الأحد 05/مايو/2024

إسرائيل تنفق بلا هوادة لترويج روايتها الكاذبة.. ورواية الحق الفلسطيني تتقدم!

إسرائيل تنفق بلا هوادة لترويج روايتها الكاذبة.. ورواية الحق الفلسطيني تتقدم!

المركز الفلسطيني للإعلام

تستغل قيادات الاحتلال قدراتها المالية والدعم الغربي الرسمي في الترويج لروايتها، وتحاول إسرائيل شراء ذمم مؤثرين وممثلين ووسائل إعلام مختلفة حول العالم.

وبلغ حجم دعاية الاحتلال منذ عملية طوفان الأقصى وحتى الآن، أكثر من 8 ملايين دولار على منصة يوتيوب وحدها، حسب البيانات التي يوفرها موقع سيمرش.

واختارت خارجية الاحتلال موقع يوتيوب لنشر نحو 100 مقطع دعائي للترويج للرواية الإسرائيلية، التي تربط في أغلبها بين حركة حماس والإرهاب.

ورغم الانفاق الهائل، والغطاء السياسي، وتبني الإعلام الغربي الرسمي للرواية الإسرائيلية حتى بعد ثبوت زيفها وكذبها، إلا أن رواية الاحتلال لم تعد تلقى قبولا في المجتمعات الغربية والأمريكية، كما كانت في الماضي، وباتت الرواية الفلسطينية تظهر وتنمو في كل أرجاء العالم، وتلاقي قناعة وقبولاً ودعما في أوساط شعبية ورسمة غربية وعالمية.

استهداف دول غربية كبرى

وحسب موقع سيمرش، تركز إسرائيل على ظهور هذه المقاطع الدعائية في 3 دول رئيسية، جاءت على النحو التالي:

أولاً فرنسا وهي أعلى الدول بنسبة إنفاق بلغت 4.6 ملايين دولار، وبلغ عدد ظهور المقاطع الدعائية فيها أكثر من 535 مليون مرة. تلتها ألمانيا بلغ حجم الإنفاق 2.4 مليون دولار، ومرات الظهور على منصة يوتيوب أكثر من 284 مليون مرة. ثم جاءت المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة، ووصل حجم الإنفاق 1.2 مليون دولار، وعدد ظهور المقاطع الدعائية أكثر من 250 مليون مرة.

بالإضافة إلى دول أخرى في أوروبا وخارجها، بلغ حجم الإنفاق فيها 300 ألف دولار، وعدد مرات الظهور نحو 43 مليونا.

رسائل يثبت كذبها

وعند تحليل المقاطع الدعائية التي نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة يوتيوب منذ السابع من أكتوبر الجاري، فهي تتشابه جميعها في الرسالة الموجهة للجمهور الأوروبي. ويكتشف الجمهور لاحقا زيف هذه الرسائل بأبسط الأدوات، أو من خلال مقطع بسيط متداول عن فداحة دموية إسرائيل، واستدافها الأطفال والمدراس والمستشفيات عمدا.

وتتضمن المقاطع أربعة رسائل رئيسية، هي ربط حماس بالإرهاب، وترهيب العالم منها، ثم يختتم كل مقطع دعائي بجملة صريحة وواضحة “قف مع إسرائيل”، بالإضافة إلى توظيف صور لأطفال ومسنين من أجل التأثير في المزاج العام، وإضفاء المشروعية على ما تقوم به إسرائيل من قتل وهدم وقصف على القطاع.

ويلفت الانتباه اختيار إسرائيل لدول محددة مؤثرة في العالم الغربي لنشر روايتها، لتوجيه الرأي العام في هذه الدول، وما يتبعه من توجيه لوسائل الإعلام في تلك الدول التي تتبنى هذه الرواية مباشرة دون تحقق، متجاوزة الضوابط المهنية والأخلاقية بشكل علني.

محاربة المحتوى الفلسطيني

وأمام هذه الآلة الدعائية والإعلامية التي تحركها الأذرع المختلفة للاحتلال الإسرائيلي، يعاني النشطاء الفلسطينيون ومؤيدو القضية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي من الحجب والتقييد المستمر.

وحجت العديد من منصات التواصل الاجتماعي صفحات فلسطينية كبرى منذ بداية الحرب منها صفحة “شبكة قدس الإخبارية” على فيسبوك، وعليها أكثر من 10 ملايين متابع، وصفحة “عين على فلسطين” على إنستغرام وعليها أكثر من 6 ملايين متابع. وفي السابق حذف الفيسبوك صفحة للمركز الفلسطيني للإعلام، بعد أن وصلت 5 ملايين متابع.

وفي حديثه لحلقة (2023/9/8) من برنامج “ما خفي أعظم”، يقر المدير السابق لوحدة السايبر الإسرائيلية، إيريك باربينغ بالعمل الذي تقوم به إسرائيل، حيث تطلب وبشكل رسمي ومنمق من شركة ميتا بحذف الكلمات أو الجمل المناهضة لها وحتى الصور أو الإعجاب بصور الشهداء الفلسطينيين، ويقول إن السواد الأعظم من المحتوى تتم إزالته من فيسبوك والشبكات الأخرى.

تزايد الوعي العالمي

ورغم كل القيود المتواصلة على المحتوى الفلسطيني في الإعلام الرسمي الغربي ووسائل التواصل الاجتماعي، في مقابل الدعم اللامحدود للرواية الصهيونية بل تبنيها بالكامل دون مراعاة لمعايير المهنية والموضوعية، إلا أن تزايد الفشل الإسرائيلي في تصدير روايته للعالم بدا ملحوظا ومتزايدا.

ويرى خبراء ومحللون أن رواية الحق الفلسطيني بسيطة وواضحة حتى لو تم تقييدها، في حين أن استناد الاحتلال في روايته على أكاذيب متواصلة، جعل منها رواية منبوذة في ظل تنامي الوعي الشعبي العالمي بما يدور من أحداث حول العالم.

المحلل السياسي شاكر الأنباري يرى أن: تلك الصورة عن الفلسطيني، والعربي، والمسلم، التي صنعتها الدعاية الأميركية، والصهيونية، وروجت لها في وسائل الإعلام لم تعد مقبولة اليوم لدى المواطن الأوروبي.

وتابع الأنباري في مقالة بعنوان “أوروبا الشعوب لا تؤيد الرواية الإسرائيلية” أن الفلسطيني والعربي والمسلم، صار له صوته في تحليل الأحداث، وتكوين وجهة نظر حولها، خاصة بوجود جيل جديد هجين بين ثقافات متعددة دون نسيان هويته.

وأوضح: “وذلك لأن الأوروبي عاش مع جاره الفلسطيني والعربي والمسلم، جنبا إلى جنب، ودخلوا المدرسة سوية منذ الطفولة، وعملوا معا، وتشاركوا الطعام معه في الاحتفالات، والسفرات، والعطل الرسمية، والمناسبات”.

وأكد أن إسرائيل فشلت على الصعيد الشعبي في تتويج انتصارها الإعلامي، حتى ضمن وسائل الإعلام الأوروبية، فالرواية الإسرائيلية لم تعد هي الرواية الوحيدة، لذلك شاهد الجميع المظاهرات العارمة في معظم الدول الأوروبية، وهي تحمل الأعلام الفلسطينية.

نجوم هوليود

وأرسل العشرات من الممثلين والفنانين في هوليود، ومن بينهم الكوميدي جون ستيوارت والممثل الحائز على جائزة الأوسكار خواكين فينيكس، رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يحثونه فيها على الضغط من أجل وقف الحرب في قطاع غزة.

وانضم هؤلاء النجوم للعشرات من المؤثرين حول العالم، الذين يطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال النجوم في رسالتهم: الأطفال والأسر في غزة استنفدوا عمليًا الغذاء والماء والكهرباء والأدوية، والوصول الآمن إلى المستشفيات، بعد أيام من الغارات الجوية وقطع جميع طرق الإمداد.

وأضافوا: “لقد نفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعد ظهر الأربعاء، مما أدى إلى توقف الكهرباء والمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، ولم يعد بإمكان معظم السكان الحصول على مياه الشرب من مقدمي الخدمات أو المياه المنزلية عبر خطوط الأنابيب، لقد وصل الوضع الإنساني إلى مستويات مميتة، لذا يجب أن تسود الرحمة والقانون الدولي”.

صحفيون في BBC مستاؤون منها

وعبّر صحفيون في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن غضبهم من انحيازها للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين تساهلها الشديد مع كيان الاحتلال وتجريد المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم”، خلال تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبحسب صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، أخذ الكثيرون من صحافيي بي بي سي إجازات من العمل أو تجدهم يبكون في المكاتب.

وأثيرت هذه المخاوف من كبار المحررين في اجتماع هذا الأسبوع، وأرسل بريد إلكتروني محوره أنّ “بي بي سي” تعامل حياة الإسرائيليين على أنها أفضل من حياة الفلسطينيين إلى المدير العام تيم ديفي، وفق ما نشرته صحيفة العربي الجديد.

وفي سياق متصل، نشر العديد من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي رفضهم قبول رشاوى إسرائيلية كبيرة مقابل دعم وترديد أكاذيبهم.. يقول هؤلاء: هذا فظيع.. مثير للاشمئزاز.. لن نبيع الفلسطينيين بأي مبلغ.. ولا يمكنكم شراء دعمنا للإبادة الجماعية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات