الإثنين 29/أبريل/2024

تعرف على الحصن الذي اختبأت إسرائيل خلفه.. وحطَّمه القسام

تعرف على الحصن الذي اختبأت إسرائيل خلفه.. وحطَّمه القسام

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الجدار الفولاذي المزود بالتكنولوجيا الفائقة، الذي بني بين قطاع غزة وإسرائيل بين عامي 2018 و2021 بتكلفة مذهلة، تحطم أمام مقاتلي القسام الذين عبروا الحدود فجر السبت الماضي في عملية غير مسبوقة في التاريخ.

“الجدار الحديدي” كان يفترض أن يكون غير قابل للعبور -حسب التقرير- إذ تم افتتاح هذا الحصن عام 2021 بعد 3 سنوات من البناء المكلف، وقدمته إسرائيل على أنه “فريد من نوعه في العالم” بحجج قوية، إذ يتكون التحصين الذي يبلغ طوله 65 كيلومترا من جدار وسياج، وتطلب بناؤه 140 ألف طن من الحديد والصلب، وهو ممول بأكثر من مليار دولار، ويعد بمثابة خلاصة للإبداع التكنولوجي، وهو مليء بالرادارات وأجهزة الاستشعار تصل أعماق الأرض.

وتم تجهيز السور بقسم خرساني تحت الأرض، يبلغ سمكه مترا واحدا، وربما يبلغ عمقه عدة عشرات من الأمتار، وكان الهدف المعلن هو منع أي محاولة اقتحام عن طريق حفر الأنفاق من قطاع غزة، كما تم تجهيزه بأنظمة أسلحة يتم التحكم فيها عن بعد بالإضافة إلى أنظمة رادار، يقول رئيس الأركان الإسرائيلي حينها الجنرال أفيف كوخافي “هذا الحاجز جزء من الجدار الحديدي لسياستنا الدفاعية على الأرض وفي الجو وفي البحر وبشكل عام”.

وقد تقرر بناء الجدار بعد حرب 2014 التي استمرت 52 يوما، واستشهد فيها أكثر من 2100 فلسطيني وقتل 73 محتلا إسرائيليا، حيث عاش سكان مستوطنات الغلاق المتاخمة لغزة في خوف من الأنفاق التي تحرفها المقاومة تحت الحدود.

وفي هجوم غير مسبوق تاريخيا، في فجر السبت السابع من أكتوبر 2023، اخترقت نخبة القسام هذا الجدار الإسمنتي، ثم على السياج الحديدي الذي يبلغ ارتفاعه عدة أمتار لفتح ممرات، ليعبر مقاتلون من كتائب الشهيد عز الدين القسام بالمئات وعلى متن طائرات شراعية، وذلك بالتزامن مع إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ على أربكت القبة الحديدية بعددها.

المثير للسخرية، أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس قال عام 2021 -في بيان صحفي- أن هذا الجدار “مشروع مبتكر ومتقدم تكنولوجيا، سيمنح المواطنين الإسرائيليين شعورا بالأمان”، وهو يحتوي على جزء في البحر “متصل بنظام أسلحة يتم التحكم فيه عن بعد”، لكن كل هذه المعدات الدفاعية لم تكن كافية لمنع حدوث هذا العبور العظيم.

وبحسب محللين فإن الحكومة الإسرائيلية تعمل في العادة على تقديم مغريات كبيرة لسكان المستوطنات في غلاف غزة من أجل جذبهم للسكن فيها والبقاء كحاجز جغرافي وديموغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، مما يمنع مستقبلا قيام دولة فلسطينية متصلة الأطراف، كما أنها تهدف من وجوده إلى تطويق القطاع وتقييد حرية فصائل المقاومة في الوصول إلى أهداف أكثر عمقا.

وعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أنشأ الاحتلال “منطقة عازلة” على طول الحدود البرية، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع التي يطلق عليها الآن غلاف غزة، ويبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومترا في محيط القطاع.

وقد ارتفع عدد المستوطنين في غلاف غزة من نحو 42 ألفا عام 2009 إلى حوالي 55 ألفا عام 2019، بزيادة قدرها 30.6%، بحسب تقرير سابق لموقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي.

ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.

والثاني “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كيلومترا مربعا، ويعيش فيه حوالي 17 ألف مستوطن صهيوني في 4 مستوطنات، والثالث “مجلس شاعر هنيغف” ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.

وأبرز هذه المستوطنات كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من أكثر المناطق التي تستهدفها الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات