عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

مخيم عين الحلوة.. عاصمة الشتات الفلسطيني في عين العاصفة

مخيم عين الحلوة.. عاصمة الشتات الفلسطيني في عين العاصفة

صيدا – المركز الفلسطيني للإعلام

على بعد 3 كيلومترات جنوبي شرق مدينة صيدا الساحلية في لبنان، تأسس مخيم عين الحلوة للاجئين عام 1948، على يد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف إيواء اللاجئين من مدن شمالي فلسطين المحتلة.

وشهد المخيم خلال 7 عقود العديد من الأحداث الدامية، آخرها مواجهات محلية، السبت والأحد، أودت بحياة العديد من الأشخاص.

ويُعد مخيم “عين الحلوة” أكبر مخيمات اللاجئين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يقطن فيه حولي 100 ألف نسمة، بينما لا تتعدى مساحته كيلو متر مربع.

ومعظم العائلات التي تعيش في المخيم نزحت بعد نكبة 1948 من قرى الجليل الفلسطينية وهي صفورية، وحطين، والرأس الأحمر، والصفصاف، والزيب، ولوبيا، والمنشية، والسمارية، وعمقا، وطيطبا، والشيخ داوود، والطيرة، والسموع، وسعسع.

وبحسب موسوعة المخيمات الفلسطينية، كانت الأرض التي أقيم عليها المخيم معسكراً للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.

وبدأت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، عملياتها في المخيم عام 1952، وعملت بشكل تدريجي على استبدال الخيام بمساكن أسمنتية.

وتسببت الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) في تشريد العديد من اللاجئين في المخيمات الأخرى ولا سيما تلك التي تقع بالقرب من طرابلس، فانتقلوا إلى مخيم عين الحلوة، ليصبح بذلك المخيم الأكبر في لبنان.

وتعرض المخيم بشكل خاص لأعمال عنف بين عامي 1982 و1991، الأمر الذي نتج عنه وقوع عدد كبير من الإصابات وتدمير المخيم بالكامل تقريباً.

معاناة وتحديات

يعمل سكان مخيم عين الحلوة بشكل رئيسي في مواقع الإنشاءات وبساتين الفاكهة وورش عمل التطريز، أو كعمال نظافة، وهناك معدل تسرب مرتفع من التعليم، إذ يتم إجبار الطلاب في الغالب على ترك الدراسة من أجل إعالة أسرهم.

وتُعاني المساكن في المخيم من صغر مساحاتها وقربها الشديد من بعضها البعض، وبعضها لا يزال يحتفظ بالسقف المعدني.

وأنشأت “الأونروا” مجمعاً سكنياً متعدد الطوابق بين عامي 1993-1994 من أجل إيواء بعض العائلات المُهجرة، وبشكل رئيسي من مخيم النبطية الذي دمرته إسرائيل عام 1973.

وبحسب بيانات “أونروا”، هناك أكثر من 47 ألف و500 لاجئ مسجل في المخيم تتوفر لهم 8 مدارس، بما فيها ثانوية واحدة، إضافة إلى مركزين صحيين.

وتتمثل المشكلات الرئيسية التي يواجهها المخيم في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، والمساكن الصغيرة، وظروف الإسكان السيئة.

ولا يزال العديد من اللاجئين يعيشون على حافة المخيم في ظروف تتسم بالفقر الشديد.

الصحة والتعليم


ووفقاً لدراسة شاهد؛ فإنّ 61% من الأمراض المنتشرة بين سكان مخيم عين الحلوة هي أمراض ضغط الدم والتنفس، لعدم توفر البيئة الصحية المناسبة وشيوع عوامل الفقر والبطالة والأزقة المعتمة.

ويلجأ قاطنو المخيم عادة في علاجهم الطبي إلى مستشفى الهمشري الواقع خارج المخيم في مدينة صيدا المجاورة.

أما في المخيم فهناك عيادات تابعة لبعض الفصائل والقوى الفلسطينية إضافة إلى عيادات “أونروا”، وعيادة للهلال الأحمر الفلسطيني، لكنها أحيانا تعاني نقصاً في أدوية الأمراض المزمنة وتجهيزات المختبرات.

وعلى المستوى التعليمي للمخيم، فكشفت الدراسة أن 6% من أفراد المخيم أميّون، و4% منهم يلمّون بالقراءة والكتابة، و60% أنهوا صفوف الابتدائي والمتوسط، و13% المستوى الثانوي، و3% جامعيون.

يشار إلى أن الخدمات التعليمية في المخيم تعتمد على عدد من المدارس يزيد قليلا على العشر فيها ثانوية واحدة، وأغلبها يعمل بنظام دوامين حتى يغطي النقص الحاصل في المرافق التعليمية رغم تأثير هذا النظام سلبا على العملية التربوية.

الوضع الاقتصادي

ويعتمد سكان مخيم عين الحلوة على المساعدات التي تقدمها لهم وكالة “أونروا”، وعلى الدعم الذيتوفره السلطة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية الأخرى، إضافة إلى الأعمال التجارية البسيطة.

ووفق إحدى الدراسات؛ فإنّ 17% في مخيم عين الحلوة لا يعملون أبدا، وأن معظم الأعمال التي يمارسونها هي أعمال حرف يدوية أو أعمال موسمية.

ورغم أن اليد العاملة الفلسطينية تعد منتجة وفعالة، فإن عمل الفلسطيني يتم في لبنان بشكل غير معلن، كما لا تسمح القوانين اللبنانية للفلسطينيين بالعمل في المهن الحرة، وهو ما يسد الآفاق أمام المتعلمين منهم، ويشكل عقبة رئيسة أمام طموح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

نزاعات مسلحة

شهد مخيم عين الحلوة أحداثاً دامية كثيرة، أبرزها الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، والمعارك بين فصائل فلسطينية وأحزاب لبنانية، ثم وقعت صراعات مسلحة بين حركة “فتح” والمجلس الثوري (أبو نضال).

وفي أعقاب اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية في 1989 تمّ تسليم الأسلحة الثقيلة من داخل المخيم إلى الجيش اللبناني، وهدأت الأحوال وعاش المخيم مثل باقي المناطق اللبنانية فترة من الهدوء حتى عام 1997، حين عادت الاشتباكات والتفجيرات، وضرب الجيش اللبناني طوقاً على المخيم وظلت الأمور متوترة حتى الآن.

وفي فبراير 2017، اندلعت اشتباكات في المخيم أودت بحياة شخصين وجرح ما يزيد عن 10 وتخريب في الممتلكات.

وكثرت في السنوات الأخيرة حوادث الاقتتال داخل المخيم حتى شكلت ذعراً ومصدر قلق لسكان المخيم وخشية على مستقبله، فتشكلت قوة أمنية مشتركة لإدارة المخيم وأبرمت اتفاقات عديدة لكن تم خرقها أكثر من مرة.

ويضم المخيم عدة فصائل فلسطينية مسلحة، هي “التيار الإصلاحي بحركة فتح”، وجبهة التحرير، وحركة “حماس”، والقيادة العامة، وعصبة أنصار الله، والجبهة الشعبية، وعصبة النور المنشقة عن عصبة أنصار، و”الجهاد الإسلامي”، و”فتح”.

ويقيم الجیش اللبناني حواجز ثابتة على مداخل المخیم، ويعمل على مراقبة الحركة منه وإليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات