عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

خبراء يطالبون بخطة إعلامية لمواجهة خطة تهويد القدس

خبراء يطالبون بخطة إعلامية لمواجهة خطة تهويد القدس

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أوصى خبراء ومهتمون بشؤون القدس بضرورة بلورة استراتيجية إعلامية موجّهة لفضح خطة الاحتلال الإسرائيلي الخمسية لتهويد شرق مدينة القدس المحتلة، مؤكدين أهمية دور الإعلام في إطار الصراع على هوية القدس.

وحذر الخبراء -خلال لقاء إلكتروني نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عبر الزووم، اليوم الأحد، تحت عنوان “مسؤولية الإعلام تجاه فضح خطة الاحتلال الإسرائيلي الخمسية لتهويد شرق القدس”-، من خطورة الانخداع بمصطلحات “التطوير” الرامية لتمرير مشروع التهويد والأسرلة للمدينة المقدسة، مطالبين وسائل الإعلام بالتأكيد على عروبتها وإسلاميتها.

اقرأ أيضًا: يعقوب: الخطة الخمسية محاولة لتهويد القدس ومصيرها الفشل

وتحدث خلال اللقاء الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف مدينة القدس، والباحث المقدسي ماهر الصوص والإعلامي سامر خويرة، وبمشاركة نخبة من الإعلاميين والمهتمين.

معركة أمة

وقال الشيخ بكيرات: “إنّ معركة الأقصى هي معركة الأمة وهي الفاصلة بين الصعود أو الهبوط لهذه الأمة”، مشدداً على أهمية تولي الإعلام مهمة فضح الاحتلال والكشف عن حربه القبيحة ضد الوجود الفلسطيني.

وحث الإعلاميين والصحفيين على ضرورة إعادة الثقة لمشروع الدفاع عن القدس، ومضى يقول: “علينا أن ندرك بأن هذا العدو الذي ملك أرضنا، قد احتلها معرفيا وإعلاميا وثقافيا قبل أن يحتلها عسكرياً”.

وأوضح أنّ القدس تواجه حرباً إعلامية؛ فالاحتلال يستخدم الإعلام كسلطة أولى؛ لتزوير وتشويه الرواية”، مبيناً أن الإعلام ينبغي أن يقوم على 3 أسس مهمة أولها “المعرفة التامة بتفاصيل ما تتعرض له القدس، وطبيعة الواقع الذي تعيشه المدينة، أمّا الثانية فتتمثل في الثقة التي ينبغي أن يتمتع بها الإعلاميين في تناولهم للقضية، وأمّا القضية الثالثة، ضرورة التركيز على القضية الأساسية على أن القضية ليست نزاع أو صراع على منطقة، بل هي حرب وجود على عدو يريد استئصال شعبنا”.

وأشار إلى وجود إعلام صهيوني مضلل ويختلق ويصنع الحدث، مقابل إعلام عربي هش لا يصنع الحدث.

الرواية الفلسطينية

من جهته، أكدّ الباحث المقدسي ماهر الصوص، أنه من الضروري الاهتمام بالهوية المقدسية والحفاظ عليها في ظل تعرضها لمحاولة أسرلة منذ اللحظة الأولى، عبر قيام الاحتلال بإجراءات لعزلها عن محيطها، موضحاً أن الخطة الخمسية “ليست جديدة؛ بل هي خطوة في طريق مخطط يتم تنفيذه منذ بدء الاحتلال ولا يزال مستمرا كلما نجح في جانب تقدم، وعند الفشل يتخذ إجراءات بديلة”.

وأشار إلى استهداف الاحتلال المنهج التعليمي في القدس في إطار حرصه على طمس الهوية العربية والإسلامية، وسعيه لإثبات شخصيته في المنطقة، فالاحتلال يسعى لإبطال الهوية المقدسية في مراحل عديدة، وفي المقابل نفتقد لألية التخطيط ولا يوجد خطوات عملية ترقى لمستوى القضية”.

وشدد على دور الجمعيات والروابط بعدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة جعل قضية فلسطين والمسجد الأقصى عقيدة الفرد المسلم، وتابع يقول: ” الرواية الفلسطينية يجب أن تطرح بشكل صريح من خلال الإعلام الموجه، ويجب على الجمهور معرفة الحقائق وإبطال رواية الاحتلال، فالصراع العربي الإسرائيلي ثابت، ويجب فضح الاحتلال ووضح مخطط مواجهة والترويج له”.

جيش إعلامي إسرائيلي

من جهته، قال الصحفي سامر خويرة: “إن الاحتلال يشكل جيش من الإعلام ويتواصل عبر 80 لغة حول العالم، ويرسل ويعمم روايته بشكل دائم”، موضحاً أن الاحتلال يوجه صفحات تركز على الجمهور العربي، وسط حملة تضليل يمارسها بشكل مستمر دعما لعمليات التطبيع.

وبين أن صفحة “إسرائيل تتحدث بالعربية” تظهر بشكل ناعم أساليب الاحتلال المضللة، وهي تعمل ضمن صفحات تدرس بطريقة علمية.

وأضاف أن المعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية، ويبدو أن الذي كتب الخطة الخمسية استعان بخبراء إعلاميين لإقناع الجميع بها ولكي يقبلها الجميع، لذا يجب تفنيد وفضح الخطة وكشف السم بالمدسوس فيها”، مؤكداً على ضرورة استثمار منصات التواصل الاجتماعي لفضح مخططات الاحتلال تجاه القدس ولخدمة القضايا الوطنية.

وتابع: “على الجميع العمل على فضح الخطة الخمسية في الإعلام المستقل والحزبي والعربي والعالمي”، موصياً بضرورة السعي للوصول للمؤثرين في القدس والمشاهير لفضح الخطة الخمسية. ودعا خويرة لتشكيل فريق محلي دولي عالمي لمواجهة الخطة الخمسية لتهويد شرق القدس.

وصدَّقت حكومة الاحتلال الفاشية، الأسبوع الماضي، على ما تسمى “الخطة الخمسية” بزعم “تطوير شرق القدس للأعوام 2024-2028” وقدمها ما يسمى “وزير القدس والتقاليد” المتطرف مئير باروش، بقيمة ثلاثة مليارات ومائتيْ مليون شيقل، فضلًا عن ميزانية بقيمة نصف مليار شيقل من أجل مشروع ما يسمى “الحوض المقدس” للتهويد، وتعزيز الاستيطان في القدس القديمة.

و“الخطة الخمسية” سبق أن ناقشتها حكومة الاحتلال في الاجتماع الذي عقدته في مايو/أيار الماضي داخل أنفاق أسفل حائط البراق بمناسبة احتلال الجزء الشرقي لمدينة القدس، واتخذت فيه سلسلة من القرارات لتمويل مشاريع استيطانية واسعة وجمعيّات استيطانية في القدس.

وتعد هذه الميزانية أكثر بحوالي مليار شيكل من ميزانية الخطة الخمسية السابقة للقدس، التي بلغت 2.1 مليار شيكل عام 2018.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات