الثلاثاء 15/أكتوبر/2024

مستشفيات غزة .. أهداف مستباحة للاحتلال وتمسك برفض الإخلاء

مستشفيات غزة .. أهداف مستباحة للاحتلال وتمسك برفض الإخلاء

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

أكدت المستشفيات في قطاع غزة رفضها الخضوع لتهديدات قوات الاحتلال الصهيوني المتكررة بالإخلاء، رغم الاستهداف الصهيوني المستمر للمرافق الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية.

وبعد أن كانت تهديدات الإخلاء تقتصر على المستشفيات شمال قطاع غزة، ومدينة غزة، أقدمت قوات الاحتلال اليوم على إنذار مستشفى الكويتي وسط رفح بالإخلاء، وهو الأمر الذي رفضته إدارة المستشفى كما فعلت باقي المشافي.

وقال الدكتور صهيب الهمص، مدير المستشفى الكويتي في تصريحات صحفية: “كل الموجودين في المستشفى مدنيون عزل، لن نخرج من المستشفى إلا إلى الجنة”، وأضاف “العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا وحدهم. الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إلا الإبادة الجماعية لأهل غزة”.

وسبق أن أكد الدكتور يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة، أن الاحتلال هدد عدة مستشفيات بالإخلاء، وقرار الجميع رفض هذا التهديد غير القانوني، وغير الواقعي لأنه يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين، ويستحيل تطبيقه عمليا.

وأفادت مصادر محلية أن أحد أقسام المستشفى الأهلي في غزة أصيب بأضرار جسيمة إثر قصف إسرائيلي، بعد تلقيه هو أيضا تحذيرات إسرائيلية بضرورة الإخلاء الفوري.

كما رفض مسشتفى كمال عدوان تهديدات الاحتلال بالإخلاء.

وبشأن المستشفى الأردني الميداني في غزة، الذي تلقى أيضا إنذارا بالإخلاء أمس السبت، قال مصدر أردني مسؤول إن “توجيهات ملكية” صدرت ببقائه في القطاع لعلاج الجرحى والمرضى، وقال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن المستشفى باق، وسيواصل تقديم خدماته.

ولقيت الخطوة الأردنية ترحيبا فلسطينيا. كان وكيل وزارة الصحة بغزة ناشد الملك الإردني الإبقاء على المستشفى.

بدورها، أعلنت إدارة مستشفى العودة الحكومي في شمال غزة تلقيها بلاغات رسمية من جيش الاحتلال بضرورة إخلاء كامل للمستشفى، منهم المصابون والمرضى.

كما قال مصدر مسؤول في مستشفى “القدس” في مدينة غزة، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذرهم بإخلاء المستشفى فورا.

وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدة -في بيان- أوامر إسرائيل بإخلاء المستشفيات، قائلة إن الإجلاء القسري للمرضى والعاملين في القطاع الصحي سوف يفاقم الكارثة الإنسانية والصحية الحالية

وقالت في بيانها إن حياة كثير من المرضى من أصحاب الحالات الحرجة تواجه وضعا حرجا، مشيرة إلى أن المرضى في وحدات الرعاية المركزة، والذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل وآخرين، يواجهون تدهورا وشيكا لحالتهم الصحية أو الوفاة إذا تم إجبارهم على التحرك وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم.

من جهتها، حذرت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، من انهيار قدرات المستشفيات أمام المجازر الإسرائيلية المستمرة.

ويعاني القطاع الصحي في غزة حاليا نقصا في جميع المعدات واللوازم الطبية، ولا يجد فائضا إلا في جثث الضحايا، حتى إن ثلاجات حفظ الموتى لم تعد قادرة على استيعاب الشهداء.

كما أن أسرّة المستشفيات أيضا لم تعد كافية لاستقبال مئات المصابين الذين يصلون على مدار الساعة مع تواصل القصف، مما يزيد معاناة العاملين في القطاع الصحي.

وقال محمد غنيم، وهو طبيب في مستشفى الشفاء، إن الأدوات اللازمة للتعامل مع هذا الكم من الإصابات ليست موجودة في مخازن وزارة الصحة، فضلا عن التهديد بنفاد الوقود وانقطاع الكهرباء بشكل كامل، وفق الجزيرة.

وحذر غنيم، من عدم إمكانية إجراء أي عملية جراحية دون وجود تيار كهربائي، في حين تتوعد حكومة الاحتلال بمزيد من الإجراءات العقابية.

كما دعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع الفوري بالدم في جميع مستشفيات القطاع، في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية الشديدة.

من جهتها قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن 28 كادرا يعملون في القطاع الصحي استشهدوا، وأصيب عشرات آخرون، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وأضافت الكيلة، في بيان صحفي أمس السبت، أن 15 مركزا طبيا تضرر جراء القصف الإسرائيلي، كما تم إلحاق الضرر بـ23 مركبة إسعاف، تعطلت عن العمل تماما.

ووفق وزارة الصحة، أدت هجمات جيش الاحتلال إلى إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة، ونقل المرضى والطواقم إلى مستشفى النصر للأطفال، بعد استهدافه بقنابل الفوسفور، مما جعله يخرج عن الخدمة، إضافة إلى مستشفى بيت حانون بسبب الاستهداف الإسرائيلي.

وقد قصف الاحتلال المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، مما أوقع خسائر مادية وبشرية، كما أدت الغارات لتوقف مستشفى بيت حانون عن العمل، وبالمثل خرج مستشفى العيون الدولي عن الخدمة بعد قصفه بشكل مباشر.

وجددت وزارة الصحة الفلسطينية مناشداتها للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية، بتوفير حماية عاجلة للمستشفيات ومراكز العلاج وسيارات الإسعاف والكوادر الصحية والمرضى والجرحى الذين يتعرضون يوميا للقصف الإسرائيلي.

وبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق إن مطالبة جيش الاحتلال المستشفيات بالإخلاء جريمة جديدة، وتعكس النوايا الإجرامية المبيتة ضد قطاع غزة بمنع الخدمات الصحية الأساسية والطارئة، ودعت الحركة، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى التدخل العاجل لوقف إسرائيل عن مخططاتها الإجرامية باستهداف المستشفيات والأطقم الطبية وبقية المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني.

وطالب الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القرار الإسرائيلي بإخلاء مستشفى القدس في غزة، كما طالب مستشار الأونروا في غزة، إسرائيل بوقف الإخلاء القسري ووقف إنذاراتها للمستشفيات.

وأسفرت محرقة الاحتلال في غزة 0267 فلسطينيا، وإصابة 9600 آخرين، وتدمير آلاف الوحدات السكنية ونزوح مئات الآلاف فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة انقطاع الكهرباء والمياه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات