الإثنين 06/مايو/2024

ضابط أميركي: حماس أصبحت رمزًا لمقاومة الاحتلال ولا يمكن القضاء عليها

ضابط أميركي: حماس أصبحت رمزًا لمقاومة الاحتلال ولا يمكن القضاء عليها

المركز الفلسطيني للإعلام

قال ضابط الاستخبارات العسكرية الأميركي السابق سكوت رايتر، إن حركة حماس انتصرت بالفعل بعمليتها المعقدة والمتقدمة في السابع من أكتوبر، مؤكدا أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية.

ونقلت الجزيرة نت في حوار لها مع رايتر –الخبير في شؤون الشرق الأوسط- قوله إن حماس أصبحت رمزا عمليا ومعنويا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع رايتر في سياق المقابلة: ما قامت به حماس لا يمكن معه إلا تقديم الاحترام والتقدير لقراءتهم التخطيطية والقتالية، وبناء عليه أتوقع نفس الأداء ونفس الكفاءة في حرب الأنفاق وحرب المدن داخل غزة.

جيش متردي

وعبر رايتر عن عدم مفاجأته برغبة حماس شن هجمات على إسرائيل، ووجد أنه لم يكن من المنصف التعامل مع الفلسطينيين كشعب من درجة ثانية، وأن الاتفاقيات الإبراهيمية تركت الفلسطينيين بلا أمل، وسط تجاهل أميركي وإسرائيلي وعربي لطموحاتهم في دولة مستقلة، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك غضب كبير.

واستدرك الخبير الأمريكي: لكن ما فاجأني بالفعل هو سوء حالة وتردي أداء الجيش الإسرائيلي، كمطلع بشدة على الجيش الإسرائيلي، وأدرسه منذ سنوات طويلة، وقد لاحظت التراجع في المستوي القتالي لجنوده خاصة بين أفراد القوات البرية، وسط اعتماد مبالغ فيه على التكنولوجيا وإمكانيات القوات الجوية.

انتصرت حماس

ويرى رايتر أن حماس انتصرت من بُعدين: الأول أن العالم العربي يراها هزمت إسرائيل، والثاني لأن إسرائيل وضعت هدفها مهمة مستحيلة التحقيق، ستبقى حماس وستنهار الحكومة الإسرائيلية.
ولفت المحلل إلى الرأي العام العالمي المتعاطف مع القضية الأهم اليوم وهي قضية فلسطين، بعدما توقع بعضهم انتهاء هذه القضية للأبد، حيث يطالب العالم اليوم بتحقيق تطلعات ملايين الفلسطينيين في إنشاء دولة لهم ينعمون فيها بكرامة، بدلا من الوقوع للأبد تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رايتر: قد تنجح حماس فيما فشلت فيه الحكومات والجيوش العربية، ناهيك عن السلطة الفلسطينية على مدار 3 أرباع القرن، بتحقيق حلم الدولة، بسبب ما قامت به يوم 7 أكتوبر، فمنذ بدء الاتفاقيات الإبراهيمية، لم يتحدث أحد عن الفلسطينيين ومعاناتهم، انظر اليوم، هم حديث العالم كله بدلا من التطبيع، العالم يتساءل كيف نحل هذه القضية بعدما توهم كثيرون أن القضية انتهت.

فشل إسرائيلي مركب

وأضاف رايتر: علينا تذكر أن إسرائيل تعهدت في 2006 بالقضاء على حزب الله، أين نحن من ذلك اليوم، وجود حزب الله وبقاؤه لليوم يمثل هزيمة لإسرائيل، ونفس الشيء ينطبق على حركة حماس، فبقاؤها هو الانتصار.

وتابع: كان لدي ثقة في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وهناك يقين بين خبراء الاستخبارات يستبعد أن تخطط حماس لعملية بهذا الحجم دون الكشف عنها وإحباطها، لكن الفشل الإسرائيلي الاستخباراتي كان صادما بالنسبة لي، والأكثر صدمة هو رد فعل الجيش الإسرائيلي فور وقوع هجمات حماس يوم 7 أكتوبر.

وأشار رايتر إلى أن القيادة السياسية كانت تؤمن أن حركة حماس تحت السيطرة، وأنها فقط تريد الاستمرار في حكم قطاع غزة، وخاصة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وإصدار 20 ألف تصريح لموانئ غزة للعمل داخل إسرائيل، تم استبعاد خيار إقدام حماس على الانقلاب على كل ذلك وشن الهجوم الكبير، إضافة لاستبعاد القيام بهجوم بهذه الضخامة.

العملية البرية

وحول العملية البرية، قال رايتر إن إسرائيل لن تقدر عليها بسهولة، وربما ما سنراه لن يتخطى هجمات وعمليات محددة تقوم بها قوات إسرائيلية خاصة ضد أهداف داخل غزة، لكن هم يعرفون أنهم سيتكبدون خسائر بشرية كبيرة.

وتابع: قوات الاحتياط الإسرائيلية لا تعرف كيف تقاتل في الأنفاق، ولا في المدن المكتظة بالسكان، ولو عادت قوات النخبة في صناديق القتلى، فسيضعف ذلك الروح المعنوية لبقية الجنود، وربما يعجل بانهيار الحكومة الإسرائيلية، ولا يوجد لدى إسرائيل سلاح لم تستعد له حركة حماس.

توقفوا عن تجاهل فلسطين

وفي ختام مقابلته انتقد رايتر الذي عمل ضابط مخابرات في سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لمدة 12 عاما، استمرار تجاهل القضية الفلسطينية قائلا: القضية الفلسطينية تم تجاهلها ودفعها للخلف في سلم الأولويات بواشنطن، ومن الفشل عدم إدراك الصورة الجيو-إستراتيجية الأكبر حال استمرار هذا التجاهل لفترة طويلة، وكان من خطأ الحكام العرب قبول ودعم تجاهل القضية الفلسطينية.

وأضاف: أن عالم اليوم تتمتع فيه الولايات المتحدة بنفوذ، لكنه يتراجع لصالح عالم متعدد الأقطاب، أميركا لم تعد تسيطر كما كانت، وعلى العرب حكاما ومحكومين، إدراك ذلك والتعامل على أساسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات