عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

فتية التلال.. عن عصابات الإجرام التي تمولها حكومة الاحتلال

فتية التلال.. عن عصابات الإجرام التي تمولها حكومة الاحتلال

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

بفضل تشجيع الوزراء وميزانيات خصصتها حكومة الاحتلال الحالية بات فتية التلال يعملون نهارًا لتنفيذ الأنشطة الاستيطانية عنوة، وإطلاق النار في برقة نموذجًا، إنهم لم يعودوا فتية متهورين يقتحمون تحت جنح الظلام، هكذا قدمت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية تحقيقها الأسبوعي حول إرهابيي تنظيم “تدفيع الثمن” اليهودي.

“سلاح التلال”، هكذا وصف التحقيق التنظيم الإرهابي الذي يُعرف في “إسرائيل” باسم “فتية التلال”، وقد استخدم تعبير “سلاح” على غرار تسمية “سلاح الجو” التي تُطلق على القوات الجوية، توضيحًا للتغيرات البنيوية التي طرأت على التنظيم الإرهابي.

المزيد من النار

في قلب التحقيق جاء عنوان: “الاستيلاء على دونم بعد دونم والمزيد من النار”، وتحت هذا العنوان أوضحت “يديعوت”، وفق ترجمة ألترا فلسطين، أن إرهابيي “تدفيع الثمن” ينطلقون مسلحين بعصا الراعي وأسلحة نارية، وبتأييد ودعم حكومي وميزانيات مخصصة لهم، ويعملون لتحقيق مشروع السيطرة على المناطق الفلسطينية”، وفق موقع ألترا فلسطين.

وتابعت: “قبل نحو أسبوع انتهى الأمر بقتل قصي معطان في برقة، والأجهزة الأمنية والعسكرية يرصدون ارتفاعًا حادًا في عنف المستوطنين”.

ونقلت “يديعوت” عن أحد قادة المستوطنين قوله، إن جزءًا من هؤلاء الإرهابيين يختلفون حتى مع ايتمار بن غفير، فهو يعترف بدولة إسرائيل، “أما هؤلاء فيعتبرون أنه يجب تفكيك دولة إسرائيل وإعادة بنائها من جديد”.

وأكدت، أنه خلال السنوات الثلاثة الماضية أقيمت عشرات البؤر الاستيطانية الزراعية بدون ترخيص، معظمها تستوطن فيها أسرةٌ واحدةٌ يرافقها عدد من “الشبان المتطوعين”، والهدف المعلن هو السيطرة على المناطق المفتوحة في المناطق “ج” وطرد الفلسطينيين منها.

وبينت أن مزارع الرعاة الاستيطانية هي اختراعٌ ابتكره زئيف زمبش، المدير العام لشركة “أمنا” الاستيطانية التابعة لمجلس قيادة المستوطنين في الضفة الغربية، وهذا المجلس يقدم الميزانيات لهذه المزارع.

وإلى جانب تمويل مجلس قيادة المستوطنين للمزارع الرعوية، فإنها تحصل على تمويلٍ من مؤسسات حكومية ووزارات، وهذا ثمرة المهام القومية التي تقودها الوزير أوريت ستروك من قائمة “الصهيونية الدينية”، رغم أن المباني المقامة في هذه المزارع غير مرخصة، وفق موقع ألترا فلسطين.

ولا يوجد في المزارع الرعوية حراسة دائمة من الجيش، لكن دائمًا تصل قواتٌ من جيش الاحتلال لهذه المزارع في إطار الدوريات التي ينفذها الجنود الذين يسيطرون على تلك المناطق.

ونقلت “يديعوت” عن مستوطن تطوع للخدمة في مزارع رعوية جنوب الخليل لمدة عام قوله: “كنت أرى الجنود يزورون هذه المزارع كجزء من دورياتهم، ويتوقفون لشرب القهوة ومداعبة الماعز. سادت أجواء من الصداقة معهم. ثم إذا رأى المستوطنون فلسطينيًا في الميدان، يخرجون إليه على متن سيارة التندر، ويُهددونه، ويتصلون بالجيش الذي سيأتي لترحيله. فهم دائمًا على أهبة الاستعداد”.

ويؤكد أتاكس، أن هذه المنطقة باتت بأكملها “خاضعة لسيطرة معسكر يميني عنيف قائم على أقصى درجات التطرف”.

ويُضيف: “يمتلك الفلسطينيون أراض زراعية خصبة هناك بملكية خاصة، لكنهم لا يستطيعون الدخول إليها بسبب التهديد والتخويف والهجمات العنيفة التي ينفذها المستوطنون”.

وأكد التحقيق، أن المعطيات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أن حجم الاعتداءات الإرهابية في اتجاه تصاعدي منذ عام 2020 حتى الآن، “لكن يبدو أن الذروة ما زالت أمامنا” وفقًا للتحقيق.

حصر الفلسطينيين

الباحث في مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، وليد حباس أكد أن عملية العنف التي يمارسها المستوطنون عملية ممنهجة تهدف إلى حصر الوجود الفلسطيني في كانتونات وتجمعات داخل المنطقتين المصنفتين “أ” و”ب”.

 ويؤكد -وفق ألترا فلسطين- أن هذا العنف لا يمكن فصله عن الدعم المطلق الذي يحصل عليه المستوطنون من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وفرت الحماية القانونية والعملية لهم، وبالمقابل تمنع الفلسطيني من الدفاع عن نفسه، من خلال عمليات اعتقال وإطلاق نار استهدفت الفلسطينيين لمجرد الدفاع عن ممتلكاتهم وأرواحهم.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الوزيرين في حكومة الاحتلال الحالية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، كانا على ارتباط في مراحل معينة بجماعة “شبيبة التلال” الإرهابية، وهما الآن يتقلدان مناصب عليا في الدولة، ما قد يعطي دفعة كبيرة لعملية الاستيطان التي تقودها الجماعة خلال فترة الحكومة الحالية.

ويمكن ربط ارتفاع جرائم المستوطنين وتغذية إرهابهم بما كشف عن خطة أعدها الوزير المتطريف سموتريتش عن حسم الصراع عبر البناء الاستيطاني وإنهاء الوجود الفلسطيني في مناطق ج، واستقدام الآلاف من المستوطنين للعيش فيها، مع إجبار الفلسطينيين على العيش في دولة يهودية أو تقديم تسهيلات لتهجيرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات