الإثنين 06/مايو/2024

كيف هزمت رواية المقاومة سردية الاحتلال الكاذبة؟

كيف هزمت رواية المقاومة سردية الاحتلال الكاذبة؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

شكلت شهادات الأسيرات التي حررتهم كتائب القسام، انتصارا لرواية المقاومة، وهزيمة كبرى لسردية الاحتلال الكاذبة. الأمر الذي دفع محللين صهاينة بالدفع لعدم السماح لهن بالتحدث لوسائل الإعلام.

وقد تفاجأ مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، “بشكل صادم” على حد تعبيره، من التصريحات التي أدلت بها المسنة الإسرائيلية يوخباد ليفشيتس.

وأثارت هذه التصريحات غضب محللين صهاينة، واعتبروها فشلا لحكومة نتنياهو في التعامل مع ملف الحرب الإعلامية والنفسية، وطالبوا بمنع المفرج عنهم من التحدث لوسائل الإعلام.

ورغم كل محاولات تحريف الإعلام الصهيوني والغربي لشهادات المفرج عنهن بدوافع إنسانية، إلا أن أقوالهن كانت مباشرة وواضحة وصريحة لا لبس فيها، ولم تفلح كل محاولات تحريفها.

وكانت ليفشتس (85 عاما) أكدت أن عناصر المقاومة “عاملوها ومن معها من المحتجزين بود، وقدموا لها الرعاية الصحية والأدوية وكانوا يأكلون معهم من نفس الطعام”.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في أحد مشافي الاحتلال، غداة إطلاق سراحها بشكل طوعي، بعد وساطة مصرية قطرية.

انتصار ذكي لحماس

وقالت الخبيرة الدولية بالجغرافيا السياسية والأزمات العالمية، عنات مروم، لـ “قناة 12″ العبرية، إنه “رغم الحرب النفسية، واتساع الإدراك، والقوة التي مرت على ليفشتس، ورغم التعاطف معها، فإن هذه الصورة التي ظهرت بها تمثل انتصارا لحماس”.

وأضافت مروم أن “من المروع أن نقول هذا، بل هو فظيع، ولكنه ذكي وماهر جدا.. وصدى كلماتها سيتردد لصالح حماس في العالم كله”.

ووصف جنرال الاحتياط نحمان شاي، في مقابلة على “القناة 13” العبرية ما جرى بأنه “فاسد” وقال إنه “دليل على عدم وجود توجه، ولا نظام، ولا من يقوم بترتيب الأمور، وأنه لا توجد حكومة”.

أما القيادية السابقة بجهاز الموساد جيل شورش، فأعربت عن خيبة أملها بالقول إن “الحديث الذي أدلت به المفرج عنها، كان يجب أن يقال للمخابرات فقط، لأن ثمة كلاما لا يقال إلا للمخابرات وعائلات المخطوفين، بينما يجب ألا يقال للجمهور”.

وأوضحت شورش أن “ماكينة الدعاية والحرب النفسية ستعمل على هذه الأقوال، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تكون جاهزة إعلاميا من خلال التوجه إلى مقر المحتجزين والتصرف بمسؤولية”.

فشل الدعاية الإسرائيلية

وتحدث إعلاميون وصحفيون إسرائيليون عن طريقة تعامل حماس مع ملف الأسرى لديها، وأن المبادرة إلى تسريح بعض الأسرى لدوافع إنسانية، أكسبها الدعاية النفسية والإعلامية.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عما وصفته بالمصدر الرسمي الإسرائيلي تأكيده أن “تصريحات ليفشيتس حول المعاملة الإنسانية التي يتلقاها المختطفون من حماس أضرت بالدعاية الإسرائيلية”.

وأضاف أنه “كان من الصواب، على أقل تقدير، أن نوضح لليفشيتس أو أفراد عائلتها أن الرسائل بهذه الروح تخدم العدو في وقت حساس”.

وأكدت الصحيفة أن المحيطين بنتنياهو لم يكونوا على علم بنية ليفشيتس عقد مؤتمر صحفي، وأنه لم يكن بإمكانهم اطلاعها على الرسائل التي يجب أن تنقلها في هذا الحدث.

وقالت عائلة ليفشيتس إن شخصا ما طلب منهم عدم القول إن ليفشيتس تلقت معاملة جيدة في الأسر، وأوضحوا أنهم رفضوا الطلب وطلبوا من المسنة المحررة أن تقول ما يدور في ذهنها، وفق ما نقلته الجزيرة نت.

دحض مزاعم إسرائيل

وانتقد مدير الإعلام في مقر أهالي الأسرى، رونان تسور، ما صدر من بيان إعلامي، وقال “هناك جهودا جبارة لإقناع العالم بضرورة إطلاق سراح المختطفين في أسرع وقت، ويأتي أحدهم ويقول إنه يتم الاعتناء بهم بشكل جيد”.

وقال الصحفي في موقع “والا” العبري، عيران تيبنبرون، إن “عمليتي الإفراج اللتين نفذتهما حماس، تم تنفيذهما من جانب واحد وهو حماس، وإسرائيل لم تفعل شيئا”.

ولفت إلى أن حماس وانطلاقا من اعتباراتها في خوض معركة نفسية ودعائية والتحكم والسيطرة ومواجهة الرواية الإسرائيلية في ملف الأسرى والمحتجزين ودحض وإضعاف الرواية والمزاعم الإسرائيلية، هي التي قررت إطلاق سراح المحتجزين الأربعة، وهي التي أشرفت على الحدث، وبذلك حققت إنجازا إضافيا.

وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن المقابلة التي أجرتها ليفشيتس حول المعاملة اللائقة خلال الأسر لدى حماس في قطاع غزة، يتم اقتباسها بالفعل في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تدمير الدعاية الإسرائيلية، قائلا إن “هذه التصريحات وأداء مسؤول ملف الأسرى الذي لم يحرك ساكنا بمثابة ضرر كبير لإسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات