عاجل

السبت 04/مايو/2024

لبيب ضميدي.. الشاب الهادئ شهيدًا بمعركة الدفاع عن حوارة

لبيب ضميدي.. الشاب الهادئ شهيدًا بمعركة الدفاع عن حوارة

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام

هجوم إرهابي دموي شنه مستوطنون مجرمون على بلدة حوارة جنوب نابلس، أسفر عن استشهاد الشاب لبيب ضميدي (19 عامًا)، وإصابة العشرات، فضلا عن أعمال حرق وتدمير.

مصادر قالت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الهجوم بدأ بعد إعلان العضو في كنيست الاحتلال المتطرف تسفي سوكوت، إقامة مكتب له في بلدة حوارة، ودعوته المستوطنين التوافد لتعلم التوراة، وبالفعل شرعوا بالتوافد، وما لبثوا أن شنوا هجومًا على البلدة.

الهجوم الإرهابي لم يقف أمامه الأهالي مكتوفي الأيدي، فهبوا للدفاع عن محلاتهم وممتلكاتهم، رافضين أن يدنس بلدتهم الغرباء، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد الشاب لبيب ضميدي، وإصابة العشرات، وفق وزارة الصحة التي أكدت أن عدد الشهداء ارتفع منذ بداية 2023 إلى 255 شهيدًا.

ونفذ مئات الإرهابيين محرقة في حوارة خلال شهر شباط/فبراير الماضي، أسفرت عن ارتقاء الشاب سامح أقطش (37 سنة) وإصابة العشرات، وقد لقي جيش الاحتلال إثر هذا الهجوم انتقادات بعد ثبوت ضلوع جيش الاحتلال في توفير الحماية للمستوطنين وامتناعهم عن اتخاذ أي إجراءات لمنع الهجوم الإرهابي.

وسبق أن أدلى مسؤولون إسرائيليون بتصريحات تحريضية على حرق حوارة، أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وبعد المحرقة، أطلق المستوطنون أغنية “من يحترق الآن”، أشادوا بها بمحرقة حوارة، وتداولوا عبر مجموعات في واتساب وتلغرام.

وأصيب عشرات المواطنين بالرصاص بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وبالاختناق، خلال مواجهات ضارية اندلعت عقب اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على جنازة الشهيد لبيب ضميدي (19 عاما) في بلدة حوارة جنوب نابلس.

وهاجم جنود الاحتلال المشاركين في الجنازة، أثناء توجههم إلى المقبرة، بعد أداء الصلاة على الشهيد وسط البلدة، وأطلقوا الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاههم.

وتصدى المشيعون، الذين حملوا جثمان الشهيد على الأكتاف في مشهد مهيب، لقوات الاحتلال وسط ترديد التكبيرات والهتافات الغاضبة.

واندلعت إثر ذلك مواجهات شديدة، أصيب خلالها 51 مواطنا، بينهم 19 أصيبوا بالرصاص المعدني منهم 2 منهم بالرأس، وثلاثة بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، إضافة إلى العشرات بالاختناق.

كما هاجمت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية، وأطلقت صوبها قنابل الصوت والغاز السام، لمنعها من تغطية الحدث.

وشيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد ضميدي إلى مثواه الأخير، انطلاقا من مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وصولا إلى مسقط رأس الشهيد في حوارة، وقد أدى المشيعون الصلاة على جثمانه الطاهر، قبل أن يوارى الثرى.

واستشهد الشاب ضميدي، إثر إصابته برصاصة في القلب أطلقها مستوطن صوبه الليلة الماضية، في حوارة، خلال تصدي المواطنين لهجوم شنّه عشرات المستوطنين على منازلهم وممتلكاتهم، بحماية جنود الاحتلال.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس، وجميع مداخل بلدة حوارة الفرعية.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت حاجز زعترة وجميع مداخل حوارة الفرعية ومنعت مركبات المواطنين من المرور.

والدة الشهيد لبيب تودعه بالدموع، وكثيرٍ من الألم والوجع، تقول: الله معك يا قلبي، الله معك يا حبيبي.

تقول إنه كباقي الشباب لديه أحلامٌ كثيرة، كان يحب الحياة، إلا أنه خرج للدفاع عن بلدته ضد هجوم المستوطنين الجبناء.

كل البلدة بكت لبيب، ذلك الشاب المحبوب، الوسيم، الذي نعته فصائل المقاومة وأكدت أنه قتله جريمة تضاف لسجل الجرائم الصهيونية.

نعته مدرسة حوارة الثانوية للبنين، وقالت: استعجلت الرحيل يا فتى الفتيان، بمزيد من الفخر والاعتزاز نزف إلى العلا الشهيد البطل لبيب محمد ضميدي الذي ارتقى أثناء تصديه لهجوم عصابات غلاة المستوطنين على البلدة فجر يوم الجمعة 6/10/2023.

تضيف: ما عرفناك إلا مرحا محبا للحياة، لروحك الرحمة يا ولدي، ولأهلك وأحبابك الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.

يقول عمه مجدي الذي وصل من السفر قبل استشهاد لبيب بساعات للإطمئنان على صحة والدته التي أنهكها المرض: “سلمت على لبيب وبعدها استشهد، كنت قد وصلت من السفر بعد غياب سنة للعمل بالخارج، عقب تدهور حالة والدتي الصحية، ولم أكن أعلم أنني سأودع ابن أخي”.

ويتابع: “عدد كبير من المستعمرين انتشروا على الشارع الرئيسي، وحاولوا الهجوم على منزل العائلة، الذي نسكنه نحن الأشقاء مع والدينا، وقد اعتلى لبيب سطح المنزل في محاولة لصد الهجوم كالعادة، إلا أن رصاصة أطلقها مستعمر، أصابته في صدره، ولم يسعفه الوقت حتى ارتقى شهيدا”.

ويضيف ضميدي أن الشهيد كان يدرس “تصميم جرافيك”- سنة ثانية- في جامعة خضوري، ويساعد العائلة في أعمال التجارة، موضحا أن العائلة بأكملها كانت معرضة لاعتداءات ورصاص المستعمرين، إلا أن الله اختار لبيب ليكون شهيدا وهو يدافع عن منزل العائلة.

والشهيد ضميدي، هو الثاني خلال الـ 24 الماضية في بلدة حوارة، حيث استشهد قبله بساعتين تقريبا، شاب جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، عقب محاصرته في إحدى البنايات في البلدة، ومن ثم احتجزوا جثمانه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات