الجمعة 26/أبريل/2024

العبوات الناسفة.. سلاح فعّال يرعب الاحتلال في شوارع الضفة

العبوات الناسفة.. سلاح فعّال يرعب الاحتلال في شوارع الضفة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

باتت العبوات الناسفة سلاحٌ استراتيجي تمتلكه المقاومة بالضفة المحتلة ويخضع لتطويرها دومًا، ولا يكاد يمر اقتحام إسرائيلي إلا وتستخدمه ضد القوات الغازية، الأمر الذي أحدث قلقًا كبيرًا في منظومة الاحتلال الإسرائيلي.

ومع تعدد الأساليب التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية، فإن العبوات الناسفة أحدثت تحولًا كبيرًا، ومعه أجبر الاحتلال على التفكير جليًّا بالتعامل مع هذا السلاح، الذي بات يشكل عبئًا عملياتيًّا عليه.

تطور ملحوظ وحالة استنزاف

الخبير في الشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي قال إن المقاومة في الضفة المحتلة أخذت خلال العامين الماضيين، حالة من التطور والتنامي في القدرات العسكري؛ فتجاوزت العقبات الأمنية، واستطاعت أن تبني بنى عسكرية في المناطق بالضفة، وثبتت نفسها في الضفة كحالة لا يمكن القضاء عليها.

وأضاف الرفاتي في تصريحات لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن المقاومة طورت من نفسها وأدواتها، فلم تعد تقتصر على إطلاق النار، فبات استخدام العبوات الناسفة تطورًا طبيعيًّا، خصوصا أنها بدأت بـ”الأكواع”، وهي متفجر صغير يستخدم لإصدار أصوات قوية في وجه الآليات الإسرائيلية أثناء اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية.

وقبل 5 أيام أصيب 4 جنود صهاينة بانفجار عبوة ناسفة في مركبتهم العسكرية أثناء اقتحام نابلس، لتأمين اقتحام مستوطنين لقبر يوسف، ما أحدث صدمة وإرباكًا في صفوف منظومة الاحتلال.

وقال المراسل العسكري لموقع “واللا” العبري أمير بوحبوط إن “عددا من ضباط لواء النخبة (الكوماندو) حذروا من تفاقم معضلة العبوات الناسفة التي تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بـ”نشاطات عسكرية” في مناطق الضفة، وما يترتب عليه من مخاطر على “القوات” كما حدث في نابلس.

وأشار الرفاتي إلى أن المقاومة في الضفة تعكف على تطوير العبوات، وبات لديها عبوات من نوع شواظ، وأنواع أخرى، وأصبح لهذه العبوات تأثير كبير، لدرجة أن خبراء الاحتلال يتوقعون أن تمثل هذه العبوات تهديدًا أمنيًّا كبيرا، وستجعل من اقتحام المدن مكلف للجيش.

وأكد أن هذه العبوات ستؤثر على القدرة العملياتية لجيش الاحتلال، وستؤدي إلى تقليص القدرة على تنفيذ ما يعرف بعمليات جز العشب ضد المقاومين في الضفة.

وأوضح الخبير أيمن الرفاتي أن هذه العبوات ستشكل عبئًّا على عمل جيش الاحتلال، لذلك ينظر إليها بخوف وقلق.

ونبه إلى أن التطور في هذه العبوات سيؤدي إلى إجبار الجيش على تغيير الآليات التي تقتحم مدن الضفة الغربية؛ فهو يدخل بآليات “ولف” و”بانثر” وهي عبارة عن جيبات مصفحة ولكن لا تستطيع الصمود أمام العبوات المتطورة، وهذا سيطلب من جيش الاحتلال إدخال آليات نيمر وهي ثقيلة، ودخولها إلى الضفة إعلان أن المقاومة بالضفة هي ند لجيش الاحتلال، ما يضر بصورته.

وقال الرفاتي: تطور العبوات سيأخذ منحنيات تصاعدية كبيرة كنوع من تطور المقاومة لمواجهة سياسات الاحتلال العدوانية، ومن الناحية الأمنية تمثل خطورة أمنية على الاحتلال ومستوطنيه، ويمكن استخدامها في العمليات التفجيرية، وإفقاد المستوطنين أمنهم الشخصي.

واستخدام العبوات في العمليات سيشكل تعقيد ومعضلة أمام جيش الاحتلال، وبالتالي زيادة استخدام العبوات سيؤدي إلى انتشار كبير للجيش مع محاذير مع توقع بزياده خسائره، ما يدخله في حالة استنزاف، وفق الرفاتي.

وفي اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرم فجر اليوم الثلاثاء، أكدت كتائب القسام أنها تصدت للاقتحام بالعبوات الناسفة والأسلحة الخفيفة.

اقرأ أيضًا: مصادر عبرية: تزايد استخدام “العبوات الناسفة” بالضفة يقلق جيش الاحتلال

إبداع المقاومين

عدنان أبو عامر، المختص في الشأن الإسرائيلي قال: المقاومة الفلسطينية برعت باستخدام العبوات الناسفة في تنفيذ عملياتها العسكرية؛ فأغلب العمليات العسكرية تتضمن استخداماً لأسلوب العبوات الناسفة بشكل منفرد، أو تأخذ أجزاء ومركبات العملية، حيث شهدت انتفاضة الأقصى إنجازات مهمة في سياق المواجهة مع المحتل، أدت لإلحاق أفدح الخسائر بصفوف المحتلين.

وأضاف في مقالة له: فما بين عبوة ناسفة استخدمت في سياق اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، أو عبوة موجهة تم تفجيرها في هدف، أو موكب عسكري أو استيطاني، أو عبوة أرضية أو موجهة استهدفت دبابة أو آلية عسكرية، تنوعت أشكال استخدام العبوات الناسفة التي أبدعت عقول المقاومين في تصنيعها وإعدادها، حتى غدت كابوساً خطيراً يؤرق المحتلين، مما يجعل من الصعب حصر أهم العمليات التي استخدمت فيها العبوات الناسفة.

وأشار إلى أن المقاومة أدخلت عمليات تطويرية على تصنيع العبوات شديدة الانفجار، واستخدام مواد جديدة بتركيبها، وتصنيع أنواع جديدة، ما مكنها من تدمير الآليات والجيبات المحصنة بما فيها عدد من الدبابات.

ومضى يقول: ورغم تحصين المركبات الإسرائيلية، الاستيطانية والعسكرية، فقد تمكن المقاومون من مهاجمتها وتحطيمها بتفجير عبوات ناسفة، وأثبت مقتل الجنود والمستوطنين فشل مهمتهم الأساسية، مما جعل الرعب والخوف يدبان في قلوبهم، لأنهم باتوا يدركون أن حصونهم المنيعة لن تحميهم من هجمات المقاومة.

نقص في العربات المصفحة

وفي الأثناء، حذر ضباط في لواء “الكوماندوز” في جيش الاحتلال الإسرائيلي من المخاطر التي تمثلها العبوات الناسفة التي يستخدمها المقاومون في الضفة الغربية.

ونقل موقع “والا” عن ضباط في اللواء الذي يضم الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال، قولهم في جلسات مغلقة، إنهم باتوا يشعرون بتأثير النقص في العربات المصفحة بسبب تأثير العبوات الناسفة التي يستخدمها المقاومون.

وحسب ما زعم الضباط، فإن العلاقة بين إيران والعبوات التي باتت تستخدم كثيراً في الضفة الغربية، تتمثل بتمويل طهران إنتاج هذه العبوات وتوجيه المقاومين لكيفية إعدادها، وفق زعم الموقع.

وأشار الموقع إلى أن تحذيرات الضباط جاءت في أعقاب إصابة ضابط وثلاثة من جنود وحدة “إيجوز” الخاصة في انفجار عبوة ناسفة عندما كانوا يؤمنون اقتحام مستوطنين لقبر يوسف في نابلس قبل أيام.

ووجه الضباط انتقادات للأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية التي لا توفر المعلومات الدقيقة اللازمة قبل توجه الوحدات الخاصة لتنفيذ عمليات في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعا الجيش إلى الاستعداد بشكل مختلف قبل تنفيذه عمليات داخل المدن والبلدات ومخيمات اللاجئين في الضفة، في ظل التهديدات التي باتت تمثلها العبوات.

وزعم الضباط أيضاً أن حركات المقاومة في الضفة الغربية كثفت أخيراً من إنتاج العبوات الناسفة، فضلاً عن نجاحها في تهريب “عبوات تقنية” عبر الحدود واستخدامها ضد قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها.

وتوقع الضباط أن يتعاظم خطر العبوات الناسفة التي يستخدمها المقاومون الفلسطينيون في الضفة الغربية، مشيرين إلى أن الكشف عن معمل إنتاج العبوات الناسفة في جنين قبل شهرين يدل على حجم المشكلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...