الإثنين 08/يوليو/2024

غزة تحت القصف .. إدارة حكومية فاعلة وشعب يحتضن مقاومته

غزة تحت القصف .. إدارة حكومية فاعلة وشعب يحتضن مقاومته

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
مع دخول محرقة الاحتلال الصهيوني في غزة أسبوعها الثالث، يظهر قطاع غزة وإدارته صمودًا منقطع النظير، وسط حالة احتضان بين المقاومة والشعب، واستعداد لهزيمة وإفشال كل المخططات الإسرائيلية.

ورغم أن إسرائيل استخدمت سياسة الأرض المحروقة، وألقت ما يعادل قنبلة نووية حتى الآن وفق تقديرات الخبراء على قطاع غزة؛ إلاّ أن ذلك فشل في المس بمعنويات الجماهير ولا إيمانها بالمقاومة وحقها في انتزاع حريتها وكرامتها.

حالة استثنائية

كما أن جرائم القصف الصهيوني المركزة والاغتيالات المتكررة لقيادات العمل الحكومي والأمني، فشلت في انهيار منظومة العمل الحكومي والأمني التي تعمل باقتدار وسط حالة استثنائية من من انقطاع الاتصالات والإنترنت وغياب المقومات.

وزارة الصحة .. أداء بطولي

تتصدر وزارة الصحة المشهد في قطاع غزة، بأداء بطولي للطواقم الطبية والفرق الإدارية التي تتعامل مع الواقع الصعب، وتحدت الاحتلال الذي لا يزال يسعى بالتهديد والقصف إلى إخلاء عدد كبير من المستشفيات.

وأكد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، أن عدوان الاحتلال أخرج 7 مستشفيات و21 مركزًا صحيا عن العمل، فيما يستمر العمل في باقي المستشفيات وسط تحديات كبيرة وإصرار وإجماع على رفض قرارات الإخلاء وتحميل الاحتلال مسؤولية أي مجازر يقترفها كما فعل في المستشفى المعمداني.

ورغم أن العديد من الأطباء فوجئوا بوصول أبناء وأقارب من الدرجة الأولى لهم؛ إلاّ أن ذلك لم يمنعهم من الاستمرار في العمل وأداء واجبهم الذي يحظى بتقدير شعبي استثنائي.

فرسان الداخلية

ولم يحل الاستهداف المتكرر لمقرات الشرطة والأجهزة الأمنية ومقرات وزارة الداخلية واغتيال العديد من كوادرهم المتقدمة، دون استمرار عمل الوزارة والأجهزة الأمنية التي تواكب الميدان وتعسى لمنع اختراقه والحفاظ على الأمن المجتمعي، بتفهم وتقدير مجتمعي كبير.

ولم يغب عناصر الشرطة والأمن عن أداء عملهم رغم إدراكهم بمخاطر العمل، ويعملون على توفير الأمن والحماية الداخلية.

أمّا طواقم الدفاع المدني وإسعاف الخدمات الطبية، مثلهم مثل طواقم الإسعاف التابعة لوزارة الصحة فلا يزالون يقدمون ملحمة في عملهم رغم الاستهداف المتكرر، الذي أدى إلى استشهاد 47 من الطواقم الطبية وتدمير أكثر من 20 سيارة إسعاف.

الإعلام الحكومي .. مهمات صعبة

ويحمل المكتب الإعلامي الحكومي أعباء ثقيلة جدًا في توثيق العدوان وتسهيل عمل الصحفيين رغم انقطاع الكهرباء والاتصالات، وعمل على توفير مراكز إعلامية تحتضنن الصحفيين، كما يقدم بيانات ومؤتمرات صحفية تواكب التطورات وتضع العالم في صورة المحرقة التي يقترفها الاحتلال.

ومع وجود نحو مليون نازح اضطروا لترك منازلهم واللجوء لمراكز إيواء أو مناطق أخرى من القطاع، تجري عمليات تنظيم هذه المسألة بتعيين لجان إضراب وتنسيق لإدارة هذه الحالة الاستثنائية وإعانة المواطنين على الصبر والصمود.

توثيق وخدمات تحت النار

كما تعمل الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى تحت النار لتوثيق الانتهاكات وتقديم الخدمات للمواطنين، وهنا يبرز دور البلديات التي تجترح الوسائل لتوفر المياه والخدمات ولو بحدها الأدنى لـ 2.3 مليون فلسطيني بغزة.

ووسط كل هذه المشاهد، يقدم شعبنا في غزة المثال الأعظم في الصمود والعناد والتمسك بحقوقه وحماية مقدساته، واحتضان مقدساته، يظهر ذلك من خلال تعليقات ذوي الشهداء والمنازل المدمرة التي تؤكد على المضي في هذا المسار مهما كانت التضحيات.

وفور كل مجزرة أو تهديد صهيوني، تنطلق تجمعات ومسيرات عفوية قرب المستشفيات ومراكز الإيواء تهتف للمقاومة ورئيس أركانها وتدعو لضرب تل أبيب.

متطوعون ومبادرات شبابية

ومن هذا الشعب البطل، انطلق مئات المتطوعين ليسهم كل منهم في مجال خبرته في إسناد النازحين ومعاونتهم، فيما انطلق مئات المبادرين الذين يعملون على توفير احتياجات النازحين في وقت فشلت فيه هيئات دولية مثل الأونروا في القيام بواجبها تحت ذرائع مختلفة؛ رغم عشرات التدريبات والدورات عن خطط الطوارئ وإدارة المخاطر والأزمات.

ووسط كل هذه الحالة وفي الخفاء تدير كتائب القسام والمقاومة الأداء الميداني بحكمة واقتدار في حجم النار، وأنواع الأسلحة المستخدمة، والقرارات ذات الصبغة السياسية، في حين تدير حركة حماس سياسيًّا كل ذلك بإرادة وإيمان واقتدار.

مشاهد أخرى عظيمة يمكن ملاحظتها في قطاع غزة تؤكد أن شعبًا ومقاومة بهذا الإيمان وهذه الإرادة لابد أن ينتصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات