية إلى مقتل 3 جنود على الأقل وإصابة العديد من المستوطنين بجراح بين خطيرة ومتوسطة، وارتقاء الشهيدين إلى العلا بعد خوضها معركة بطولية سيسجلها التاريخ النضالي الفلسطيني المعاصر بماء الذهب، على الرغم من حجم الهجمة الإسرائيلية على كل ما هو فلسطيني فوق أرضنا المحتلة.

وذكرت مصادر إعلامية أنّ الشهيدين المنفذين وصلا بمركبتهما من صور باهر إلى مكان العملية (المدخل الشمالي الغربي للقدس) ونفذا عمليتين مزدوجتين الأولى دهسًا، والثانية إطلاق نار.

وضمن سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد المقاومين وأهاليهم سارعت مجموعة من قوات جيش الاحتلال إلى مداهمة منزل عائلة النمر في صور باهر وشرعت بالتحقيق مع العائلة.

ليس غريباً أن ينطلق شابان فلسطينيان من بلدة صور باهر بالقرب من مدينة القدس التي تعاني من الاستيطان والاحتلال إلى تنفيذ أعمال مقاومة، فأرضهم محتلة، ووطنهم مصادر، وما تزال المقاومة في مناطق الضفة الغربية والقدس تشهد تصاعداً ملحوظاً مع استمرار الهجمة على قطاع غزة وأراضي الضفة الغربية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات