الخميس 09/مايو/2024

بلدية الخليل تحت النار.. مطالبات بالحماية ومحاسبة الجناة

بلدية الخليل تحت النار.. مطالبات بالحماية ومحاسبة الجناة

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام
أطلق مجهولون النار مساء أمس الأربعاء، على مركبة نائب رئيس بلدية الخليل أسماء الشرباتي، ومجموعة من المحلات والمقرات التابعة للبلدية.

وقالت الشرباتي، عبر صفحتها على “فيسبوك”، إنه جرى إطلاق النار على سيارتها بعد العديد من التهديدات، مضيفة “كلمة واحدة وبس لا للتوظيف بالخاوة”.

وأفادت أن هذه الحادثة ليست رسالة التهديد الوحيدة التي تلقتها، مبينة أن هذه الحادثة تأتي في إطار قرارات اتخذتها تتعلق بحالة توظيف مخالفة للمقاييس والمواصفات.

وقالت الشرباتي في تصريحات إذاعية، صباح اليوم، إن الاعتداءات والتهديدات التي تعرضت لها مع أعضاء من المجلس البلدي منذ أسبوع وحتى أمس، تأتي على خلفية قرارات رسمية من المجلس البلدي، وأرجح أن يكون له علاقة بملف التوظيف.

وذكرت مصادر محلية، أن مسلحين أطلقوا النار أيضاً تجاه محال تجارية في منطقة عين سارة بمدينة الخليل وعلى منطقة دوار التحرير في المدينة.

واضافت المصادر أن مقر تابع لبلدية الخليل في منطقة واد الهرية تعرض كذلك إلى إطلاق نـار.

نقابة العاملين

واستنكرت نقابة العاملين في بلدية الخليل العمل الهمجي لإطلاق النار على نائب رئيس المجلس البلدي لبلدية الخليل، وتهديد أعضاء المجلس البلدي من قبل خارجين عن القانون.

واهابت النقابة بـ”أبناء البلد الغيورين للوقوف إلى جانب بلدية الخليل”.

وندد رئيس نقابة العاملين رامي الجنيدي، بما وصفه بـ”العمل الجبان الخارج عن الدين والأخلاق”، مؤكدا أن هذه الحادثة تعد تعديا صارخا على كل معاني الكرامة الإنسانية.

وطالب الأجهزة الأمنية بضرورة ملاحقة المعتدين بأسرع وقت واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، معتبرا المساس بمباني البلدية بمثابة مساس بكل العاملين في بلدية الخليل، وكافة مؤسسات المدينة.

وانتخبت الصيدلانية أسماء الشرباتي في شهر نيسان/ابريل من العام الماضي، نائبا لرئيس بلدية الخليل، لتكون أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس البلدية في فلسطين.

والشرباتي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والماجستير في التنمية والتعاون الدولي، والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، وتعمل محاضرة في العديد من الجامعات الفلسطينية، ومدربة في المهارات الإدارية والشخصية.

المجلس البلدي يستنكر

من جهته، استنكر مجلس بلدي الخليل ما وصفه بـ”الاعتداء غير المسبوق” باستهداف مركبة نائب رئيس البلدية أسماء الشرباتي، وقال إن هذه الجريمة مؤشر خطير في استهداف السيدات والاستقواء عليهن.

وحذر المجلس، في بيان له، من انهيار النظام المؤسساتي في ظل انفلات السلاح والتعدي على الشخصيات المؤسساتية المنتخبة على خلفية عملها الرسمي بمحاربة الفساد، وإصرار المجلس البلدي على رفض التوظيف خارج الأنظمة والقوانين.

وطالب المجلس البلدي “المؤسسة الأمنية والنيابة العامة وجهات الاختصاص”، بضرورة الوقوف عند مسؤولياتهم، والتحرك فورا لتحديد هوية الخارجين عن القانون وسرعة إلقاء القبض على الجناة وإلحاق العقوبات الرادعة بحقهم وتوفير الحماية لكل من يعمل على خدمة المدينة وأهلها.

ودعا مجلس بلدي الخليل رجال العشائر إلى الوقوف عند مسؤولياتهم ورفع الغطاء العشائري والعائلي عن كل من يثبت تورطه بأي أعمال عنف أو فساد وكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المدينة.

ودعا المجلس المؤسسات والعائلات والعشائر في الخليل للمشاركة في وقفة جماهيرية ينظمها اليوم الساعة الثانية عشر ظهراً أمام مبنى البلدية.

حماس.. فئة مأجورة يجب محاسبتها

من جهتها، أدانت حركة حماس بشدة جرائم التهديد والاعتداء الممنهج وإطلاق النار على بلدية الخليل ممثّلة بأعضاء المجلس البلدي ومقدّرات البلدية، مساء الأربعاء وصباح اليوم الخميس، على يد فئة وصفتها بأنها “مأجورة تسعى لتحقيق مصالح شخصية ضيّقة عبر بوابة الفلتان والبلطجة الأمنية”.

وأكدت الحركة، في تصريح لعضو مكتبها السياسي هارون ناصر الدين، على ضرورة رفع الغطاء عن هؤلاء الجناة وعدم التستر عليهم، وأهمية اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة والمحاسبة، وجعلهم عبرة لكل مَن يفكر في نشر الفلتان الأمني في مجتمعنا.

وأكّد على دور الأحزاب والمؤسسات والعشائر والشخصيات الاعتبارية في ردع الجناة؛ حماية للسلم الأمني والقضاء على أي فتنة يخطّط لها.

وقال ناصر الدين، إن شعبنا الذي يخوض معركة قاسية ضد الاحتلال الذي يستبيح المسجد الأقصى المبارك ومدننا وقرانا، لن يسمح لأصحاب الأجندة الخاصة بتمزيق شعبنا ونشر الفوضى وحرف البوصلة عن مواجهة الاحتلال، وسيواصل العمل للجم هذه الانتهاكات الخارجة عن أعرافه وقيمه.

الهيئة المستقلة توثق وتطالب بالمحاسبة

من جانبها، أدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” إطلاق مجموعة أشخاص النار ليلة أمس الأربعاء، على مركبة الدكتورة أسماء الشرباتي نائب رئيس بلدية الخليل والتهجم على عيادة زوجها الدكتور أمجد الحموري.

وترى الهيئة أن الاعتداء على امرأة وترويعها تصب في خانة تخويف النساء العاملات في الفضاء العام، بهدف تقييد مشاركتهن والضغط باتجاه منع المرأة ممارسة حقها في العمل.

وبينت الهيئة أنها وثقت إطلاق أشخاص الرصاص الحي على مركبة الدكتورة الشرباتي وعيادة زوجها، وعلى ممتلكات البلدية ومحال تجارية تعود في ملكيتها لأقارب عائلات أعضاء من المجلس البلدي ورئيس البلدية.

ونقلت عن الدكتورة الشرباتي قولها إن هذه الحوادث جاءت بعد تلقيها تهديدات هي وأعضاء من المجلس البلدي في وقت سابق من أشخاص معروفين.

وتنظر الهيئة المستقلة بخطورة بالغة إلى مثل هذه الحوادث التي تهدد حياة المواطنَين المذكورين وعمل المجلس البلدي وتضر بالسلم الأهلي في المدينة.

ووفقاً لمعلومات الهيئة فإن تلك الحوادث لها علاقة بعمليات التوظيف داخل البلدية، وتطال شخصيات منتخبة على خلفية قيامها بعملها العام في المجلس البلدي،

وطالبت الهيئة المستقلة الجهات المختصة ممثلة بوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والنيابة العامة اتخاذ الإجراءات العاجلة لملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة، وتوفير الحماية للمجلس البلدي وأعضائه.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين

بدوره، أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات الاعتداءات في مدينة الخليل وطالبت النيابة العامة بالتحقيق في هذه الجرائم وتقديم المتورطين فيها للعدالة.

وقال المركز إنه إذ ينظر بخطورة بالغة لإطلاق النار تجاه شخصيات وممتلكات عامة، بغض النظر عن الدوافع والأسباب، فإنه يعبر عن قلقه من تنامي مظاهر الفلتان الأمني في الضفة الغربية وإطلاق النار من مسلحين ملثمين في حوادث متكررة.

وطالب النيابة العامة بالتحقيق الجاد في هذه الحوادث وفي كافة الجرائم المتصلة بالاعتداء على سيادة القانون، وحث الحكومة على اتخاذ إجراءات فعالة لوقف حالة الفلتان الأمني التي تشكل مصدر تهديد للحق في الحياة وسيادة القانون والسلم المجتمعي الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات