دعوات رفع الظلم عن المحتوى الفلسطيني هل تلقى استجابة؟

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

شكلت دعوة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أحمد خطابي، لإنصاف المحتوى الإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية وتشكيل فريق للتفاوض مع المنصات التواصل، أرضية لمزيدٍ من المطالبات لإنصاف المحتوى الفلسطيني، وسط تساؤلات عن فرص النجاح وأهمية الضغط والمناصرة.

وطالب السفير أحمد خطابي، بتحديد أفضل الآليات لاستشراف تعامل آمن وشفاف ومنصف مع شركات الإعلام الدولية.

وأشار خطابي خلال “الاجتماع الأول لفريق التفاوض المكلف بالتعامل مع الشركات الرقمية الكبرى”، إلى ضرورة الاستئناس بتجارب ونماذج دولية وخاصة الاتحاد الأوروبي.

“كما أننا وبكل حزم مطالبون بالعمل على إنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف والحيلولة دون الاستخدامات المحرفة للحقائق التاريخية والجغرافية والعمرانية والتراثية ذات الصلة بالشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة”، وفق خطابي.

وباسم قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، نوه خطابي بالجهود القيمة للرئاسة الأردنية في ضوء الوثيقة المرجعية التي أعدتها كأرضية للنقاش فيما بين الدول الأعضاء وإسهام مقدر من اتحاد الإذاعات العربية ضمن عمل تشاركي يؤشر على تحول نوعي في مسيرة العمل الإعلامي العربي على مستوى التعامل مع الفضاء الرقمي الدولي.

وكشف خطابي عن تشكيل فريق للتفاوض مع الشركات العالمية المشغلة لمنصات التواصل الاجتماعي، لإعادة ضبط الخوارزميات التي تحاصر انتشار الرواية الفلسطينية إعلاميا على تلك المنصات.

حماس ترحب

ورحب عضو قيادة حركة “حماس” ورئيس دائرتها الإعلامية في الخارج هشام قاسم، بمطالبة الجامعة العربية للشركات العالمية المشغلة لمنصات الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي إنصاف المحتوى الإعلامي الفلسطيني.

وأشار قاسم، إلى أن الرواية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي “تحاصر على نحو مستمر من المنصات المشغلة، عبر استخدام خوارزميات تمنع انتشارها… وآن الأوان لمواجهة ذلك الانحياز السلبي ضد فلسطين”.

وأكد قاسم وجود محاولات من نشطاء فلسطينيين ومؤثرين طوال السنوات الماضية لمخاطبة عدد من المنصات الرقمية؛ لثنيها عن محاصرة الرواية الفلسطينية “إلا أن تلك المحاولات لم تلق آذانا صاغية”.

مهمة وبناءة

نديم الناشف الخبير في الإعلام الاجتماعي أكد أن توصيات الجامعة العربية بما يخص المحتوى الفلسطيني مهمة وبناءة، لاسيما أنها صادرة عن مؤسسة عربية كبيرة.

وقال الناشف في تصريحات لمراسلنا إن التحرك العربي يمكن أن يحدث اختراقًا في ملف الحرب على المحتوى الفلسطيني إذا استخدمت أدوات الضغط المختلفة.

وأوضح أن منصات التواصل الاجتماعي تمارس التمييز ضد المحتوى الفلسطيني، وتعدم ملايين التغريدات عن القضية الفلسطينية حتى باتت بعض المنصات تخلو تمامًا من المحتوى الفلسطيني جراء الحرب المستمرة عليه، مشيرًا إلى أنه جاء الوقت الذي يُنصف فيه المحتوى الفلسطيني.

وأضاف أن الأمر بحاجة لتفعيل أدوات دبلوماسية ومخاطبات على مستويات عليا، ومخاطبة مدراء مؤسسات التواصل الاجتماعي، والمؤسسات الدولية ذات العلاقة، منبهًا إلى الحاجة الكبيرة للعمل وصولا لرفع الظلم عن المحتوى الفلسطيني.

ضغط ومناصرة

نداء بسومي، المنسقة الإعلامية لمركز صدى سوشال رحبت بخطوة جامعة الدول العربية، مؤكدة أنها مهمة وتشكل أهمية في حملة الضغط والمناصرة التي يقودها المدافعون عن المحتوى الفلسطيني الرقمي.

وقالت في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الخطوة تعكس أيضًا مدى استمرار منصات التواصل وعلى رأسها المنصات التابعة لشركة ميتا في محاربتها المحتوى الفلسطيني رغم توصيات المؤسسات الحقوقية ووعود ميتا المستمرة بمراجعة سياساتها.

ورأت بسومي أن الإعلان عن تشكيل فريق للتفاوض من الجامعة العربية مع منصات التواصل الاجتماعي، يأتي لمراكمة الضغط على هذه المنصات، وبالتالي زيادة مساحة سماعها للصوت الفلسطيني وخصوصية الحالة الفلسطيني الواقعة تحت احتلال اسرائيلي، لكن الأهم أن يتم تنفيذ خطوات عملية حقيقية.

وأكدت أن هناك دومًا فرص لكسب الأصوات المؤيدة للمحتوى الفلسطيني وأحقيته، لكن الأهم هو الاستمرارية في هذه الحملات، قائلة: “علينا دومًا أن نتذكر أننا نخوض حربًا رقمية بالتوازي: نحن نريد أن ننشر روايتنا، والاحتلال يسعى جاهدًا لمحاربتها”.

تفعيل أدوات الضغط السياسي والمالي

وفي الأثناء، عبر المركز الشبابي الإعلامي عن تلقيه بسرور دعوة الجامعة العربية لإنصاف المحتوى الإعلامي الداعم لفلسطين، وعدم استخدام التقنيات “الخوارزميات” التي تحجب أو تحد من انتشار المحتوى المساند لعدالة القضية الفلسطينية والقدس.

وفي بيان وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” أعرب المركز الشبابي عن شكره وتقديره لهذه الدعوة التي صدرت من مؤسسة عربية لها حضور قوي على الساحة السياسية الدولية.

ودعت لتفعيل أداوت الضغط السياسي والمالي من أجل إجبار إدارات المنصات الرقمية على وقف تغلوها على المحتوى الفلسطيني.

تتعرض لظلم

وأكد وزير الإعلام الأردني، الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول على “أهمية الخطوة من جامعة الدول العربية التي دعت الأردن لتنفيذها بإنصاف المحتوى الإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي”.

وقال الشبول في تصريحٍ لـ “قدس برس”، الخميس، إن “القضية الفلسطينية تتمتع بخصوصية كاملة، وهي من أقدم القضايا التي يتم الحديث حولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تعرضت لظلمٍ كبير، على منصات التواصل الاجتماعي”.

ندعم المحتوى الفلسطيني

وطالب الشبول، العالم بأن “يتفهم الخصوصية التي تتمتع بها القضية الفلسطينية، سيما وأن هذه القضية متوافقة تماماً مع القانون الدولي، وفلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك يجب دعم المحتوى الفلسطيني ضد الظلم الذي يتعرض له على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وشدد الشبول على أن “موقف الأردن ثابت من القضية الفلسطينية، والملك عبد الله الثاني يحمل على عاتقه دعم كافة المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية حتى إقامة دولته على أرضه”.

ولفت الشبول إلى أن ” التطور التكنولوجي في الفضاء الرقمي واستخدام أكثر من  175 مليون عربي مواقع التواصل الاجتماعي، يدفع لإنصاف القضية الفلسطينية، والحفاظ على المحتوى الفلسطيني وحمايته كذلك”.

إعدام رقمي

وفي الأثناء، يقول مدير حملة “فيسبوك يعدمنا”، محمود الشريف، إن صحيفة “واشنطن بوست” وعدد من وسائل الإعلام العالمية، أوردت في تقارير لها، أن إدارة منصتي “فيسبوك” و “إكس – تويتر”، قاموا بإعدام الملايين من الحسابات والمنشورات التي تناصر فلسطين، مما استفز ردود فعل واسعة.

وأضاف الشريف، في حديث صحفي تابعه مراسلنا، أن حملة “فيسبوك يعدمنا”، التي انطلقت أواسط عام 2021، “دعت إدارة فيسبوك للعمل مع مختصين عرب لإصلاح (خوازمياته) التي أمست مقصلة منفلتة تعدم أصحاب المحتوى العربي المتزن دون تمييز”.

وشدد الشريف على أن إدارة “فيسبوك” قامت “بعمليات إعدام رقمي جماعي وعشوائي لآلاف الحسابات التي أظهرت تعاطفا مع الأحداث الفلسطينية، ونقلت حقيقة ما يجري خلال السنوات الماضية”.
وكشف عن أن “فيسبوك” اعتبر أسماء أماكن جغرافية مثل “الأقصى” أو “حي الشيخ جراح” بأنها عبارات تدل على العنف والإرهاب.

وأعرب الشريف عن أمله من أن يتمكن تحرك الجامعة العربية من إحداث اختراق في هذا الملف، مشددا على ضرورة أن “تمارس الجامعة ضغوطا كبيرة على إدارة المنصات الرقمية، لكي تثنيها عن سياساتها تجاه المحتوى الفلسطيني”.