خشية إسرائيلية من الوقوع “فريسة” للصراع الصيني الأمريكي
ترقب المحافل الإسرائيلية تصاعد التوتر الجاري بين الصين والولايات المتحدة، ما قد يدفع الأخيرة للإصرار على من يتعاونون مع غريمتها أن يتوقفوا عنه مقابل الاستمرار في المحافظة على علاقاتهم الوثيقة مع الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة قد تدفع دولة الاحتلال ثمناً باهظاً فوق الأثمان التي تدفعها الآن بسبب التوتر السائد مع واشنطن على خلفية الانقلاب القانوني الجاري تنفيذه.
وإذا علمنا أن الصين تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتحتل مرتبة أقل بقليل من الولايات المتحدة، لكن قوتها الشرائية تجعلها الاقتصاد الأكبر عالمياً، ما قد يفرض تحديات معينة على الشركات الإسرائيلية، بجانب الغربية أيضاً، ولذلك من الممكن أن يكون للحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما يثير المخاوف في دولة الاحتلال المتضررة الأساسية من استمرار الصراع الجاري بين القطبيين الأعظمين في العالم.
في الوقت ذاته لا تخفي الأوساط الاقتصادية الإسرائيلية أنها توجه جلّ اهتمامها على الشركات الصينية التي تديرها أجهزة الدولة هناك، وفي تلك الشركات، يغلب الهدف السياسي على نظيره الاقتصادي، ولذلك ستعمل مبادرة “الحزام والطريق” على تعزيز نفوذ الصين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الاحتلال.
ولأن تأثير التكنولوجيا العالمية على العولمة بات غير قابل للإخفاء أو التعتيم، فإنه مع مرور الوقت، سوف تمنع الولايات المتحدة دولة الاحتلال من التعاون مع الشركات الصينية في تطوير التكنولوجيات، خاصة تلك المسماة “المزدوجة الحساسة”، ومن الأمثلة على ذلك مقاطعة شركة “هواوي” بزعم أن بكين قد تستخدم هذه المعدات التقنية لأغراض التجسس، ولذلك، ظلت الولايات المتحدة تضغط على حلفائها، ومنهم دولة الاحتلال، لمنع وصول هواوي إلى شبكاتها الخلوية.
مع العلم أن التقديرات الإسرائيلية السائدة تتحدث أن الولايات المتحدة قد تصرّ على أن الدول التي اختارت التعاون مع الصين لن تكون قادرة على الحفاظ على الاتصال معها، رغم أن ذلك لا يعني القطيعة التامة، فالسياسة ليست أبيض وأسود، ولا سيما بالنظر لعلاقات حساسة واستثنائية بين واشنطن وتل أبيب، لكن واشنطن مارست ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لإنشاء آلية للإشراف على رأس المال الأجنبي، وتحديدًا لمراقبة الاستثمارات الصينية لديها.
في الخلاصة، لا يبدو مستغرباً أنه مع استمرار غياب الدعوة الرسمية لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، فإن زيارته المرتقبة إلى بكين قد تكون لها أهمية أكبر، وتحديدًا في المجال الاقتصادي، رغم أن ذلك سيصبّ مزيدًا من الزيت على نار التوتر القائم أصلًا بينه وبين بايدن.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
انتفاضة الجامعات الأمريكية.. انكشاف زيف الديمقراطية وتهاوي سردية الاحتلال
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام يبدو أن الحراك في الجامعات الأمريكية الداعي لوقف الإبادة الجماعية بغزة أصاب السياسة الأمريكية بمقتل، وكشف زيف...
هنية يختتم زيارته إلى تركيا بعد سلسلة لقاءات رسمية وحزبية ووطنية
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام اختتم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته إلى الجمهورية التركية، وعاد إلى العاصمة القطرية الدوحة...
في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. تنديد بواسع باستهداف الاحتلال لصحفيي فلسطين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وجدت جهات حكومية وحزبية وإعلامية في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو كا عام، مناسبة للتنديد بعدوان...
آلاف المصلين يؤدون الفجر في الأقصى رغم قيود الاحتلال
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام توافد آلاف المصلين، فجر اليوم الجمعة، لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود الاحتلال التي...
وسط مواجهات .. الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماندلعت الليلة الماضية وصباح اليوم الجمعة، مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في عدة مناطق بالضفة الغربية،...
المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين
جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...
حماس تشيد بانضمام تركيا لدعوى الإبادة الجماعية وقطعها العلاقات التجارية مع الكيان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية حماس القرارات التي اتخذتها الجمهورية التركية مؤخراً انتصاراً لشعبنا الفلسطيني الذي يتعرض...