الإثنين 29/أبريل/2024

اشتباكات مخيم عين الحلوة .. نزوح جماعي ودعوات لوأد الفتنة

اشتباكات مخيم عين الحلوة .. نزوح جماعي ودعوات لوأد الفتنة

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

على وقع الاشتباكات المسلحة الدموية، اضطر المئات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة للنزوح، وسط حالة من التوتر والتصعيد رغم الدعوات لوأد الفتنة ووقف الاقتتال.

نزوح جماعي

وأكدت مصادر متطابقة أن المئات من اللاجئين بما فيهم نساء وأطفال اضطروا لمغادرة منازلهم والبحث عن أماكن آمنة مع استمرار تبادل إطلاق النار وقذائف بين عناصر مسلحة من حركة فتح، ومسلحين آخرين.

وقالت المصادر: إن الأهالي لجؤوا إلى مسجد الموصللي بجانب المخيم هرباً من الاشتباكات.

وأكد مسؤول الجبهة الديمقراطية في مخيم عين الحلوة، أن “الاشتباكات دفعت شعبنا إلى مغادرة منازلهم إلى أزقّة شوارع صيدا، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة”.

وشدد على أن ما يحصل يتطلب موقفا فلسطينيا موحّدا لكل الأطياف، وتفويت الفرصة على من يريد تدمير المخيم.

وأعلن عن فتح مدرسة عسقلان بمخيم المية ومية لاستقبال النازحين من أهالي مخيم عين الحلوة.

تطورات ميدانية

ووفق مصادر أمنية لبنانية؛ ارتفعت حصيلة الاشتباكات في المخيم إلى 6 قتلى و35 إصابة، وبين القتلى قائد “الأمن الوطني” الفلسطيني (تابع لحركة فتح) بمنطقة صيدا.

وأكد مراسلنا، أنّ الاشتباكات تجددت فور انتهاء اجتماع هيئة “العمل الفلسطيني المشترك” (أهلية)، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني إصابة عدد من العسكريين بجروح، نتيجة سقوط قذيفة في أحد المراكز العسكرية، وتعرض مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار.

وحذر الجيش من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب، مؤكدة أنه سيرد على مصادر النيران بالمثل.

كما أعلنت الجبهة الشعبية إصابة ثلاثة من عناصرها جراء سقوط قذيفة على مقر لهم.

وفق مصادر متطابقة؛ تطورت الاشتباكات الحالية بعد إقدام عنصر من فتح يدعى “(“الصومالي”)” (أمس السبت) على محاولة اغتيال محمود خليل (أبو قتادة) القيادي في عصبة الأنصار، حيث أصيب أبو قتادة وقتل مرافقه عبد صديق فرهود.

وأضافت المصادر: هذا الصباح هاجم عناصر من العصبة قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي في كمين مسلح، ما أدى لمقتله واثنين آخرين، قبل أن تتطور الاشتباكات.

رواية فتح

من جهتها، أعلنت حركة فتح في لبنان مقتل قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء “أبو أشرف العرموشي” ورفاقه: مهند قاسم وطارق خلف وموسى فندي وبلال عبيد، بـ”عملية آثمة جبانة متعمَّدة ظهر اليوم الأحد في مخيّم عين الحلوة، خلال أدائهم الواجب الوطني في صون أمن وأمان شعبنا في مخيم عين الحلوة”.

يأتي ذلك بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في حركة “فتح” داخل المخيم نفسه، والذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية اللبنانية) أوضحت أن الاشتباكات المسلحة تجددت بعد هدوء حذر تبع عملية إطلاق النار الليلة الماضية على الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة.

وأوضحت أن الاشتباكات استعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف، وأدت لمقتل الشاب “عبد فرهود” وإصابة 6 آخرين بينهم طفلتان.

وعلى أثر ذلك، عقدت “هيئة العمل الفلسطيني” المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، اجتماعًا طارئًا في قاعة مسجد النور بمخيم عين الحلوة.

وأدانت “الهيئة” جريمة إطلاق النار، داعية إلى العمل على وقف إطلاق النار “حجبًا لمزيد من الدماء ومنعًا لتهجير أهلنا من المخيم، وتسليم القاتل للقضاء اللبناني”.

فشل وقف إطلاق نار

وفشل وقف إطلاق نار جرى التوصل له خلال اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك بحضور وفد من قيادة حركة أمل وممثل عن في حزب الله وممثل عن الشيخ ماهر حمود.

ونجم عن الاجتماع اتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة والعمل من كل الأطراف على سحب المسلحين من الطرقات والعمل على ضبط الوضع داخل المخيم.

وأعلن تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية بإشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك تسعى للوصول الى الحقيقة حول اغتيال العميد أبو اشرف العرموشي ورفاقه وتسليم الفاعلين إلى الأجهزة والسلطات الأمنية المختصة في الدولة اللبنانية.

وأكد الاجتماع على الالتزام بما أقر باجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا الذي انعقد اليوم حول حادثة الأمس.

ورغم الاتفاق، استمرت الاشتباكات المسلحة وجلب المزيد من التعزيزات من عناصر فتح وقوى الأمن التابعة لها للمخيم.

جهود حماس لاحتواء التصعيد

وفي محاولة للتهدئة بين المتصارعين، تبذل حركة حماس جهودًا كبيرة ومكثّقة من خلال الاتصالات التي أجرتها مع القوى اللبنانية والفلسطينية، من أجل التوصّل إلى اتّفاق من أجل وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، ومعالجة ذيول الاشتباكات التي يشهدها المخيّم، وفق المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، جهاد طه.

وأكّد طه، في تصريح صحفي، اليوم الأحد، “حرص حماس على تكريس حالة الأمن والاستقرار داخل المخيّمات الفلسطينية في هذا التوقيت، لما فيه مصلحة العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني”.

وشدّد طه، على “الحرص الكامل على قطع الطريق أمام كل من يحاول ضرب السّاحة الفلسطينيّة أو إحداث حالة من العبث في المخيّمات الفلسطينية”.

وأشار إلى أن “القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، تتمسّك بالعلاقة الأخويّة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة، والعمل على تطوير هذه العلاقة بما يخدم الجانبين”.

ودعا المتحدّث باسم حركة حماس، الشعب الفلسطيني إلى “التماسك والوحدة لقطع الطريق على كل أدوات الفتنة التي تحاول العبث بأمن المخيّمات الفلسطينية في لبنان”.

وبين الحين والآخر، تندلع اشتباكات بين مجموعات مسلحة في مخيم عين الحلوة الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني انضم إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

موقف لبناني رسمي

رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، طالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، عادا أن الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية.

وأكد ميقاتي ضرورة ضبط الجيش والأجهزة الأمنية الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين، مشدداً على أن الحكومة تعمل لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر إقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينيين ، إلا أنه على كل الجهات الفلسطينية المعنية أن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة.

المفتي قبلان: ما يجري خطير

من جهته، أكد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن ما يجري في مخيم عين الحلوة خطير ومريب ويدق ناقوس الخطر ويطال أهم شرايين البلد.

وطالب قبلان الدولة اللبنانية بفرض الأمن وحماية السيادة الوطنية، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى حماية القضية الفلسطينية.

وأشار الشيخ قبلان إلى أن ما يجري بالمخيمات يؤكد ضرورة منع أي فتنة لها دافع داخلي أو خارجي، وقال: هذا يفترض بالقوى السياسية اللبنانية الدخول سريعاً بتسوية رئاسية لحماية البلد من الفوضى الأمنية والبدء بورشة قرار وطني لإنقاذ لبنان.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.

يجدر ذكره أن الجيش اللبناني لا يدخل المخيمات أثناء الاشتباكات تاركًا مهمة حفظ الأمن للفلسطينيين وحدهم.

أونروا تعلق خدماتها

وفي الأثناء، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تعليق جميع خدماتها وعملياتها في مخيم (عين الحلوة) للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوب لبنان، يوم غد الاثنين.

وأضافت “أونروا”، في بيان صحفي، اليوم الأحد، تعرض مدرستين تابعتين لها تستوعبان حوالي 2000 طالب لأضرار، 

وأكدت الوكالة، “ضرورة الوقف الفوري لهذه الاشتباكات حماية للمدنيين، داعية جميع الأطراف المعنية إلى احترام حرمة مباني الأمم المتحدة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات